الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برنامج لقيادة العراق..بدلا من الهرولة إلى الخارج!

سالم اسماعيل نوركه

2010 / 4 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا توجد في العالم عملية ديمقراطية نزيهة 100%ولكل انتخابات ظروف خاصة بها منها البيئة التي تجري فيها والبيئة المحيطة بها وعمر العملية الانتخابية ومستوى الناخب المصوت وثقافة المجتمع ومكوناته والمذاهب والطوائف والأعراق وطبيعة الأحزاب المشاركة في الساحة وفي حالة الانتخابات نحن نفكر بالاتجاه الذي نسير فيه أكثر مما نفكر الآن بحجم الخطوات والمهم عندنا إننا نسير في الاتجاه السليم ثم عندما نتأكد بأننا نسير بالاتجاه المرغوب يمكن لاحقا نركز على حجم الخطوات ولا يخفى على أحد بأننا خرجنا من مرحلة صعبة كانت النتائج تسجل رغما عن الجماهير 99.99 %لصالح الحاكم المستبد وكانت المنطقة لا تشكك بهذه النتيجة المشكوك فيها بالأصل لأن أغلب أنظمة المنطقة أيضا تمرر على جماهيرها مثل هذه النتائج فالبيئة في العراق لزمن طويل كانت بيد نظام دكتاتوري هون على جماهير المنطقة دكتاتوريتها لأنه كان دكتاتورا طفيليا متفوقا على دكتاتوريات المنطقة بل قل العالم بسلبياته التي لا تحصى ولا تعد وعندما رحل دكتاتورنا الغير مأسوف على رحيله هبت دكتاتوريات العالم وبالذات المنطقة بمحاربة هذه التجربة بأسلحة عديدة وبقسوة لأنها رأت بأن نجاح هذه التجربة تكشف زييف أنظمة الظلام دفعة واحدة وعمر التجربة العراقية الديمقراطية قياسا لعمر دكتاتوريات العراق والمنطقة يكاد لا يشكل رقما يذكر وهذا يعني إن المهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة،مهمة نجاح هذه التجربة الفتية.
ماذا حصل في الانتخابات الأخيرة ؟
لقد تأكد نقاط عديدة نتيجة لما نتجت من نتائج ملموسة:
*لا يوجد في العراق اليوم حزب أو كتلة يحظى بإجماع العراقيين ولو بشكل نسبي وهذا يعني إن كل طرف حين يتهم الآخرين بتمثيل طائفة هو أيضا إنما يمثل طائفة .
*برزت ورسخت مع الأسف الشديد ثلاث مناطق منطقة ذات نفوذ شيعي وأخرى ذات نفوذ سني ومنطقة ذات نفوذ كردي والقوائم الفائزة إنما تمثل هذه المناطق .
*خلقت هذه الانتخابات وأظهرت قيادات هذه المناطق وبرزت بشكل واضح ويبدوا إن الجماهير صوتت لرموز وليس لبرامج والدليل إن بعض المرشحين حصلوا على أصوات عالية جدا.
*أثبتت النتائج إن أطراف خارجية بمعاونة أطراف داخلية نجحت في التخندق الطائفي فالشيعي غالبا ما يصوت لنائب شيعي وهكذا السني والكردي أما الذين رفضوا الطائفية فهم قلة قياسا بالأكثرية والدليل النتائج.
*والآن لدينا ثلاث قيادات وواضح بشكل جلي (قيادات سنية-شيعية-كردية)وبدلا أن تجلس هذه القيادات بعد إعلان نتائج الانتخابات في الداخل وتناقش برنامج إدارة الدولة للوصول إلى المشتركات هرولت هذه القيادات صوب الخارج إلى دول الجوار لرسم سياسة الدولة على طاولة غير عراقية .
*أما المشروع الوطني الديمقراطي لم ينجح لحد الآن والأسباب عديدة من ضغوط داخلية وتفشي الأمية والأمية السياسية حيث المواطن يستطيع الرفض ولا يستطيع الاختيار وفئات محسوبة على النظام البائد تعمل مع الأجندات الخارجية لفشل التجربة الديمقراطية وليس هناك دولة من دول الجوار لم تتدخل سلبا في الشأن الداخلي العراقي في الوقت الذي كل دول الجوار مستفيدة من العراق اقتصاديا وحتى دول من غير الجوار ولكنها وكل بقدر أضر بالعراق سياسيا وهذه مفارقة .
*وحتى أمريكا الدولة الراعية للوضع العراقي أصبحت في وضع لا تحسد عليها لأنها لم تنجح في منع دول الجوار من التدخل السلبي في الوضع العراقي لأنها مشغولة بملفات دولية عديدة ومنها ما تؤثر على الوضع العراقي .
ما هي الحلول لنجاح التجربة؟
جلوس القيادات العراقية لاتفاقهم على برنامج لقيادة العراق بعيدا عن ميول طرف لتمشية أفكاره على الآخرين لان أفكاره لا تحظى بالإجماع والدليل نتائج الانتخابات .
منع التدخل الخارجي في تشكيل الحكومة وإرسال رسالة وطنية عراقية لكل دول الجوار بعد تشكيل الحكومة تؤكد على عدم تدخل العراق في شؤون الآخرين ومنع الآخرين من التدخل في شؤون العراق يحمل توقيع القيادات التي تمثل أجزاء من العراق لان الانتخابات ونتائجها تقول بأن لا أحد بمفرده يمثل العراق.
الاهتمام الفوري والجدي لرفع مستوى التعليم لان هذا المجتمع لعقود من الزمن تم عسكرته على حساب العلم والتعلم.
محاربة الفساد المالي والإداري وتقديم المفسدين والفاسدين إداريا وماليا من السابقين واللاحقين إلى المحاكم لنيل جزاءهم العادل.
عدم السماح لتمجيد الأمس والسماح لنقد سلبيات الحاضر.
الضمان الحقيقي لحرية الصحافة والنشر .
ربط العراق بالاتفاقيات منها التجارية والعلمية والثقافية مع الدول الديمقراطية وإعطاء الأولوية لها ومع الدول التي تحترم سيادة العراق.
إرسال البعثات والزمالة الدراسية إلى الجامعات العالمية الرصينة .
الإسراع بتحسين الخدمات وعلى كل المستويات والاختصاصات –الماء –الكهرباء- الصحة-وبناء البني التحتية وجلب الشركات الأجنبية لتسريع البناء.
الاهتمام بالزراعة والصناعة وتطويرهما وأتباع الأساليب العلمية والاستفادة من الخبرات العراقية والأجنبية.
إعادة النظر بالسياسة الخارجية والتأكيد على احترام السيادة المتبادلة وعدم التدخل في شؤون الغير وعدم قبول الغير في التدخل بشؤون العراق لضمان هيبة العراق الديمقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن