الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاع مفتوح ..اهلا وسهلا

محمود المصلح

2010 / 4 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تنادت الامة ( العربية ) الى اجتماع في بيت العروبة المشرعة ابوابه ، في القاهرة ، التي لم تعد تقهر أحد ، على خلفية قرار اسرائيل بطرد الالاف من أبناء الشعب الفلسطيني المقهور والمظلوم ، كانت ااسيناريوهات المتوقعة لعاقبة الاجتماع مؤكدة أو شبه مؤكدة لدى الغالبية العظمى من ابناء العروبة ، وكان البيان الختامي معد سلفا في أذهان العرب عموما ، بما خبروه من اجتماعات ومنتديات ومؤتمرات على مختلف المستويات والاصعدة ..
تسال البعض بمكر غالبا : ترى ماذا سيكون رد وزراء الخارجية العرب .. أو حتى وزراء الداخلية ..وترى ماذا كان من قبل في اجتماع القمة العربية التي باتت احتفالا للباربكيو في باحة خارجية لقصر المؤتمرات .. أو استعراض لكرم الضيافة والخطابات الرنانة التي لم تعد رنانة اطلاقا .. ولم تعد تطرب احدا بعد أن اصبحت اغنية ممجوجة قديمة طغى عليها سيل من الاغاني الحديثة الاكثر اثارة ..
رايت بالامس ثلة من الرجال كبار السن في السوق وهم يجلسون امام تلفازمربوط بجهاز قارىء القراص المدمجة .. ويشاهدون خطابا قديما بالأبيض والاسود لجمال عبد الناصر .. وقفت على مقربة منهم .. رحت اتابع بعض اللقطات ولثواني .. ونقلت عيني في وجوه الرجال .. كان العجوز الاكبر سنا يقف أحيان وهو يضرب بكفه على الطاولة .. ويصيح بكلمات لم اتبينها ولكني فهمت انه متحمس وفي حالة من النشوة ..
هذا عجوز يعيش على الماضي زيتغنى بأمجاد لم تكن أكثر من حبر على ورق أو زوبعة في فنجان ..
لفت انتباهي هذا الحدث ... فنحن كامة كثيرا ما نتكىء على السلف ..ولا ندري اننا بتنا في عصر مختلف ..وجدت نفسي ابحث بلا قصد او سبق اصرار او تعمد في حالتنا ..فثمة من يخزن المعلومات على الاقراص او شرطة الفيديو او الكاسيت .. وكان ثمة ما يشبه التخصص في هذا المجال ..فاحدهم يسجل ويخزن كلمات زعيم مضى الى ما قدم وبات في ذمة التاريخ ...واخر يسجل كلمات شيخ أثار الدنيا ولم يقعدها ..فلا تزال اشرطة الشيخ كشك في متناول الجميع وتباع كأنها تطبع للمرة الاولى .. وثمة من يبع اشرطة كبار النجوم كأم كلثوم وعبد الحليم وفريد واسمهان وصباح ...في ظل الهجمة الشرسة على كل جميل وقديم ..
وفي يوم سابق تنبهت له وانا اكتب هذه المقالة وجدت من يحاول ان يصنع من بعض الافراد في مجتمعه نجوما ..( وهنا نجوما على مختلف الاصعدة والمجالات والمستويات ) . . ثمة شيخ يخطب في مسجد قريبمن حينا ..يلقى استحسانا لدى العامة بما يثيره من موضوعات تبعث الحماسة وتثير الغضب والاشكاليات .. ووصفته يومها بأنه يعرف من أين دغدغ الجمهور ( كالمغني الذي يدرك بالخبرة المواطن التي تثير الشباب في الحلبة امامه ومن ثم التصفيق رغما عنهم ) نعم هذا الشيخ كان يدرك بفطنة وحكمته ما يثير ( الجمهور ) فترى الكثير من المصلين يأتون الى المسجد من الاحياء المجاورةى ليشبعوا نهمهم بقليل من الاثارة والحماس بخطبة توصف بانها نارية .. يصب غضبه فيها على ما يقلق الجمهور ويهمهم بجميع المستويات من ازمة المياه في البلد ألى ارتفاع الاسعار ألى احتمال ان صدام لم يعدم وانما اعدم شبيهه.. ألى اخبار يجمعها من هنا وهناك تقول ان الامريكان في العراق يتعرضون يوميا للابادة ولكنهم يتسترون على خسائرهم ..فرايت في المسجد من ينصب الة التصوير ( الفيديو) ليسجل خطبة الشيخ .. ويطبعها .. ويضعها في مغلف جميل .. ويجعل في باب المسجد من ينادي لبيع نسخ مدمجة من الخطب الرنانة النارية لشيخنا وهويصف الخطيب والخطبة بما يليق من صفات تدفع به وبها الى ان يكون نجما ..تصورت انه بنجومية( أو شهرة ) الشيخ كشك .. من صناعة النجم يستفيد العشرات ليس في مجال الفن والصحافة والدين عموما .. وصناعة الاعياد وابتكار المناسبات .. تدارتجارة رابحة ..واعمال مالية .. ربما ليس لصاحبها علاقة بموضوع الابداع عموما ، وانما فكرة تجارية ، وعقل مالي مصرفي مفكر .
هذا كله يصب في خانة اننا لم ندرك طريقنا بعد ، واننا فقدنا بوصلتنا ، واننا لا زلنا نعيش في تيه ليس له مخرج ، بعد ان اضعنا الطريق والرحلة والراحلة، وبعد ان ركنا الى الدعة والخدر . فما اهمية خطاب قديم مسجلكان يتحدث عن فترة زمنة انتهت ( الا انه فقط تاريخ ربما يكون علينا ان نحتفظ به كذكرى ليس الا ومن باب العلم بالشيء ) وما فائدة احاديث في موضوعات مختلفة ، تتحدث عن موضوعات عفى الدهر عليها.. وتغير الاعلم بعدها 360 درجة على جميع المقاييس .. وماذا قدمت في الماضي لتقدم لنا في حاضرنا فضلا عن مستقبلنا .. الذي بتنا نجهل الى اين يذهب بنا ..
نحن بحاجة الى اعادة تجديد لغة الخطاب ولهجة الخطاب التي تركز على ايها الشعب ايها الناس أيها....اعلموا .. و:ان لا احد يعلم الا الخطيب .. وهو يعلم علم اليقين ان من المستمعين من يعلم ويفهم ويدرك أكثر منه بعشرات بل مئات المرات .. وما فائدة قصص بات يدركها الصغير قبل الكبير وتم حفظها عن ظهر قلب في زمن تغيرت فيه المقاييس وانماط الحياة فضلا عن الناس وطباعهم وميولهم وظروفهم ..
وما فائدة ان نخلق كل يوم اعداء جدد .. ونتخلى عن اصدقاء قديمين ..
وما فائدة تكرار المعلومات وتقديسها حتى باتت سيفا مسلطا على رقاب الابناء قبل الاباء في المدارس والجامعات .. وكانها تبتعد عامدة متعمدة عما يمكن ان يفيد ويدعم فكرة التقدم والتحرر والانسلاخ من ربقة التخلف والجهل ..
ما فائدة التعتيم الاعلامي على مجريات بلداننا العربية من محطاتنا الوطنية والجميع يعلم أن لا شيء يمكن أن يخفى بعد الان .. وقد شاعت الاخبار وبات البيت مفضوحا حد انه بلا حد أو حائط صد .
من اوجاعنا ومعرفتنا لحقيقتنا وتشخيص حالتنا بشفافية وواقعية ومنطقية وباسلوب علمي مبني على اسس يمكن ان نستخلص اهم امراضنا النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والزراعية والنووية والذرية وووووو ويمكن بالاسلوب ذاته ان نضع خطط مبرمجة واعية بسقف زمني لعلاج تلك الجوانب وما ذلك بمعجز على من اراد الخلاص والنهوض . والا فالقاع للجيف مفتوح مفتوح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو