الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراقصون على انغام الوزارة العراقية المرتقبة

جاسم المطير

2010 / 4 / 15
كتابات ساخرة



نعم .. لقد استبد السأم بجماهير شعبنا من كثرة صراعات قادة القوائم الانتخابية الفائزة ، التي ترقص على أنغام وأحلام كراسي الوزارة المرتقبة ، بأكثرية متسلسلة بمقاعد البرلمان ( القائمة العراقية أولا ، ائتلاف دولة القانون ثانيا ، الائتلاف الوطني ثالثا ، التحالف الكردستاني رابعا ) .لا شك أن التيار الصدري الحائز على أربعين مقعدا يجد نفسه جديرا بالاستيقاظ المتحرك فوق الحلبة والسعي وراء هدف الحصول على منصب (كرسي رئيس الوزراء) كتعبير عن القوة في زمن الضعف ، وتعبيرا عن (الرغبة الجامحة) بديلا عن (الرغبة المتقلبة) لدى القوائم الأربعة ، التي ما زال زعماؤها يلتقون ويتحاورون ويتفاوضون مع هبوب نسيم كل صباح من دون الوصول إلى أي قرار عند الوصول إلى منتصف الليل حيث عودة المتحاورين إلى معابد أفرشتهم متعبين خائبين .
الحوار داخل العراق لم يقدم للمتحاورين أية هبة حقيقية لتشتيت الغمام عن عيونهم ، ولا عن وجوه الناس العراقيين ، كلهم . راح المتفاوضون يزحمون بعضهم بعضا متسابقين في سماء مظلمة نحو كسب الظهير الخارجي المنتظر من وراء أبواب تبدو للجميع أنها أبواب موحشة ، لأنها غير مشرعة حتى الآن . لكنهم جميعا لا يتمنون إلا الدخول لتشكيل الحكومة من خلال نوافذ بعضها ، أو جميعها ، أو بعون من ظهير خارجي واحد لقوة داخلية واحدة على الأقل . بذلك يتسربل ويتدخل أكثر من وشاح إقليمي على أكثر من قوة انتخابية عراقية ، رغم عناء المصرحين بعدم قبول هذا النوع من التدخل .
تسابق الفائزون جميعا لرؤية وجوه الساسة الكبار في طهران أولا . بعضهم وجد ضرورة اللقاء مع سادة السياسة في دمشق ، ثم حمل عدد من قادة العراق الكبار ، سنة وشيعة ، قلوبهم الشاكية إلى المملكة العربية السعودية عسى أن يجدوا فيها راحة يهب منها وفيها نسيم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ،على اعتبار أن المملكة السعودية أم المقدسات السياسية العربية ، جميعها ، فعندما يبارك مليكها مساعي القادة العراقيين فأن الظلمة العراقية تنقشع حتما وتتوقف عندها رعشات القلوب الطائفية .
أما أبناء العراق المساكين ، التائهين في جميع منعطفات السياسة العراقية ، فلا احد يأخذ منهم رأيا . لا احد يعرض عليهم نتائج تلك الزيارات المكوكية الهائمة في مغامرات سياسية غير معروفة النتائج ، خاصة وان السلة الوزارية ما زالت فارغة حتى الآن ، وأن الأحزان تستبد بجميع وجوه الفائزين رغم أن شاشات التلفزيون تعرض ، كل ساعة من ساعات الليل والنهار ، مشاهد فضائية بادئة بابتسامات اللقاءات بين قادة البلاد ( جلال الطالباني .. عمار الحكيم .. نوري المالكي .. مسعود البارزاني .. أحمد الجلبي .. أياد علاوي وغيرهم ) ممن تظهرهم في بداية أخبار اللقاءات أنهم يضحكون لنكتة وتعبيرا عن راحة اللقاء وعن مودة الملتقين وليس لتغطية ما يمر على شواطئ الحوار من مصاعب حادة وخلافات شديدة ومن أمواج صاخبة . ثم تنتهي تلك الضحكات المربعة على وجوه القادة المتناقضين مع بعضهم ومع أنفسهم أيضا اذ سرعان ما تختفي الضحكات تحت عبوس عيون الجميع المتنازعين على المناصب السيادية وغير السيادية حيث يعودون من حيث جاءوا تخنق كل مجموعة منهم غايات وأغنيات (الأخوة الأعداء) عبر تصريحات متشنجة تكشف عن تباعد المتحاورين بمسافات شاسعة وعن تلاشي نشوة الحواس التلفزيونية ذات الأحلام المصفدة بأكثر من قفل حديدي .
يظل أبناء الشعب يتساءلون : من سيكون رفيقا لكرسي رئيس الوزراء خلال الأعوام الأربعة القادمة ..؟ مـَنْ مـِن الزعماء الكبار يتحقق حلمه ومـَن ستقرى الظلمات بعيون أحلامه ..؟
الأسئلة تتراكم في خيال العراقيين ، في واقعهم الأليم ، وهم لا يواجهون في يوميات حياتهم غير فوهات ينفذ منها الإرهابيون لقتل الأبرياء في الشوارع والساحات العامة بينما التفكير الحكومي عاجز تماما عن فعل شيء مانع .
قادة الدولة يرون الزبالة ، بأعينهم ، تتراكم ، في كل شارع ، كي تحيط ببغداد وبكل المدن العراقية فوهات ضخمة تنفذ منها أنواع مختلفة من الفيروسات تستحث أنواعا مخيفة من الأمراض اللاحقة بالمواطنين بينما الحكومة وقادة الكتل الفائزة سباحين في المنطقة الخضراء.
صار كل حاكم في المحافظات العراقية نصفه بشر ونصفه روبوت . النصف الروبوتي لا يحس بإحساس المواطنين العاطلين . لا يحس بأي شيء من أشياء الضعف في مدينته وفي حياة البشر التي يعيشون فيها ببؤس شبيه ببؤس الأميبا .
كثير من العراقيين لا يستبعدون أن السماء العراقية قد تلتهب بعاصفة سياسية أو أنها تظل تنحب لأشهر عديدة بلا تشكيل وزاري ، وبلا عمل ، وبلا أعمار . يحار المرء في معرفة دروب الحق والحرية الموصلة إلى الضفاف الآمنة . كل القادة العراقيين لا يتوقفون عن لغو الوعود بإبعاد الخزي والعار والفقر والجهل والجوع عن المشهد العراقي ، لكنهم لا يعرفون أن نزاعاتهم قد تودي بالعراق إلى ضفاف مبهمة ، إلى عودة تافهة لسيطرة نظام المحاصصة الحزبية والطائفية والى اقتسام الغنائم طالما الشعب العراقي لم يستيقظ بعد ، وطالما دوائر الدولة العراقية يسيطر عليها ظلام الفساد ، وطالما تدغدغ الفاسدين أنفاس السلب والنهب من المال العام ، وطالما يتوارى أعضاء البرلمان عن ناظر الحق والعدل ، سالكين ذات الدروب النفعية الذاتية التي خطتها عيون البرلمان الظالم السابق ، الذي كانت الرغبة بالنفع الشخصي هي المتأججة عندهم طوال 4 سنوات مضت مما أدى بالسفينة العراقية إلى الخراب والعطب وهي تسير في ما بين الرافدين بلا رادار . صارت الدولة مجرد منظومة لدفع الرواتب دون أن تعمل بجدية حقيقية لصالح الشعب العراقي ، الذي يشعر أن عليه الانتظار بليون ميل ليبدأ خطوة الحركة الأولى .
المفروض في الشارع البغدادي أن لا يسمح بمرور ساعات العراق في الظلمة . لا بد من إشعال مصابيح الاحتجاج كي تمتلئ بغداد نورا في حياتها الحالية والمستقبلية لتنير دروب أجيالها وكي تكون الجماهير يقظة بلا خوف حتى لا يأتيها من بعض قادة الكتل الفائزة ما هو خفي في أسبابه ومراميه وأهدافه .
صار هدف كل مواطن عراقي ، في هذه الفترة ، هو أن لا يحلم .
هذه هي دراما العصر العراقي الجديد وتلك هي المشكلة العراقية الطافية والمتوالدة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 15 – 4 – 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلما ضحى العراقين زاد السياسين سوء
abbas zamil ( 2010 / 4 / 15 - 13:16 )
المتابع للمشهد السياسي العراقي يلاحظ بوضوح بان الطبقه السياسيه العراقبه بدل ان تتعلم بمرور الايام والاشهر والسنين وتزاد خبره نراهم العكس تمام يزدادون تعصب ويتلاهفون على السلطه والجاه والمال نوري المالكي مثلا طيله اربعه سنوات وهو متشنج عصبي ياهجم الاخرين اذا ابتسم مره واحده كل ستت اشهر نتقيم احتفلا نره اليوم يتوسل الجميع للتجديد ولايه جديده له نره يمثل الابتسامه والظحك مع من التقهم بعد نتائج الانتخابات اياد علاوي لايظهر الا قبل النتخابات واثنائها املا بالعوده للرئاسه الوزاره عادل عبد المهدي يقول اتا عندي ورقه من السيد المرحوم باقر الحكيم يقول قيها انت رئيس وزراء العراق والكل يهاجم الكل ولانعرف ماذا يجري كل الذي نعرفه ان الحكومه اذ تشكلت يعني حصلت على مباركه ايرانيه ونعرف ان الاراده الايرانيه في العراق هي التي تتنتصر اخيرا في العراق المواطن العراقي مستاء جدا من الصراع المرير على السلطه والذي انعكس سلبا على كل الحياه في العراق ويزداد سوء كل يوم لا اريد الاطاله هذا مايجري في العراق


2 - دستور جديد
صبحي حسين ( 2010 / 4 / 15 - 15:40 )
الأستاذ جاسم : قيطان الكلام ، وبعيداً عن التنظير وبعبارات بسيطة ، اقول لك ، العيب والعلة والكارثة الكبرى تكمن في ثنايا الدستور،
في الماضي كانت الثورات والحركات المسلحة تقوم بمهمة كنس وتصفية النخب السياسية المتهافتة على كراسي الحكم
وبما ان الزمن والمزاج الثوري قد تغيرا عند محترفي وهواة الأنقلابات العسكرية ، اذن لابد من البحث عن سبيل جديد ينتشل هذا البلد من المستنقع الاسن
وفي اعتقادي ليس هناك من سبيل سوى تنظيم العصيان المدني السلمي للضغط على هذه الزمر التي تتصارع على كرسي الحكم ، من اجل كتابة دستور عصري ينسجم مع معطيات الحضارة وأنجازات البشرية العظيمة ، أما كيف يتم ذلك ومن هي القوى التي بمقدورها القيام بانجاز هذه المهمة ، مهمة تنظيم العصيان المدني السلمي ، فهذا الأمر خارج حدود مداركي ، وكما يقولون لايكلف الله نفساً إلا وسعها


3 - يستأهلون
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 4 / 15 - 17:36 )
استاذي جاسم المطير
الشعب العراقي يستحق الاكثر من ساسته ويستأهلوةن ما يجري لهم فهم من سعى لأنتخاب هؤلاء واللي من أيده الله ايزيده وحيل وياهم وعليهم يخوتنه عليهم ولتذهب المباديء الى مزبلة التاريخ


4 - نتيجة متوقعه
كريم الجابري ( 2010 / 4 / 15 - 20:46 )
لقد توقع العراقيين مسبقاً مخاضات عسيره لتشكيل الحكومه ..وأن تشكيلها لن يكون بالأمر الهين في ظل صراعات حزبيه وصلت لأستخدام الأرهاب كوسيلة لأسترداد السلطه وتدخلات أقليمه تشعر جميع الأحزاب بضعفها أمامها ..وبعيداً عن مجاملات بروتوكوليه كاذبه فأن دول الجوار رقم صعب لن يتمكن حكام العراق مستقبلاً تجاوزه ..وليسمح لي الأستاذ الكاتب بالرد على تعليق غير لائق أبداً للسيد محمد علي محي ..لايجوز الكتابه عن شعبك بهذا الأسلوب ..هذه شماتة بما يتعرضون له وهو ذات الحال الذي عاشوه منذ سبع سنوات ولا أظن الشيوعيون أصحاب عصا سحريه فيتصدوا لكل تحديات الواقع العراقي . أعتقد أن هكذا أفكار مرفوضه لأن الجميع أحترم خيارات الشعب وجميع المخلصين يتطلعون لأستقرار سياسي لا داعي لنفث السموم وأبن عمك حسين محي الدين يطبل لمقاومة الضاري وقتل الأبرياء الكادحين . أي مبادئ يحملها من يضمر الحقد لشعبه ..والله لقد أحسن العراقيين برفض أمثالكم ..أرجو المعذرة أستاذ جاسم .لك منا كل تقدير وموده.


5 - اشعال مصابيح الاحتجاج
حسين محيي الدين ( 2010 / 4 / 16 - 11:48 )
الدعوة الى اشعال مصابيح الاحتجاج أو العصيان المدني كما يقول الكاتب صبحي حسين أو المقاومة الوطنية الحقيقية كما أدعوا اليها لا كما يدعوا اليها ألضاري والقاعدة كلها عند الكاتب كريم الجابري تدخل في خانة الارهاب وما علينا الا الصبر والسلوان !! شكرا للكاتب القدير جاسم المطير


6 - خانة الشتامين
صبحي حسين ( 2010 / 4 / 16 - 12:47 )
يبدو أن الأخ كريم الجابري ، ومن خلال تعليق الأخ محمد علي محي الدين ، وجدها فرصة سانحة ليرمي بسهامة الطائشة كيف ما شاء
اقول لك ياجابري ، ليس غريباً في علم السياسة ان تذهب الجماهير الى صناديق الأقتراع وتختار اللصوص والمحتالين والظلاميين وتنصبهم وتضعهم على كراسي الحكم ، وإن اردت امثلة، فهاك مثال جبهة الأنقاذ الجزائرية لصاحبها امير المؤمنيين عباس مدني ، ومثال حماس في فلسطين وقبل ذلك في العراق استفتاءات السيد الرئيس ، دائماً هي الجماهير المخدوعة بالشعارات تركض وراء خشخشة الدينار ودفء البطانية ودغدغة العواطف والنوازع الدينية والطائفية ومصطلح المظلومية وعبارات مثل واقعن وأكيدن وغير ذلك
لكن الغريب كل الغرابة في علم السياسة ان تهب الجماهير في هذا الزمن الأغبر في هذه المرحلة المنحطة وتنتخب وتختار اصحاب المشاريع التنويرية ، فذلك يعد من المستحيلات وخارج حدود المنطق
فلا تشمت اخي كريم ولا تصطف في خانة الشتامين للحركة الشيوعية في العراق ابتعد اخي عن هذه الخانة فهي في كل الأحوال خانة الشواذي  


7 - رد على رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 4 / 16 - 14:10 )
السيد كريم الجابري
أولا ما أقوله ليس شماته وانما هو تحصيل حاصل فالعراقيون هم من أنتخب هؤلاء وعليهم تحمل ما يأتي منهم أن شرا أو خيرا واذا كان الأختيار خاطئا فهم يستحقون اللعن والأدانة ويمكن للمراقب أن يرميهم بالجهل والغباء وكل ما في القاموس من كلمات ولنتجاوز المصطلحات البائدة التي تداولناها طوال عقود عن الشعب العظيم فليس عظيما من لا يحسن الأختيار وانا قلت ما قلت بصفتي الشخصية وليس بصفة أخرى لذلك أتحمل وزر ما قلت واذا كان لديك دليل على العظمة المنشودة فاذكره رجاءا وكفانا خداعا للنفس وللآخرين عندما نعطي هالة لمن لا يستحقها وتاريخنا حافل بالكثير مما يدل على فقدان الشعب لأبسط مقومات الفهم لمصالحه وسواء أختار زيد أو عمر فهو حر بأختياره وعليه تحمل نتائج ذلك الأختيار واذا كنت لا تزال مؤمنا بالعظمة فلك وما أمنت ولكن دعني بأيماني المستخلص من تاريخنا الحافل بالكثير مما يثبت ما قلت فالشعب العراقي من أكثر الشعوب خنوعا للحكام عبر تاريخه ومنذ خلق البشرية وأقرء التاريخ جيدا


8 - عنوان المقالة
سعد السعيدي ( 2010 / 4 / 17 - 14:28 )
نقاش غريب هنا يذكر بعنوان المقالة. ما يثير عندي الضحك هو مسارعة احدهم اعلاه بغلق الباب امام كل امكانية تحرك جماهيري سلمي لاعادة امور الدولة والبلاد وخيارات العباد الى طريقها الصحيح. لا بل وينعتها بالارهاب. طيب اخي ماذا تريدون ؟ الانتخابات وقد زورت , حكومة وقد عطلت , حزبكم وقد دحر بامتياز , كل جيران العراق اخذوا مكان العراقيين الآن في اختيار الحكومة. الوضع معطل تمامآ وفوكاها تريدون الشعب يتقبل شتائمكم برحابة صدر. اذا كنتم تمنعون حرية الحركة والتصرف على الشعب , فمن انتم لتشتمونهم ؟

اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ