الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصرخ أين شهامتكم..؟

زكرياء الفاضل

2010 / 4 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



يعمد بعض من يسمون أنفسهم بالمفكرين، وما هم كذلك وإنما يوحي لهم غرورهم، إلى نقد ولعن الأنظمة العربية في كل مرة تفتح لهم نافذة إعلامية وتتيح لهم فرصة استعراض عضلاتهم اللغوية، ولا أقول الفكرية، حيث يعلنون من خلال هذه المنابر الإعلامية عن فساد واستبداد الحاكم العربي وكأن الشعوب لا تدري ولا تعلم ذلك وانتظرت حتى يطل عليها هذا أو ذاك ليخبرها بحقيقة حكامها. والغريب في الأمر أن بعض وسائل الإعلام التي تطمح لدور المنبر الشعبي تروج لأفكار هؤلاء أشباه المفكرين الذين كلما شاهدتهم على قناة أو قرأت لهم إلا وحضرتني قصيدة الشاعر مظفر النواب "القدس عروس عروبتكم"، سيما حين يقول:
أولاد قحبة
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
رغم أن الشاعر كان يقصد بها الحكام العرب إلا أنها تنطبق أيضا على من يسمون أنفسهم بمفكرين. لأنهم في الواقع خدام تلك الأنظمة الفاسدة بامتياز لكونهم يقومون بدور الثقب في غطاء طنجرة الضغط الذي يعطي متنفسا للغضب بحيث لا يتركه يتحول إلى انفجار. يعمد هؤلاء على تكرار ذكر ما هو معروف وشائع في الأوساط الشعبية دون العمل على تقديم فكرة توحّد الصفوف وتدعم الصمود في وجه الطغاة. يتحدثون عن الظلم والاستبداد والقمع والبطالة و.. وكأنهم توصلوا لمعرفة حقيقة غابت عن الجماهير الكادحة. فمن منا يحق حقيقة الحاكم العربي أحسن من أسر المخطوفين والمسجونين والمضطهدين؟ من منّا يعي مدى استهتار هذا الحاكم بمستقبل الشباب أحسن من العاطلين؟ من منّا يفهم حقيقة سياسة وزارات الصحة أحسن من المرضى المضطرين لشراء حتى أدوات الجراحة كي تجرى لهم عملية جراحية؟ من منّا يفقه إخفاق سياسة الحاكم الإقتصادية أحسن من رب الأسرة الذي يتقاضى راتب هزيل لا يكفي لنصف شهر؟ والقائمة طويلة. فهل هذه الشعوب في حاجة لقصائد الهجاء النثرية في حق الحاكم من طرف هؤلاء البعض حتى يكتشفون حقائق النظام العربي المستبد؟ أم أنهم يعتقدون أنّ أمية الأبجدية انعكاس لضعف التفكير والفهم؟ لا يا مكيفي الهواء السياسي للحاكم العربي، إن الجماهير ليست في حاجة لكم، بل على العكس من ذلك هي في غنى عنكم. إن الجماهير الكادحة تحتاج لمن يوحد صفوفها، وإن افتقرت لشيء فإنما تفتقر لمن يقودها وليس لمن يعيد على مسامعها ما عرفته وأحقته على أرض الواقع لا من خلال فضاء فرضي. لكنكم عاجزين على القيام بهذا الدور بدافع من الجبن والطموح البرجوازي الذي انتشر في جهاز تفكيركم كالفيروسات بالحاسوب. لذلك اعتمدتم، عن وعي، نهج سياسة شعبوية تكسبكم الشهرة لإشباع نرجسيتكم وربما تكسبكم أيضا ما يشبع رصيدكم من وراء الكواليس، لكونكم تقومون بترطيب الجو السياسي ليستمر الاستبداد بشعوبنا، إنكم بضوضائكم تفتحون فوهات جانبية في جسم البركان حتى لا يتركّز الغضب في مخرج فوهته الرئيسية. إن لعبتكم قد انكشفت وكما قال الشاعر:
الآن أعريكم
في كل عواصم هذا الوطن..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |