الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السحلية ورجال السواك

هشام محمد علي

2010 / 4 / 15
الادب والفن


مُهداة إلى وفاء سلطان....
زادَ الغوغاء في صحراء السحالي الصفراء، بعدما دعت مجموعة منهم إلى تحويل الرمال إلى ‏مكانٍ اكثر أمناً وتطوراً، من خلال زراعة بذور الأنا والأخر.‏ ومن بين الأصوات الداعية للتغيير، ثمة صوتٌ جهوري لم تستطيع الأصوات المليئة برعب يومٍ ‏لا ريب فيه من السلخ والملخ والسعير، من أن تغطي عليها. حيث كانت تحدثهم من قمة إحدى ‏التلال القريبة، والتي كانت بمثابة حصنٍ يردع إسكاتها بمظروفٍ فيه رصاصة، أو أن تكون ‏الرصاصة في رأسها عوضاً عن ذلك، لتسكت سكوت السابقين.‏

فأفتى القاص والداني من رجال السواك باستباحة دم السحلية المارقة. استنادا إلى عدم جواز ‏زراعة الصحراء في كُتب الأولين.‏ وبعد وهنِ رجال السواك، لجئوا إلى تجار البراقع الذين لهم نفوذهم في التلال والسموات، وفي ‏الدرك السفلي من الأرض السابعة. فأوصلوا إليها مظروفاً مختوماً بالدم، بداخلها رسالة عبارة ‏عن بضع كلمات فقط "أرجعي إلى الصواب.... أو سحقاً لأصحاب السعير".‏

و لا أحد يعلم نهاية القصة، فالبعض يقول أن أوامر قمة التل كانت: لتسكت السحلية الثرثارة، ‏فصحراء السحالي الصفراء مصدر وفير للطاقة ويجب الحفاظ على علاقات جيدة معهم. و منذ ‏ذاك اليوم ولم يُسمع للسحلية صوت.
وآخرون يقولون لم تأبه السحلية للتهديدات وواصلت ‏نضالها إلى أن حَظيَ بِها رجال السواك وشطروها نصفين. أما بعض المصادر فتقول: غرز ‏رجُلٌ أعمى خنجراً في صدرها وهي نائمة. وقصص أخرى كثيرة لا تُعدُ ولا تُحصى.‏

والمؤكد هو أن السحلية الناطقة كانت قد قالت لرجال السواك: أنهضوا من على صدور ‏السحالي، كفاكم وأسيادكم التسلط على رقابنا. واليوم وبعد طول سنين، يتصارع صغار السحالي ‏على من يأخذ دور السحلية الناطقة في لعبة السحلية ورجال السواك.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موقف جريء
kawther ( 2010 / 4 / 15 - 19:13 )
الدكتورة وفاء تستحق مثل هذه القصص الجميلة والتي ان دلت على شيء فتدل على مدى سعتك الكبيرة بحقيقة التاريخ الاسلامي اخي هشام محمد علي . قديمه وحديثه واتمنى ان يحذو الاخرون حذوك في التعبير بشجاعة عن مواقفهم الواضحة


2 - شكرا لك عزيزي ياهشام
وفاء سلطان ( 2010 / 4 / 16 - 03:37 )
عزيزي هشام
شكرا على هديتك....وصلتني الرسالة...قليلون جدا هم الرجال القادرون على
أن يقولوا ما يؤمنون به، وأنا أقدر من يفعل ذلك
كل كلمة جميلة تقال بحقي تعطيني دفعة قوية إلى الأمام، ومقالتك قد فعلت ذلك
أمام الكثير من الرسائل أقف وأتساءل: هل من أمل في تلك الأمة بعض أن وصل بعض أفرادها إلى هذا المستوى من الإنحطاط الإنساني؟
وقبل أن أجد جوابا لسؤالي يفاجئني أحد بكلمة جميلة فأقول: نعم هناك أمل
واليوم أجبتني على الكثير من أسئلتي
اشكرك وأتمنى لك كل الخير
أختك
وفاء


3 - جميل ولكن لماذا سحلية
قارئ ( 2010 / 4 / 16 - 14:27 )
قصة جميلة جدا ولكن لماذا اخترت السحلية دونن عن جميع الحيوانات وماشابه لماذا لم تكن طيرا يرفرف عالياً في السماء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


4 - أختي وفاء سلطان
هشام محمد علي ( 2010 / 4 / 16 - 17:15 )
هذه الكلمات ليست سوى متنفسٍ لجُمَلَ مكتظة خلف أسوار رأسي، وهي نزيزٌ من ‏مشاعر مكبوتة داخل زنزانةِ ‏صدري.‏
أنا وغيري كثر نشد على يديك وربما هنالك من ينتمي إلى قرون مضت يدعو لكي خيرا.‏


5 - شكراً على التعليق
هشام محمد علي ( 2010 / 4 / 16 - 17:24 )
عزيزتي كوثر، شكراً على هذه الكلمات المشجعة.‏

عزيزي -قارئ- هنالك سببان:‏
‏1-‏ المرأة غير الجميلة لا يعني بالضرورة امرأة شريرة. ومن هذا ‏المنطلق فلا فرق بين السحلية والثعلب والجمل....‏
‏2-‏ ‏ مكان القصة هو الصحراء، ولا وجود لخيارات كثيرة لمثل هذا ‏المكان فيما يخص الشخصيات.‏
أتمنى أن تكون الإجابة قد راقتك.‏


6 - انها حقا .. جرئة نادرة
امنة كوياني ( 2010 / 4 / 16 - 23:09 )
في الوقت الذي تشهد فيه منطقتنا تاثرا بالغا بالموجات الدينية السياسية المتطرفة وازدياد عدد المنخرطين والمتأثرين بهذه الموجة التى اصبحت هي الطاغية على تفكير الناس وعلى ذهنيتهم حتى انها اسكتت جميع الاصوات وحكمت على كل المختلفين بالموت ، نجد هنا ... او ربما هناك ... صوت جرىء مثل صوت صديقي العزيز هشام ليكسر صمت هذا الموت ويقول .... اسمعوا هذا هو صوتي الهادىء يختلف عنكم .. احييك ... واتمنى لك مواصلة الكتابة


7 - صديقتي الغالية أمنة
هشام محمد علي ( 2010 / 4 / 17 - 14:06 )
شكراً جزيلاً على هذه الكلمات التي تعبر دون تعقيد عن ماهية كاتبها. لا بد من ‏الصراع لأجل التطور، وطالما أردنا ذلك فلا بأس بشيءٍ من راحة الضمير التي لا ‏تكون إلا من خلال الجرأة، وإن رافقها بعض الخوف في بلادي التي فيها الشمس ‏ليست أجمل من غيرها.. شكراً يا صديقة الأيام الطويلة.‏


8 - طريق صعب ووعر
علي الرسام ( 2010 / 4 / 17 - 14:48 )
اسلوبك راقي ياعزيزي هشام في وصف الحالة وحتى في التعليق على التعليقات. واتمنى للسحلية الثرثارة ان تستمر في الثرثرة حتى لو شطروها نصفين فكثير من الطيور المجروحة في صحرائنا تغني . طريق صعب ووعر لزراعة الصحراء لكنه ليس مستحيلاً ، وتأكد بأن الزمن والآفات ستقضي على رجال السواك وتجار البراقع وسيتآكلهم عفنهم .
أحيي صوت هشام محمد علي
وصوت وفاء سلطان
وجميع الأصوات التي لاتسكت


9 - حتمية تعفن الرؤوس المليئة ‏بالظُلمة
هشام محمد علي ( 2010 / 4 / 17 - 19:15 )
عزيزي علي الرسام، رجال السواك وتجار البراقع يقتاتون من تخلف الأمة ‏وجهل أنفسِهم..‏
يحرمون على الناس التفكير ويحكمون بالتكفير على من يرفض تجميدَ عقله... ‏أحي صوتك الداعم لزراعة الصحراء، والمؤمن بحتمية تعفن الرؤوس المليئة ‏بالظُلمة.‏

اخر الافلام

.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان