الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنهي الفتاوي الإرهاب ؟؟

حسين علي الحمداني

2010 / 4 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


بعد سنوات طويلة من الإرهاب الذي طال البنى التحتية في الكثير من دول العالم وأزهق أرواح آلاف من الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين وزعزع أمن واستقرار الكثير من الدول, أصدرت في الأسبوع الماضي هيئة كبار العلماء في السعودية فتوى تجريم تمويل الإرهاب بكل صوره وأشكاله.واستندوا في قرارهم هذا، على النصوص الشرعية الواردة في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة التي «يتفق جميعها على تجريم دعم الإرهاب والإفساد في الأرض، فضلا عن الإيواء والمعاونة والتستر والتنظير الفكري والدعم المادي والمعنوي الذي يدعم هذا النوع من الأعمال». واعتبر الأعضاء في قرارهم، أن المتورط في أعمال الدعم يعتبر شريكا في الجريمة . ورغم التأخير الكبير في إصدار هذه الفتوى التي ربما لو صدرت ما بعد سبتمبر 2001 لكان مفعولها أقوى من الآن , حيث إنه خلال العقد الماضي تبلورت ثقافة العنف والفتاوى التكفيرية التي راح ضحيتها آلاف العراقيين لا لذنب ارتكبوه سوى إنهم أبناء العراق ومن محبي آل بيت الرسول الكبير صلى الله عليه وآله وسلم , ولم تجد هذه العمليات الإرهابية التي طالت كل مدن العراق حتى من يدينها أو يشجبها أو يستنكرها وأدرجت جميعها تحت بند ( الجهاد) رغم إن 97% من ضحاياها من المدنيين الأبرياء العزل المسالمين , وأيضا في العقد الأخير أنشئت وتأسست الكثير من الجمعيات تحت يافطة الجمعيات الخيرية أو منظمات المجتمع المدني وتوزعت في الدول العربية والدول الأوربية مستفيدة من المناخات الديمقراطية وأخذت تجمع الأموال تحت هذه المسميات لكن غايتها الأساسية توفير المال الكافي لدعم الإرهاب والعمليات الإرهابية في المناطق التي تختارها , ناهيك عن الكثير من المدارس الدينية التي أنشئت سواء في البلدان العربية أو الإسلامية لتخريج إرهابيين محترفين وبدعم وإسناد مباشر من مخابرات دول عربية من جهة ومؤسسات دينية واجبها (شرعنه الإرهاب) وتوقيع صكوك الغفران لمن يفجر نفسه في سوق في العراق او كراتشي او المغرب أو الجزائر , حتى باتت الفتاوى آنذاك هي الإرهاب بعينة . وبالتأكيد فان الفتوى الأخيرة لها إيجابياتها في المرحلة الحالية خاصة في ظل الحملة الأمريكية الأوربية للحد من الإرهاب الذي طال أيضا موسكو كما طال من قبل نيويورك ومدريد ولندن وسواحل الصومال عبر القرصنة الدولية المنظمة ’إضافة إلى خطف الطائرات وغيرها , وكل هذه العمليات تقام وتنفذ باسم ( الجهاد) أحد أركان الإسلام لتضفي على عملياته العدوانية الابتزازية الصفة الشرعية ويدفعها في ذلك حجم التسليط الإعلامي على القاعدة وأشباهها في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤءة خاصة وان لقب (الشيخ ) اسامة بن لا دن لا يفارق منظري القومية العربية في خطاباتهم وكتاباتهم التي تملئ الصحف الصادرة داخل الوطن العربي أو خارجه , وكذلك بث الأشرطة التي تحرض على الإرهاب وتنال من سيادة الدول كل حسب درجة ابتعادها عن مفاهيم القاعدة ودعمها لها , والمعروف إن الكثير من دول المنطقة وخاصة الغنية بالنفط تدعم هذه التنظيمات بشكل مباشر أو غير مباشر , بل واعترفت بهذا الدعم علنا كما حصل مع القذافي إثناء لقائه بعض أزلام المقبور قبيل انعقاد القمة العربية الأخيرة واصفا ما يقوم به من تفجيرات وقتل للأبرياء بأنه الجهاد والمقاومة, يضاف إلى ذلك إيواء عدد من الدول العربية قادة الإرهاب في العراق وتوفر لهم الحماية والأمن وتدافع عنهم وتحميهم من الملاحقات القانونية والقضائية . هذه الفتوى كما قلنا مهمة جدا لأنها يجب أن تسحب بساط الشرعية الدينية من كل المنظمات الإرهابية التي تدعي الدين وتقتل باسمه وتسمي عملياتها التدميرية (غزوات ) ولكن السؤال المهم والذي يطرح نفسه بقوة لماذا هذا التوقيت بالذات ؟ هل وصل الإرهاب إلى منابع النفط ؟؟ هل بدأت النار تحرق أصابع من أوقدها ؟ فالجميع يعرف إن ما يسمى بالمذهب الوهابي القائم على تكفير الجميع والساعي لإبادة الجميع هو الذي يمارس الإرهاب على نطاق واسع ولا يمارسه بشكل فوضوي كما يتصور البعض بل هنالك تنظيم وتنظير ودعم مالي كبير ومدارس دينية وثقافية وصحف ومواقع انترنت وفضائيات تعلم القاصي والداني كيفية صناعة المتفجرات وهذه الفضائيات تبث من داخل استوديوهات رسمية في الأراضي العربية وعبر أقمار صناعية تدار من قبل العرب والمسلمين أنفسهم وبالتالي فإننا ننتظر ثمة تغيير في مواقف كل الذين ساندوا الإرهاب ودعموه ونظروا له كيف سيتعاملون مع الفتوى الجديدة بعد أن أجادوا التعامل سابقا مع فتاوي العريفي والزرقاوي وغيرهم من ( شيوخ الإرهاب ) , وهل يمكننا أن نستعيد صورة الإسلام المتسامح التي شوهها هؤلاء بأعمالهم العدوانية وكيف سنستعيد هذه الصورة ؟؟ أسئلة كثيرة تدور في داخلنا تبحث عن إجابات ولكننا نتمنى أن يدرك الجميع بأن الاسلام بعيد كل البعد عن الوحشية والتفخيخ والتفجير وقتل النفس بغير ذنب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بكل اسف
الشهيد كسيلة ( 2010 / 4 / 15 - 20:15 )
يا سيد حمداني انت في الحوار المتمدن اظن انك تدرك ذلك وان الامر على ما اظن كيف تكتب لقرائه هذا الذي كنلنه

الفتاوى هي فتيل حروب اهلية مدمرة ولا تحسن الفتاوى غير ذلك لان الفتاوى ما هي الا اوامر دينية توجه الى الدهماء
المستنيرين لا ينتظرون خزعبلات الكهنة وفقهاء الظلامية

ويل لامة تقودها فتاوى


2 - الامثال المصرية
سامى المصرى ( 2010 / 4 / 16 - 00:12 )
يااستاذ حمدانى لدينا مثل مصرى بيقول طباخ السم لازم يدوقه وستجنى السعودية راعية التطرف والارهاب قريبا عما صنعت يداها فمن زرع حصد والله يمهل ولا يهمل

اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا