الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنقية الاجواء مع الجيران..وتسميم الاجواء مع الاخوان!!

محمود حمد

2010 / 4 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تنقية الاجواء مع الجيران..وتسميم الاجواء مع الاخوان!!
محمود حمد
في بديهيات المعرفة السياسية تتردد بين المتحاورين تلك الموعظة القديمة الجديدة:
السياسة فن الممكن..
وصَلُحت وتصلح تلك الموعظة في كل بقاع العالم وعلى امتداد التاريخ السياسي..
إلاَ في العراق!!!
فـ" السياسة فن اللاَممكن"!؟
خلال الاربعين سنة الماضية شهد المسرح السياسي الدموي في العراق سيناريوهات متعاقبة ، ومشاهد متلازمة ، وفصول درامية واخرى كوميدية !!!
حتى ان ماشهده العراق ومازال..
لايصدقه إلاّ اهل العراق..
فـ "اللاممكن" يتفجر بغتة كواقع ـ ممكن ـ مفروض بالقسوة!!
ولانصحوا من صدمة الذهول حتى نفاجأُ بـ" لاممكن" جديد يُنسينا هَوْلَ الذي سبقه!!
ولاننا في العراق فان كل شيئ ممكن إلاّ الصواب!
فنحن في زمن ..
تُباع فيه الاوهام في اسواق الفكر!!
ويُشترى الغيب من الباعة المتجولين السارحين في عقول الملل والنحل!!
ويرفع اصحاب الشهادات الاكاديمية العليا بعلوم الرياضيات صور من لايعرف جدول الضرب فوق رؤوسهم!!
ويُنبَذ العقل في مجالس المعرفة!!
وتُقدَّس الخرافات في مختبرات الاستقصاء العلمي!!
ويُؤتمن الاجنبي الغاصب لوجود الوطن على انفاس الوطن واهله..
فيما يُخشى من نوايا الاخ على حفنة تمر بعثرها ازيز المجنزرات الغازية!
فلاغرابة ان يتهافت المتحاصصون " الحاكمون " و" المعارضون " قاطعين البر والبحر آلاف مؤلفة من الكيلومترات..للاستغاثة بـ ـ الجيران ـ والأبعدين من جَورالاهل والاقربين..ويأبون اللقاء بالاخ المختلف معهم ..الناطر في الغرفة المجاورة!!
لان البعض اعتاد الاحتماء بسقف خندق فولاذي اجنبي..فيَعُزُّ علية التسامح مع اخيه تحت أضلاع كوخ القصب والبردي وعبق الطين الحري!!
ومن ضل الطريق الى " مِشراقة " الاهل في الوطن..سيظل يبحث عن الامان في الكهوف الغريبة مدى الحياة!!
ومن يبحث عن "عرّاب" خارج الحدود لتوليف عصبة الحاكمين..
يعجز عن الاصطفاف ضمن فريق تنموي كفوء نزيه معزز بملايين الناخبين ..لانقاذ الشعب وتحرير الوطن!
ومن غرائب هذا الوطن " العراق" المُبتلي باليباب العولمي المستورد والصيهود القبلي المتفاقم:
ان بعض الساسة " المبتدئين " ونفر من" المحترفين " ..
يتسابقون الى طلب المناصب من خارج الحدود..
في وقت ينفرون من صرير احتياجات وتطلعات ناخبيهم في قرارة الوطن داخل الحدود!!
وكأن ملايين الناخبين في السابع من مارس 2010 خرجوا لابتياع تذاكر السفر لـ
" النشامة ..حلوين الجهامة " ..( كما يقول الفقيد عزيز علي)..
لا لاختيار فريق نيابي وحكومي يُعينهم على التخفيف من مآسيهم!!
أيجوز للمرء الذهاب للجيران تاركا خلفه النيران تلتهم بيته واهله..سعيا لتعبيد الطريق بين بيت الاهل المتأجج بالنيران وبين بيوت الجيران المرتابة منه ؟!!!
لكن ذلك غير مستبعد من بعض سياسيينا..
ربما يقول قائل منهم..وما اكثرهم:
اننا نسعى لطلب العون من اجل اطفاء الحريق!
ونحن نسألهم:
اذا كان الجيران من المتورطين باشعال الحريق منذ سبع سنوات..فاسألوهم:
اما نضبت ترسانة كراهيتهم للعراق واهله؟!!!
وان كانوا متفرجين:
اما ملّوا مشاهد الموت تعصف باهل العراق منذ اكثر من الفي يوم دموية؟!!!
وان هم موجوعون لنزيف اهل العراق:
اما آن الاوان لعبور مداميك التردد واطفاء براكين الفناء المتسللة من بين صفوفهم الى ارواح العراقيين؟!!!
وان كانوا مفجوعون بموت اهل العراق..
فلماذا لايخرجون من تجاويف الشعارات الى الفضاء ، لتأبين اهل العراق..
بدل الاصطخاب على الاثير لتمجيد مُفَخِخي اطفال العراق!!!
وان كانوا يغطون في نوم عميق..اسألوهم:
متى تستيقظون؟!
ايها السياسيون المُنتخبون:
ان المرء يستطيع ان يحرث حقلا في محيط يستوطنه الجفاف..
لكنه لايستطيع ان يبقى على قيد الحياة في بيت تشتعل فيه النيران!!!
وان لم يطفئ اهل الدار الحريق الذي يلتهمهم بارادتهم..
لن يُخْمََد الحريق حتى وان اغاثهم الخُلَّص من الجيران بمواعظهم!!!!
تذكروا ذلك ..
وعودوا الى قلب العراق..
عودوا الى رشدكم!!!
الامر جلي.. واسباب الاختلاف فاقعة..
من سيمتلك مفاتيح خزائن وسجن العراق؟!!!
هذا هو الخلاف والاختلاف!!!!
والحلول متاحة وساطعة:
انبذوا ذلك وعودوا الى مصالح ناخبيكم..
فهم من صنعكم ..لا المحتلين..ولا دول الجوار!!
وتلك الخطوة لاتحتاج الى تعبيد الدروب بالرحلات المكوكية بين العواصم الدولية والاقليمية..
ولا الى الوقوف على الابواب خارج الحدود لامتهان مكانة " الدولة العراقية "..باسم تنقية الاجواء مع الجيران..فيما تتسمم الاجواء مع الاخوان..
بل تحتاج الى ارادة سياسية " شبه حرة " فحسب!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | أطفال يخاطرون بحياتهم لعبور نهر عبر الأحبال ل


.. حديث السوشال | وداعاً عاطفياً.. ابنة توثق لحظات وداع والدها




.. حديث السوشال | مشهد غريب.. طالبة طنطا تبتسم أثناء الحكم بإعد


.. تجربة جديدة وغريبة في المغرب.. حفل زفاف تحت الماء مع الأسماك




.. يحملون الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بإنهاء الحرب في غزة.