الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون سلامة الوطنية ام قانون تقييد الحريات العامة؟

رعد سليم

2004 / 7 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قانون سلامة الوطنية ام قانون تقييد الحريات العامة؟
واخيرا اصدرت حكومة اياد علاوي قانون فرض الاحكام العرفية تحت اسم "قانون السلامة الوطنية".
ان هذة الخطوة هي "الانجاز" الاول لحكومة علاوي. ان جوهر هذا القانون هو اعطاء الشرعية لحكومة علاوي باتخاذ الاجراءات الامنية المتشددة و فرض حالة الطوارئ، حظر التجول، حكومة عسكرية، الغاء الاجتماعات العامة و حظر المظاهرات و الجمعيات و النقابات و الاحزاب، يعطي الحق لاجهزة الشرطة و الامن باطلاق النار العشوائي... الخ. ان حجة علاوي لاصدار هذا القانون هو ضرب الارهابيين و المتشددين!!!
لكن هذا القانون، في جوهره و مفرداته، هو قانون عسكري استبدادي رجعي. انه، بمعنى الكلمة، قانون ضد الحريات السياسية و الحريات الفردية. هذا القانون كان بمثابة انقلاب عسكري علي الوضع بعد فشل الامريكان و مجلس الحكم بتهدئة الاوضاع القائمة.
يمكن لعلاوي و حكومته ان يبررا اصدار هذا القانون بكسر شوكة مايسمى بـ"المقاومة المسلحة". لكن هذه الحكومة ليس لها اي صلاحية و شرعية لاصدار هذا القانون، لانها هي نفسها جزء مباشر و اصلي من انعدام امن المجتمع. حكومة علاوي صنيعة الاحتلال الامريكي، وهذه الحكومة هي التي اعطت الشرعية للاحتلال و بقاء القوات الامريكية. ان وجود امريكا و قواتها عامل اساسي لانعدام الامن في العراق. ان امريكا، كقوة احتلال، هي المسبب الاول لوجود الرعب و الارهاب و انعدام امن و تقوية ارهاب الاسلام السياسي في العراق. لانه لولا الوجود الامريكي لما بقى مكان للارهاب الاسلامي و ما يسمى بالمقاومة المسلحة في العراق. ان وجود امريكا و استمرار وجودها في المستقبل يكون مصدر استمرار الوضع السائد، وهذا معناه استمرار انعدام الامن و الاستقرار في العراق
ومن جهة اخرى، ان حكومة علاوي و الياور هما غير شرعيان و عامل اساسي في استمرار هذا الوضع الشاذ في العراق. ان هذه الحكومة في تركيبتها الطائفية و العشائرية ومن القوميين العرب والاكراد و الاسلاميين هي الجزء او الطرف الثاني من السيناريو الاسود الذي خلقته امريكا في المجتمع.
من الجدير بالذكر ان مقولات الامن والامن الوطني بالنسبة للراسمالية ودولهم الرجعية في العالم كلها هي اداة لقمع نضال الناس و تقييد حريتهم حتي يثبتوا مكانتهم وسلطتهم في الدولة.
ان الامن في قاموس البرجوازية و السلطات الرجعية تعني ان اي انسان يقول لا لسلطة الرجعية
،ان اي انسان يقول لا للاستبداد و الديكتاتورية او اي انسان يقول نريد حياة افضل يطاله قانون (الامن و سلامة الدولة)، وبالتالي استعمال شتى الوسائل القمعية ضده.
ان علاوي معروف بسياسته الرجعية منذ البداية، كان اول من قال لامريكا، لا لحل الجيش، لا لحل الامن و المخابرات، لا لازالة قانون الاعدام. ان علاوي معروف بالنسبة للشعب العراقي في سياسته و ممارساته، لكن من الصعب قبول الجماهير بهذه القوانين لانها عانت الامرين منها تحت القوانين البعثية الاستبدادية.
ان قانون سلامة الوطنية لحكومة مؤقتة لا تختلف كثيرا عن القوانين الصدامية ، لاتختلف ابدا عن قوانين السجون والاعدامات البعثية. ان السلطة البعثية لها نفس الحجج في سنوات حكمها لاصدار القوانين الوحشية بحق الشعب العراقي. ان الحفاظ علي انجازات و امن البلاد كانت مبررا لصدام لشن حملات الاعدام الجماعية، انهاء الاحتجاجات في كردستان كانت مبررا للحكومة البعثية لتدمير 5 الاف قرية وحملات الانفال و استعمال الاسلحة الكيمياوية. ان انهاء الاحتجاجات في الجنوب كانت مبررا لتجفيف الاهوار و تشريد اهاليه والتي كانت كلها حجة بيد البعثين للحفاظ علي امن الوطن.
واخيرا، ان الوجود الامريكي في العراق خلق الارهاب الاسلامي في العراق، وبالتالي فانه عاملا اساسيا في خلق اجواء الرعب اليومية. اذا اراد اياد علاوي و حكومته ا زالة الارهاب، يجب ان تكون سياستة واضحة تجاه امريكا و وجودها. اذا اراد علاوي فعلا تامين الامن للجماهير، يجب هو وحلفائه من الامريكان و المتعاونين معهم ان يرفعوا ايديهم عن الجماهير ويرحلوا، حتى يفتحوا المجال امام الجماهير لاختيار ممثليهم في السلطة في جو حر وسليم.
ان سؤال يطرح نفسه هنا: ماهو الحل الممكن؟ باي طريقة يمكن للجماهير ان تختار ممثليها وكي تعيد الامن و الاستقرار؟
ان اغلب الاحزاب المتعاونة مع امريكا و حتى المعارضة لامريكا تطرح افكا ر لاسترجاع الامن و الاستقرار، لكن اغلبهم يدورون في حلقة مفرغة. على سبيل المثال، ان الاحزاب المتعاونة مع امريكا و اؤلئك الذي يدافعون عن الوجود الامريكي في العراق لايمكن بافكارهم هذه جلب الامن والاستقرار للعراق. كما ان احزاب الاسلام السياسي المعارضين لامريكا ليس باستطاعتهم ان تخلق الامن و الاستقرار لانهم ضد كل اشكال الحريات العامة، لانهم هم ضد حرية النساء ومساواتهن، و من ناحية اخرى هم عامل رعب و استبداد، انهم ارهاب و ديكتاتورية الدين في العراق لذلك ليس باستطاعة الجهتين ان تخلق حالة طبيعية للعراقين.
وعلى الطرف الاخر، يقف طرح الحزب الشيوعي العمالي العراقي لاسترجاع الامن و تامين حياة كريمة للجماهير. ان ذلك يتم عبر: اولا، خروج القوات الامريكية من العراق فورا، حل مجمل المليشيات وبالاخص التابعة للاحزاب الاسلامية و الاحزاب الاخرى المتعاونة مع امريكا من المدن او ميادين الحياة العامة ، و فسح المجال للجماهير لتنظم نفسها في المجالس المحلية و العمالية حتى ينظموا شؤونهم بانفسهم لتامين الامن و الاستقرار في المحلات و المدن. ثانيا، الاستعداد للعملية الانتخابية باشراف المنظمات الدولية و خلق جو حر لكل الاحزاب و المنظمات للدعاية لسياستها و برنامجها بدون اي تدخلات كي تنتخب الجماهير ممثليهم في الحكومة.
ان مصدر قوة هذا الطرح ومنفذه هو قوى الجماهير المتحررة في العراق، القوة الوحيدة التي بامكانها ان تخلق الامن للمجتمع. ان هذه القوى، ان تجمعت في صفوف الحزب الشيوعي العمالي، بوسعها بلوغ اهدافها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة