الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخَابات.. جِيل بأكمَلِه يتعرَّضْ لعملية نَهب وإحتيَال

هشام الطيب الفكي

2010 / 4 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


جيل شبابي بأكمله تعرّض لعملية نهب واحتيال على أحلامه وآماله العريضة التي بناها بجهد شاق منذ وقت بعيد، وتعرّض هذا الجيل للإصابة كذلك بـحالة من (الإحباط الشديد) ذلك بعد سعيّه الجاد والطموح رغم الإعاقات المتواصلة التي تعترض مسيرته طيلة الفترة الماضية لخلق مستقبل أفضل لوطنه تجاه قضايا السلام والوحدة، وقضايا التحوّل الديمقراطي وما إلى ذلك، كما أريد أن أشير ألى أنّ هذا الجيل قد أصيب بحالة (اندهاش حاد) جراء ما شاهده من تجاوزات في العملية

الانتخابية، ومن الخروقات الواضحة التي تمت فيها؛ حتى أن هذه العملية الانتخابية أصحبت أشبه ما تكون بـ(المسرحيّة الكوميدية)؛ ذلك لما فيها من أخطاء، وخروقات، وأساليب تزوير مضحكة للغاية، ومغضبة حد الانفعال؛ فالذي يريد أن يكتسب من خلال هذه الانتخابات شرعيّة لم يضع في حسبانه أنّ الشرعيّة لا تُكتسب بهكذا مسرحيّات وبهكذا تزوير؛ إنما تُستمد وتكتسب من جماهير الشّارع السوداني، تلك الجماهير الصلبة التي لم تعرف شيئاً غير الحروب، والفقر، والصراع طيلة العشرين عاماً الماضية.. بالتالي فإن هذه الجماهير إذا كانت تريد المشاركة في انتخابات تستوفي شروط النزاهة والدقّة فإنها، بالطبع، لن تمنح صوتها لمن قام بقهرها وظلمها لأكثر من عقدين من الزمان، وقد أكّد تاريخ الشعب السوداني ذلك خلال مسيرته النضالية الطويلة، فكل النُظم الشمولية التي حاولت أن تكتسب شرعيّة عبر انتخابات شكليّة لا جدوى منها، فهي _تلك النُظم_ دائماً ما تذهب إلي مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها؛ مثلما ذهبت أنظمة عبود ونميري.

وقد كان معلوماًً للجميع ومنذ وقت طويل أنه لن تنجح أي انتخابات تتم تحت إشراف مباشر من قبل حكومة شمولية بغرض التعبير عن ممارسة ديمقراطيّة، فلم يسجّل تاريخ الوجود أن ثمة سلطة شمولية في العالم بأكمله دعت لانتخابات حرّة ونزيهة وسعت لتطبيقها مطلقاً، لأنها حين تفعل ذلك تحرر شهادة موتها بنفسها. لذلك كان أمر المقاطعة الذي انتهجته غالبية الأحزاب وغالبية المنظومات الشباب والطلابية على وجه التحديد موفقاً إلى حد كبير.

فإنّ المتابع لعملية الإقتراع التي تجري في هذه الأيام والتي قاطعتها غالبية الأحزاب السياسية وغالبية فئات المجتمع المدني، يجد أن معظم الشباب الناشطين والطلاب قد ثبتوا موقفاً نضالياً كبيراً بعزوفهم عن المشاركة في هذه الانتخابات ودعوتهم لمقاطعتها، رغم أنّها _هذه الانتخابات_ تمثل أول تجربة انتخابية لهم ولأجيال عديدة كذلك؛ فانعدام الديمقراطية التي غابت عن السودان ولازالت غائبة قد كان سبباً في عدم خوضهم لتجربة اقتراع عامة منذ ميلادهم، ومحاولة الاستخفاف بوعيهم كانت سبباً في عدم مشاركتهم في المسرحيّة الإنتخابية الحاليّة، لأجل ذلك ولأسبابٍ عديدة فان معظم هؤلاء الشباب والطلاب قرروا أن يقاطعوا الانتخابات بجميع صورها ومناطقها؛ لأنها تجيء بصورة غير نزيهة وغير عادلة كما يرونها ويراها العالم بأكمله، كما يجب علينا أن نضع في الحسبان أن الشباب هم عمود المجتمع الفقري وقوته الفاعلة وضميره النابض، إذ لابّد له من دور فعّال تجاه قضايا الوطن عبر موقف نضالي قام بتأكيده أغلب الشباب والطلاب وعبر جميع منظوماتهم السياسية المختلفة التي دعت لعدم المشاركة في هذه الانتخابات، وستتواصل مسيرة الشباب والطلاب الرامية لبث التوعية. بجانب ذلك يجب ألا يتوقف النضال السلمي ومسيرة بث الفكر التوعوي التي يقوم بها الشباب في أوساط المجتمع السوداني بصورة عامة. ويقوم بها الطلاب داخل مجتماعاتهم الجامعية بصورة خاصة. علينا جميعاً أن نقف لنتفق ونكسِّر حواجز الظلم، والطغيان، خاصة بعد ما شهده وطننا من مآسٍ ومن مهازل، وما يمكن ان يؤول إليه حال الوطن خاصة في الفترة المقبلة.. وحتماً ستتبدد بقع الظلام وقبضة الشمولية في آخر المطاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها