الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمانيا واليابان تستنجدان بالسعودية لحل مشاكلهما الديمقراطية !!

حسين محيي الدين

2010 / 4 / 16
كتابات ساخرة


ثلة من أنصاف المتعلمين ممن تستهويهم الكتابة في صحف الانترنيت والصحف المحلية وحتى الدولية ليس بالضرورة أن يكونوا أجراء أو عابري سبيل بل لمجرد أن تستحوذ على الجزء الفارغ من أدمغتهم فكرة أو خاطرة ما حتى ينبرون لتسويقها والدفاع عنها . هذه الفكرة أو الخاطرة ليست من أمهات أفكارهم . فأفكارهم أعجز من أن تلد شيء ذي بال . بل استمعوا إليها من أحد يعتقدون بأنه أوفر منهم علما أو معرفتا ودراية . يتلقفونها كما هي دون أن يخضعوها للدراسة والتمحيص والحوار ودون أن يعرفوا الدوافع الحقيقية لمروجها وسياقها التاريخي . وهذه كارثة كبيرة يقع فيها هؤلاء تنعكس بشكل سلبي على غالبية البسطاء من الناس . وترى الكل وبدون استثناء يحملون أفكارهم على أقدامهم ليروجوا لمثل هذه الأفكار , بالمقاهي ومحطات التلفاز وفي الصحف والمنتديات والديوانيات وكلهم ثقة بما يروجون له , هذه إحدى سلبيات مجتمعاتنا في دول العالم الثالث , ولكن ما يثير انتباهي أكثر هو أن يقع اليسار العراقي وبعض مناضليه ضحية لمثل هذه الأفكار !! الفكرة روج لها بعض أقطاب المعارضة العراقية ممن عجزوا عن إسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي في بغداد لأسباب ذاتية وموضوعية لست في صدد تشخيصها , أما جوهر تلك الفكرة هي أن قوات التحالف الغربي التي تترأسها الولايات المتحدة الأمريكية جاءت إلى العراق من أجل إقامة نظام ديمقراطي تعددي وتخليص الشعب العراقي من نظامه الدكتاتوري الفاشي الجاثم على صدور العراقيين قرابة الأربعين عاما . وان العراق سوف يتحول إلى دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتهتم بمواطنيها وبرفاهيتهم وضمان مستقبل أبنائهم كما فعلت من قبل مع ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية . لقد انطلت الفكرة على الكثير من العراقيين حتى إن البعض منهم بدأ يحلم ويتحدث مع نفسه بضرورة أن يتعود العيش كما يعيش اليابانيين والألمان استعدادا لما تصور أن يكون عليه حال الغد . أما البعض الآخر فبدأ يعد نفسه للدخول في منظمة التجارة العالمية ! والسوق الأوربية المشتركة ! ويتنكر لانتمائه الديني ومحيطه العربي . والكل غير عابئ بالفارق الحضاري بيننا وبين اليابان وألمانيا . وبين أمريكا الحالية وأمريكا قبل أكثر من ستين عاما والنوايا الحقيقية لأمريكا من احتلال العراق . لا يعنيني عوام الناس ممن يعتقدون بأن كل ذنوبهم يغفرها الله إذا تركوا أعمالهم وساروا مشيا إلى كربلاء سيرا على الأقدام . أو أن الرئيس أوباما ما سوف يتنازل عن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية فيما إذا سنحت له الظروف وتذوق القيمة النجفية أو كبة الموصل أو الفسنجون الكر بلائي . إن من يعنيني حقيقتا هو اليسار العراقي والمثقفين العراقيين من العلمانيين أو من يدعون أنهم الانتلجستيا العراقية . أسئلة أطرحها على الجميع من الذي أتى بصدام حسين إلى سدة الحكم ؟ ألم يكن صدام حسين اختير من قبل المخابرات الأمريكية لقطع الطريق على اليسار العراقي للوصول إلى السلطة ؟ ألم تكن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الحقيقي لكل الدكتاتوريات في عالمنا العربي وفي العالم أجمع ؟ أين الولايات المتحدة من كثير من القضايا العادلة في العالم ؟ كم من نظام ديمقراطي حقيقي تآمرت عليه الولايات المتحدة الأمريكية وذبحته من الوريد إلى الوريد .؟ لا تزال قضية سلفادور أللندي ماثلة أمام أعين الجميع وكل جرائم الأمريكان في العالم . من سوق فكرة أن الأمريكان جاءوا لنشر الديمقراطية في العراق خائبون مثلهم مثل ذلك الطالب الذي ذهب ببعثة لإكمال دراسته بالخارج وعاد بخفي حنين . فهم ذهبوا وقاتلوا على أمل تخليص العراق من النظام الدكتاتوري . ولكنهم ومع الأسف الشديد عادوا لنا بالاحتلال . وها هم اليوم يتقاطرون على دول أعتا ما تكون عليها الدكتاتورية في بلدانهم لطلب المشورة والتودد ورعاية مصالحهم . العلماني منهم والإسلامي والديمقراطي . بالأمس كنتم تبشرون الشعوب المجاورة برياح التغيير الديمقراطي القادم إليهم من العراق واليوم تستشيرونهم بحل مشاكلكم الديمقراطية . عرب وين طنبوره وين . قيم الرجاع من ديرة عفك .


----- عفك قرية صغيرة قريبة من مدينة النجف حفاة الأقدام سابقا ومعلوم إن مصلح الأحذية يموت جوعا أذا عمل فيها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصانع أستاد ونص
علي الشمري ( 2010 / 4 / 16 - 20:52 )

أنت تعلم ان كثير من الثورين الجدد تعالت أصواتهم بضرورة خروج الاحتلال من العراق,حتي صمت أذان السيد أوباما والذي تعهد خلال حملته الانتخابية بتغيير سياسة امريكا في العالم كله ومنها انسحابه من العراق,وبما ان أمريكا قدمت الكثير من الخسائر البشرية والمادية في العراق ,فهل يعقل أن تستبدل كل هذه الخسائر بالقيمة النجفية والفسنجون الكربلائي وتخرج من العراق وهي لم تطبق ولو جزء من ديمقراطيتها الموعودة في العراق ,لهذا ارتات ان توكل المهمة الى صنيعتها وخادمها المطيع المملكة السعودية,عسى وان تجلب للعراقيين ديمقراطية ال سعود العفنة,لهذا نرى هذه الايام تهافت الزيارات التي يقوم بها ساسة العراق الجديد ومحاولة كل منهم تقديم العهود والضمانات بعدم الخروج عن المسار الامريكي مستقبلا ,وفي نفس الوقت طمعا بقلائد الملك المباركةالتي يمنحها بكل سخاء الى روؤساء الوفود,وهذا معناه هنالك عمالة مزدوجة لامريكا والمملكة كي يتضاعف الاجر وفق النظرية الاقتصادية الاسلامية (الاجر على قدر المشقة)و ان بريق الذهب الاصفر المتوفر لدى حكام المملكةيزيغ العيون ويغير ما في القلوب,وكما يقول المثل العراقي(يم حسين جنتي بوحدة صرتي بأثنين)

اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس