الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذ محمد امزالي والهوية الأمازيغية !!

ورغمي الورغمي

2010 / 4 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الاستاذ محمد مزالي من الشخصيات البارزة في تاريخ تونس المعاصر واهم ما يلفت الانتباه في شخصه الكريم هو تعلقه بالفكر وبالثقافة التي كانت عنده أهم من السياسة ومن المناصب السياسية، ونعتبر أنفسنا من تلامذته وان كان قد غادر الصادقية أستاذا فذّا قبل ان نلتحق بها تلامذة طالبي علم ومعرفة، لكن ذلك لم يمنع من أن نتتلمذ على أعماله الأدبية والفكرية التي كان ينشرها في مجلة الفكر كما أنّ الترجمة العربية لكتاب شارل أندري جوليان التي أنجزها بالاشتراك مع رفيقه بشير بن سلامة كانت لنا النبراس الذي أضاء لنا مجاهل التاريخ التونسي.

لكن ما استغربنا له حقا هو هذه الجفوة من الأستاذ مزالي إزاء هويته الأمازيغيته ولعله مثل جيله من الذين شدّهم التقليد عن الالتحاق نهائيا بالحداثة، فقد كانت الثقافة العربية التقليدية هاجسه الأول ملأت عليه مداركه وسدّت في وجهه الآفاق فانصهر فيها وما وجد منها فكاكا.

ألم يدر في خلد الأستاذ مزالي ذات يوم وهو المؤرخ والأديب والمفكر الحصيف أنّ اسمه العائلي يحتفظ بهويته الأمازيغية؟ ألم يطلع على تاريخ رأس العشيرة التي ينتمي إليها : مصالة بالصاد أو الزاي الأمازيغي القريب من حرف الصاد أو الجيم الفارسية كمال يقال في المشرق.

كان رأس هذه العائلة مصالة بن حبوس المكناسي الذي ذكره ابن خلدون في الجزء الثالث من كتابه، فمصالة أو مزالة اسم لهذا القائد الذي قضى على دولة الأدارسة في المغرب الأقصى وتولى إمارة المغرب الأوسط تحت الحكم الفاطمي، ولا يزال لقب مصالي (حاج مصالي زعيم نجم شمال أفريقيا) و مزالي منتشرا في الجزائر كما هو منتشر في تونس وقد بقي خلف مصالة بن حبوس في ناحية ميلة بالجزائر (ولهم بلدة تحمل اسمهم هي فج امزالة) ، وبطبيعة الحال كانت بلاد الامازيغ من الأطلسي إلى حدود مصر فضاء مفتوحا لحركة السكان قبل أن يأتي الاستعمار وتأتي معه الحدود الحالية فنحن شعب وأمّة واحدة في كل الشمال الأفريقي.

لا ريب أنّ اندماج الأستاذ محمد امزالي في الثقافة العربية التقليدية هي نقطة ضعفه سياسيا، فقد قاد عملية التعريب في تونس بحسن نية دون أن ينتبه إلى أن السياسة ليس فيها حسن النية كما قال أكثم بن صيفي : حسن النية ورطة وسوء النية عصمة، وكان الزعيم الحبيب بورقيبة أكثر تنبّها إلى الخطر الذي يمكن أن يأتي من فسح المجال أمام التعريب لأنه يستتبع تكوين جيل منغلق مسحور بالتراث، ولولا بورقيبة الذي إن لم نقل منع فهو قد عطل التعريب الارتجالي لكان ذلك التعريب هو الباب الذي ستلج منه الأصولية فيحدث لتونس لا قدر الله ما حدث للجزائر.

نحيي الأستاذ محمد امزالي ولا نبخسه أشياءه وكفى به أنّه عمل بإخلاص ونظافة يد وهو ما يشهد له به الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتبه
محبوب ابوبكر ( 2010 / 4 / 17 - 01:30 )
لا تستغرب يا وريمي فالاستاذ الذي ولج الى نور الحضارة لا يرضى العودة الى ظلام التخلف، الغريب حقا هو ان تبقى انت في ظلمات الماضي التي غادرها الجميع، وكأن تضييع الوقت والبحث عن اصول عرقية هو الذي سيخرجنا من وهدة التخلف والمرض والانحطاط .
أشعر بالشفقة على كل الباحثين عن الحياة في ركام الأموات، ومنابع الحياة أمامهم .
سيد وريمي ها قد عرفت اصلك الأمازيغي!! فعليك الآن أن تبحث عن ماقبل مازيغ، وماقبل الذي قبله الى ان تصل الى آدم، فهل سيجدي هذا اللهاث وراء الأعراق؟ هل سينقلكم الى نور الحضارة والتقدم..؟؟


2 - لا تنه عن خلق وتاتي .....
الشهيد كسيلة ( 2010 / 4 / 17 - 07:56 )
السيد محبوب لماذا انزعجت من كشف الحقيقة التي ما كنت انا شخصيا مدركا لها ولانك انزعجت ونسبت ما اثاره الكاتب هنا الى الموت والاموات والمقابر اقول لك لماذا تزين انت مقابرك وتنظم زيارات الى قبور لشخوص وهمية مثل ابو زيد الهلالي او لسفاحين مثل عقبة بن الضار ولماذا تريد ان تبني هويتك على زحفة همجية دمرت العمران واعادت ليبيا وتونس الى العصر الحجري

لا ريب انك مشحون بجرعات قوية جدا من القومجية الاعرابية مثل سائر اهلنا في ليبيا وتونس الذين ينفون اصولهم ويرتمون في احضان جينيالوجيات وهمية والكاتب لا ينفي الحاضر ولكن يبرز كيف وصلت انت الى هذا الحاضر فالاموات الذين تسخر منهم هم اسلافك ولولاهم ما كنت انت اليوم في هذه الدنيا

شكرا للكاتب والاحترام والتقدير للاستاد محمد مزالي


3 - الشهيد كسيلة
ادريس ( 2010 / 4 / 17 - 21:31 )
اظن ان هناك سوء تفاهم , المطلوب منك اعادة قراءة المقالة وقراءة مقالات السيد الورغمي ستجد انه ابعد ما يكون من القومجية العروبية


4 - السيد محبوب ابو بكر
ادريس ( 2010 / 4 / 17 - 22:00 )
عندما يدافع شخص ما عن هويته ويريد رد الاعتبار للغته التي تعرضت للخنق وعندما يريد ان يتصالح مع اصوله وعندما يعمل على اعادة كتابة تاريخه الذي تم تمييعه و تزويره من طرف العروبيين الشوفينيين وعندما يرفض وبشدة ان ينسب الى قوم هو ليس منهم وعندما .. وعندما..
عندما يفعل كل ذلك فهو بالنسبة لك يعود الى ظلام التخلف . وحتى يلج نور الحضارة يجب ان يتبرء من اصوله وان ينسب نفسه الى العرق العربي ( السامي ) و يجب ان تجري القومجية العروبية في دمائه و ان يقدس اللغة العربية لغة اهل الجنة .. عندئد سيغمض عينيه ويفتحها وبقدرة قادر سيجد نفسه يكاد نور الحضارة يذهب ببصره من شدة الاضاءة
نحن لا نبحث عن اصول عرقية بل لدينا اصولنا ولدينا لغتنا نسعى لحمايتها من الوحوش المتربصة بها والتي لا تطيق ان ترى هوية اخرى تعيس الى جانبها بل لا يريحها ولا يشفي ما في صدرها الا ان تبيد هويات الاخرين و تسيطر عليهم
اشفق على من ليس لديه القدرة على التعايش مع الاخرين وعلى الذي يعتقد ان لغته احسن اللغات و هويته اسمى الهويات


5 - الشهيد كسيلة
ادريس ( 2010 / 4 / 17 - 22:06 )
الظاهر انني تسرعت كثيرا في تعليقي ,فلقد تعاميت حقا عن الاسم الذي قصدته بتعليقك ,لا ادري كيف حصل ذلك رغم انك كتبت في اول تعليقك ( السيد محبوب ) و ظننتك تقصد الكاتب.
معذرة مرة اخرى وشكرا لك و للكاتب


6 - عندالتاريخ تجدضالتك
صابر علبلا ايوب حمار ( 2010 / 4 / 18 - 00:25 )
صراحة لا اعرف اصرار بعض الشعوب كشعوبنا على ان تقدم نفسها الى محراب الدبح من الوريد الى الوريد .بالرغم من كل ما تعيشه من قهر وجوع وحرمان وكل المظاهر الاخرى للاستغلا ل والشرط المرافق له اي الاطهاد .وتكون عدوة نفسها بشكل يتير الدهشة والرعب في كثير من الاحيان .وفي احيان اخرى مدعاتا لشفقة ممزوجة ببعض السخرية الغاضبة .لكن سرعان ما يتحول كل هدا الى محرك لا يكل ولا يمل من ترويج وعي صحيح عوض الوعي الزائف التي تحاول الانظمة الحاكمة ارضاعه للضحية ليكون جدارا بينها وبين المطهدين والمقموعين...

قالو له جنتك يمكن ان تستنسخها من طريقة نوم ونكاح رجل مر على موته اكثر من الف واربعمئة عام ..ثم عادو ليقولو له جنتك يمكن ان تستسنخها من طريقة لبس ورقص مجموعة بشرية كانت تعيش ظروفها الاقتصادية والاجتماعية الخاصة .لكن هده المرة اعادوه تلاتا عوض الف .ليكون مصيرنا عجلة تاريخ تسير الى الوراء عوض الامام.
معدرة للاخطاء الاملائية .
ملحوظة..لا عجب ان يتسرع صديقنا في الحكم فهي حالة نفسية نتيجة التعصب القومي

اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار