الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسئول عن مقتل الصغيرة - إلهام- ؟

عفراء الحريري
كاتبة

(Afraa. Al-hariri)

2010 / 4 / 17
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


إلهام قتلت ، ماتت ليس مهما معرفة ذلك ..لان النتيجة واحدة هي " انتهاء حياة إلهام / إزهاق حياة إلهام " والجاني الذي تم إلقاء القبض عليه هو " الزوج " هذا ما أوردته إلينا جميع الصحف التي تناولت خبر مقتل إلهام ! دعونا نتأمل في حيثيات القضية ، هل بالفعل من قتل إلهام هو زوجها ؟ لا، و مئة لا ..فالزوج هو أداة الجريمة ..بينما جميعنا نتحمل مسؤولية قتل "إلهام " ؟ يجب ألا يغيب عن أذهاننا وحواسنا الاختلاف بين الفاعلين الأساسيين ابتدأ بالفقر و الأمية مرورا بولي الأمر وأئمة المساجد المعارضون لتحديد سن الزواج والمسيرة النسائية ضد تحديد سن الزواج و إنتهاءا ببطء تفاعلنا وصمت ومشاهدة بعضنا وصولا إلى خلاف أعضاء مجلس النواب الذي لم يدركون بعد أن الاتفاقيات الدواية لحقوق الإنسان ومن ضمنا حقوق الطفل والتي تحوي بين طياتها مختلف الحضارات الإنسانية هي ملزمة للدول التي صادقت عليها ، ويبدو أن هذا الالتزام الدولي و الأخلاقي يصطدم بقوة مع أحداث وسلوكيات تشل حسنا الإنساني من معاناة الأطفال في اليمن " أطفال العمالة ، الشوارع ، ضحايا العنف ، المتسربين / المتسربات من التعليم ،الزواج المبكر، الأحداث، المهربين / المهربات .وغيرهم /غيرهن" وتواجهنا معوقات عديدة عندما نثير مواضيع حقوق الطفل على الرغم من أن المجتمع المدني يستخدم آليات مختلفة لمعالجة قضايا الطفولة ومع ذلك يبرز دائما أمرا ما من أمور التعتيم والتضليل ، لحماية موروث ثقافي سائد يعزز قانون الصمت والتغاضي واللامبالاة عن تلك المآسي التي يذهب ضحاياها الأطفال ..دعونا إذا نقوم بمبادرة جماعية مجتمع مدني ومحلي ، تنخرط فيها جميع الجهود لرفض قانون اللامبالاة والتغاضي وغض الطرف والصمت ومناهضة كل من يقف معه ويآزره بحجج واهية مستغلا الإسلام في ذلك .؟ ونسعى معا إلى تكسير جداران وقضبان ذلك القانون الذي شرعه الموروث الثقافي للزواج المبكر وأباحه وسمح به ...
فقضية إلهام وغيرها من القضايا المخفية هي مسؤولية المجتمع كاملا دولة و مواطنين ، فلنجعل منها فرصة للتفكير والحوار وإعادة النظر في حقوق الطفل ولنبدأ بالزواج المبكر! فآليست الطفلة هي الأم في بكرة البعيد ، وعلى عاتقها ستقع تربية نشئ المستقبل ؟ فإلهام التي قتلت يمكنها من خلال قضيتها الآن أن تنقذ فتيات عديدات ممن هن في مثل حكايتها ." ضحايا الزواج المبكر" فكم من طفلة تتعرض لما تعرضت له إلهام حتى وأن نال الزوج جزاءه كقاتل ، فكم زوج لم يتعرض للجزاء ؟ وكم ولي أمر" أب ، أخ ، عم ، جد ، خال ، أم ، جدة ، خالة ، عمة ...الخ لم يتم محاسبتهم / محاسبتهن وهل تكفي العقوبة التي نطالب بها للمسؤلين / المسئولات عن اقتراف هذا الفعل الجرمي ؟ وهل سيتوقف أمر اقترافه ؟ وإذا كان الفقر والجهل وقانون الصمت والبطالة وحرمان الأطفال من أبسط حقوقهم / حقوقهن...وغيرها هي السبب لاقتراف هذه الجريمة ..هل سنتمكن من محاربة هذه الأسباب التي تتفاقم كل يوم أمامنا ؟ فعلى عاتق الدولة بجميع سلطاتها تقع المسؤولية الأكبر في محاربة الأسباب بكل الطرق والأساليب أن أرادت أن تستقر وتستمر وتعالج مصائبها وعلى المجتمع أن يساعدها متى ما كانت الدولة بالفعل حسنة النية في الحد من تلك الأسباب التي تؤدي إلى ظواهر تسحق إنسانيتنا و تسلب حقوق أطفالنا ..فإذا ألتزمت الدولة بسيادة القانون فيها حينها سيلتزم المجتمع ويتقيد بالقوانين ..أو ألم أقل لكم بأننا جميعا مساءلين عن مقتل إلهام " رحمها الله " .....؟؟؟
الناشطة الحقوقية /المحامية :عفراء الحريري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من المسئول عن مقتل الصغيرة - إلهام- ؟
Alfa ( 2010 / 4 / 17 - 01:57 )
المسؤول الرئيسي هو محمد وهو المثل الأعلى لهكذا زواج.

اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة