الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن والانقسام

فاطمه قاسم

2010 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعد حوالي ثلاث سنوات على حدوث هذا الانقسام، الذي شطر الوضع والحالة الفلسطينية راسيا وأفقيا ، كيف تبدوا الصورة ؟وكيف تبدوا قدرتنا على الفعل في أتون الصراع ؟وما هي خياراتنا على ضوء كل ذلك ؟
حتى أولئك الذين ركبوا الموج من كل الاتجاهات والارتباطات الإقليمية وكذلك الرهانات الغير فلسطينية ، وفرحوا بزمن الانقسام ، ومن ثم بنوا عليه الحسابات ، أصبحوا اليوم على قناعة مطلقة بأنهم خاسرون ، وان عملية الانقسام هي البداية والنهاية ، وأنهم في الأفق الاستراتيجي للعدو لم يكن مطلوب منهم أكثر من ذلك وأنهم الآن في عمق وقلب المأزق ، ينتهون بالتدريج ، وليس أمامهم من مخرج إلا الاعتراف بالحقيقة ، والانقلاب على ما فعلوا والخروج من زمن الانقسام ، من اجل أن يصبح لهم هدف ، ومن اجل أن يكون لهم دور وطني وحقيقي للوصول إلى هذا الهدف .
يوجد هناك حراك هائل من حولنا ، وفي ساحة هذا الحراك تقترب الأطراف المتصارعة على المصالح والنفوذ أو تبتعد ، والمعادلات الأمنية والسياسية وكذلك الإستراتيجية تتغير من اجل أن تصل إلى صيغ نهائية ، ولكن المشكلة في كل ذلك أن الفلسطينيين ، أهل وأصحاب القضية ، أصحاب المتغير المركزي والرئيسي ، يستمرون بسبب الانقسام في حالة إقصاء ، ينتظرون أدورا ومهام من الآخرين ، وينتظرون مبادرات من الأخر ربما تغير من واقعهم السلبي ، إلا أنهم يصابون بخيبة أمل مرة بعد الأخرى ، ويصلون إلى الجدار المغلق ويكتشفون بيأس ومرارة بان الانقسام جعلهم بوضع وحالة غير مسبوقة من العجز وعدم القدرة على المبادرة ، يكررون مقولات سبق وان ذكروها عن الشرعية الدولية ، دون أن يعرفوا مثلا انه حتى ما هو ثمين يملكونه مثل قرارات الشرعية الدولية تحتاج إلى تفعيل ، لأنها منذ أن صدرت وهي تفقد حالة التفعيل تلك ، حيث أن تفعيل تلك القرارات يحتاج إلى نسق دولي ، وهذا النسق الدولي تحركه المصالح والحسابات والمخاوف ، ولا تفعله المعايير الأخلاقية الأخرى .فكيف نستطيع فلسطينيا الخروج سريعا من الحالة الراهنة ، وان نتحرر من قسوة نموذج الانقسام ، وان نستعيد نحن أصحاب القضية حضورا فاعلا وقويا في معادلة الصراع ، وهذا التحرر المطلوب يجب أن يكون الهاجس المسيطر والأول على عقل النخب السياسية والوطنية والكتل والتجمعات الجماهيرية .
كيف يستمر الانقسام ونحن نكتفي بلعنه صباح ومساء ؟
وكيف تنهار الحياة الفلسطينية بوضوح بسبب الانقسام ثم نقبل بالتعايش معه وكأنه حقيقة يجب أن نسلم بها ؟
وكيف يحول الآخرون جرائمهم وأفعالهم ضدنا ، وتقصيرهم في حق قضيتنا ، وكذلك تخليهم وهروبهم من مسئولياتهم الدولية والإقليمية ، إلى حالة الانقسام ، ثم لا نفعل إزاء ذلك شيئا سوى البحث عن مبررات لهذا الانقسام المدمر ؟
ونحن الآن أمام خيار هام وعظيم ، الانقلاب على الوضع الحالي " الانقسام " أو أن نسلم به لكي يذهب بنا إلى كارثة محققة ، فهل آن الأوان للخروج من هذا الوضع المعيب ، والذي قبلناه في حالة غياب عن الوعي الوطني ، وعندما استفقنا من حالة الغياب وجدنا إننا نلعب دور رسمه لنا أعداء قضيتنا بحكمة ودقة ،
إنها اللحظة الحاسمة لعودة الوعي والانتماء الوطني ، وإنها اللحظة التاريخية لمباهتة وإرباك العدو ، فإننا فقط معا ، ومعا فقط نستطيع الوصول للهدف ،ومعا فقط نستطيع إعادة الأمل لشعبنا الجريح منا ، ومعا فقط نحقق الدولة والحلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -