الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية يتمها علاوي... والوصاية عليها للدستوري

عادل اليابس

2010 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


العلمانية يتمها علاوي... والوصاية عليها للدستوري

شاهدنا في الفضائيات ، "أبو حمزة"الدكتور علاوي في مقر القائمة العراقية ، يحيط به كلا من ، طارق الهاشمي ، علاء مكي ، عبد الكريم السامرائي ، سلام الزوبعي ، والسيد رافع العيساوي ، لو نظرنا لهذه اللقطة ، بفلاش "باك" لما قبل انتخابات 2005 ، لكان تفسيرنا لها أن السيد علاوي في زيارة لجبهة التوافق أو الحزب الإسلامي .
سلسلة الهزائم التي أصيبت بها العراقية ، في انتخابات مجالس المحافظات ، والانتخابات النيابية ، في المحافظات الجنوبية ، بالانسحابات المستمرة للأحزاب والشخصيات السياسية من هذه القائمة ، لم تحفز قيادتها على تبني ورقة عمل جادة تبين أسباب هذه الإخفاقات ، والسياسي الذي لايراجع مسيرته ويؤشر نجاحاته وإخفاقاته ليصوبها ويصوغ أجندة جديدة لمستقبله ، يكون من السياسيين الراكبين للموجة، يترك التحكم في مساره للصدفة .
قراءة تحليلية لنتائج الانتخابات البرلمانية في البصرة ، تقول بان القائمة العراقية
حصلت على مايقارب 70 الف صوت أي أقل من 10% من عدد المصوتين ، وبما لايتجاوز 5% من مجموع الناخبين ، والبصرة كحاضرة ثقافية اقتصادية(النفط... والموانئ) وبامتدادها التاريخي ، تنزع تطلعات غالبية أهاليها نحو المجتمع المدني ،ولو حسبنا نسبة التصويت البالغة 57% ، وان من صوتوا للفائزين لأسباب أعمها غير سياسي (طائفي ، وعشائري ، عقلية القطيع)، تكون نسبة 43% غير المصوتين محسوبين على الاتجاه الوطني الديمقراطي والليبرالي ، وسيكون السؤال الواجب طرحه ، لماذا لم تستوعبهم العراقية ؟ وهي تدعي حملها لتلك الراية ! الإجابة تتضمنها نتائج العراقية في البصرة ، فمجموع ماحصل عليه الفائزون بالمقاعد البرلمانية لايتجاوز العشرين ألف صوت (11الف، 4الاف، 4الاف) ، بينما صوت للقائمة لوحدها خمسين ألف ، والتفسير المنطقي يقول بآن من رشحتهم العراقية وفازوا لم يكونوا يمثلوا تطلعات جماهيرها ...! ، وللمزيد نقول بان العراقية تبنت في الترشيح لقوائمها في البصرة وفي محافظات اخرى، من يحوز قوة عشائرية ومالية ، وغالبا ما يلتحقوا قبل الانتخابات بأيام ، والدليل أن من فازوا باسمها في الانتخابات السابقة بمجلس المحافظة أو البرلمان لم يعودوا مرة ثانية للعمل معها ، وهذ يؤكد كون هؤلاء لا يحملون أجندة فكرية سياسية تصب بالاتجاه الوطني ، بل دفعتهم مصالحهم الشخصية لتحقيق مكاسب مادية واجتماعية ، وبالتالي لم يشترك فيها من له بعدا ثقافيا"( أدباء وفنانين وإعلاميين ) ولا بعدا اجتماعيا ( أساتذة جامعة ، أطباء ، سياسيون ) ، والسبب ان العراقية لاتمتلك أجندة فكرية سياسية واضحة يمكن من خلالها تعبئة الشارع العراقي ، بل شعارات عريضة ، مغلفة بكاريزما القيادة ، فمركزها حركة الوفاق ، لم يتم تحويله إلى حزب سياسي ، ديمقراطي يبني الديمقراطية داخله أولا قبل تصديرها للشعب ، مما سهل اصطيادها من مكون معين أوقعها في الطائفية ( عنصر طارد لغير المصوتين ) ، وجرت نحو اتجاه قومي ، لا يخفي تطلعاته الشمولية ، فأضاعت من التفوا حولها معتبريها جبهة موازنة للاتجاهات الدينية والطائفية والاثنية ، فأسقطت عنها راية العلمانية بأساسها الليبرالي .
أحزاب أخرى وقعت بنفس فخ العراقية ، ومنها حزب الأمة العراقية ، والحزب الوطني الديمقراطي ، والحزب الشيوعي ، والاشتراكيين العرب ، وباتت الساحة السياسية العراقية في توق لبروز حزب ، سياسي ، علماني ، ليبرالي ، ليس فيه زعامات تاريخية ، يمزج الديمقراطية بالتنمية ، يؤسس لنظام ديمقراطي يطبقه في نظامه الداخلي أولا قبل المناداة بها علنا" ، لا يؤمن بجاهزية المبادئ والأجندات ، يلتزم بالنقد والنقد الذاتي ، جاذب للمثقفين والأدباء والفنانين ، مشارك فاعل في الحياة الاجتماعية ، ينزع عن فكر قادته ادرأن الطائفية والاثنية ، يكون حاضنا لكل الفسيفساء العراقية ، ومن يتابع المشهد السياسي العراقي ، سيشير حتما" للحزب الدستوري ، شريطة تجاوزه للإخفاقات التي إصابته في المحافظات ، والتي لم تكن تبتعد عن الأمراض التي فتكت بالاحزاب الأخرى .
كخطوة أولى ، فك تآلف وحدة العراق ، والاعتماد في الترشيحات للانتخابات ، على أعضاء الحزب فقط ، ممن ربطوا مستقبلهم به ، وممن لهم حضور فكري وسياسي معروف وممن يعملون قيه تطوعا ، لا وفق أجر ، وممن لهم حضور جماهيري واجتماعي داخل الحزب وخارجه ، واتسموا بالشفافية والنزاهة ، على أن يسبق ذلك مؤتمر عام للحزب يقر فيه برنامجا سياسيا من الأغلبية ، دون أن تكون الغلبة لهذا المنظر آو ذاك ، فالتنظير شيء ، والحياة شيء آخر ، وكما قال ماركس "النظرية رمادية اللون ولكن الحياة خضراء ".
عادل اليابس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة