الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيماء…قضية رأي عام

جمال الدين بوزيان

2010 / 4 / 17
حقوق الانسان


ما يحدث بمستشفياتنا مطابق تماما للنكتة القائلة بأن من يدخل للمستشفى الحكومي سليما معافى يخرج منه مريضا أو ميتا.
ما حدث للطفلة شيماء ريحان بمستشفى مدينة سطيف يجسد جيدا تلك النكتة المبكية، فقد دخلت المستشفى تشكو من التهاب اللوزتين، و كان من المفروض أن تمكث به يوما واحدا، و هي مدة أكثر من كافية لعملية نزع اللوزتين، عملية بسيطة جدا دفعت شيماء ثمنها غاليا، و كان مصيرها لحد الآن الشلل الكلي و العمى.
سلطت يومية الخبر الجزائرية الضوء على قضية الطفلة شيماء، لكن دون جدوى، لم يكن للسلطة الرابعة دور كبير لجعل خطر الموت الذي يهدد شيماء بمثابة قضية رأي عام، حيث أخبار المنتخب الوطني لكرة القدم تطغى على كل الأخبار، إضافة إلى انشغال الإعلام و القراء بقضية إجبار المواطنين على نزع الخمار و حلق اللحى لانجاز جوازات السفر و بطاقات التعريف البيومترية.
و لم تحرك من قبل قضايا الأخطاء الطبية المقترفة في حق المرضى بمستشفياتنا أي منظمة أو جمعية أو فئة بالمجتمع، و لم يلتف الشعب يوما حول قضية مريض مظلوم، و لم تصبح أي قضية مثل تلك هي المشكل الأول له مثلما تبنى من قبل قضايا أقل أهمية، بل و تافهة في أحيان كثيرة.
كما أن التجربة أثبت أن الصحافة المكتوبة بالجزائر تلعب بالقراء و تحركهم كما تشاء و نحو الجهة التي تريد، و جريدة الخبر رغم احترافيتها و مصداقيتها إلا أنها تعرض أخبارها و تقاريرها بنوع من الموضوعية بعيد جدا عن اللعب على العواطف و بعيدا عن الطريقة السطحية المقرفة التي تعرض بها بعض الجرائد الصفراء اليومية أخبارها، و للأسف تلك الجرائد أصبحت تقول عن نفسها اليوم بأنها الأولى من حيث المبيعات و المقروئية، و هي تطبق جيدا المثل الفني المصري القائل: "الجمهور عاوز كدا"، لقد فهمت جيدا ما يريده جمهور القراء و ما يتناسب مع مستوى الوعي المتدني لهذا الجمهور، فهمت تلك الجرائد جيدا أن الجمهور لا ينقد ما يقرأ و إنما هو أقرب إلى قطيع الغنم منه إلى القارئ المتعلم الواعي.
ربما لو تبنت تلك الجرائد الصفراء قضية الطفلة شيماء ذات الأربع سنوات، كانت ستجعل من معاناتها قضية رأي عام و تشغل بها القراء و تشمل بها كل فئات الشعب، و عندها كنا سنرى ربما عددا من المنظمات و الأحزاب و الجمعيات تتبنى الدفاع عن حق شيماء ريحان في العلاج و حقها في الاقتصاص من الطاقم الطبي و المستشفى المتسبب في مأساتها، لأنه و بسبب عدم تحرك الرأي العام نحو إنصاف هذه الطفلة البريئة، لم تتبني قضيتها إلا الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان.
كما أن التفاف الناس حول قضية مثل هذه يسمح و يسهل من عملية توجيه المحكمة التي تفتقر إلى العدالة، و يساعد في جعل هذه القضية أكثر عدلا، لأنه من المستحيل في بلد العزة الكرامة أن نرى مريضا ضعيفا يستطيع الاقتصاص من طبيب رئيس مصلحة أو من مدير مستشفى، أو حتى من حارس المستشفى أو منظفة المصلحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة