الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امام انظار مجلس النواب الجديد /2

جاسم هداد

2010 / 4 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الجزء الأول من المقال تم التطرق الى رواتب اعضاء مجلس النواب واعضاء مجالس المحافظات واعضاء المجالس المحلية للأقضية والنواحي ، وفي هذا الجزء سيتم التطرق الى رواتب الرئاسات الثلاث .
نقلا عن مجلة الأكسبريس الفرنسية ، فأن راتب دولة رئيس الوزراء العراقي يبلغ حوالي مليوني دولار ، بينما راتب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حوالي (48) الف دولار شهريا،وراتب رئيس الجمهورية الفرنسية ( 29331) يورو شهريا، وراتب المستشارة في جمهورية المانيا الأتحادية ( 23) ألف يورو ، وراتب رئيس الوزراء البريطاني ( 22500) يورو ، وراتب رئيس الوزراء في مملكة السويد ( 70 ) الف كرونة سويدية ، اي حوالي ( 10) آلاف يورو.

وراتب رئيس مجلس النواب العراقي ، قد يقل قليلا عن راتب رئيس مجلس الوزراء، اما راتب رئيس جمهورية العراق فأكثر قليلا من راتب رئيس الوزراء ، وفي خانة الرواتب العالية جدا ، تكون رواتب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب .

ينص الدستور العراقي في ( المادة 63 اولا على : تحدد حقوق وامتيازات رئيس مجلس النواب ونائبيه واعضاء المجلس بقانون ) ، وتنص ( المادة 74 على : يحدد بقانون راتب ومخصصات رئيس الجمهورية ) ، و( المادة 82 تنص على: ينظم بقانون رواتب ومخصصات رئيس اعضاء مجلس الوزراء ومن هم بدرجتهم ) ، ولكن لم يتم اصدار قانون يشرعن منح هذه الرواتب العالية جدا جدا ، استنادا للنصوص الدستورية اعلاه.

اما غربية الغرائب فهو الراتب التقاعدي لرئيس مجلس النواب السابق الدكتور محمود المشهداني ، فقد تم تخصيص ( 40 الف دولار ) فقط شهريا كراتب تقاعدي في ضوء صفقة لقاء قبوله التنحي عن منصبه ( جريدة الشرق الأوسط اللندنية العدد 1100 في 9/1/2009) ،مع احتفاضه بمائتي من افراد حمايته، والسيد المشهداني لم يخدم سوى تسعة عشر شهرا ( آيار 2006 ـ كانون الأول 2008) ، ولقد تم تشريع قانون خاص له . بينما معلمة امضت (25) عام في التدريس الأبتدائي تتقاضى ( 160 ) دولار في الشهر كراتب تقاعدي. ولقد صدق الدكتور محمود المشهداني فيما كتبه في جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 16/4/2010 ، حيث كتب ( فقد بتنا جميعا شبعى وأهلنا في الجوع، ولم نؤثر على انفسنا في الخصاصة وغير الخصاصة ، فكان فقراء العراق الخاسر الأكبر من قبل ومن بعد ) ، الا ترون ان هذه تعبير صادق لما يحصل الآن.

ان هذه الرواتب العالية جدا ، لاتتناسب على الأطلاق مع ما يمر به الشعب العراقي من وضع اقتصادي سئ ، وارتفاع لنسبة الفقر، فوفقا للمسح المدعوم من قبل برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة فأن 24% من ابناء الشعب العراقي يعيشون في حالة فقر ، و( 900 ) الف يعيشون تحت خط الفقر، ولقد اعلن السيد حسين الصافي وكيل وزارة العدل في الندوة التي نظمتها وزارة التخطيط والتعاون الأنمائي في جامعة كربلاء بعنوان ( الأستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر في العراق ) في يوم الأحد الموافق 28/3/2010 . ان نسبة الفقر بأرتفاع خلال السنوات الماضية رغم الخطط التي وضعتها الحكومة المركزية والحكومات المحلية، وذكر ان خط الفقر في بعض المحافظات الجنوبية وصلت الى نسبة مخيفة بلغت بحدود ( 39%) ، وتتصدر ذلك محافظة المثنى بنسبة (49%) تليها بابل وواسط ثم كربلاء ، وصرح السيد مدير دائرة الأحصاء السكاني في البصرة لوكالة السومرية نيوز ان ( نسبة 34% من اهالي محافظة البصرة يعيشون تحت خط الفقر) .
هل كتب على هذا الشعب ما ردده الشاعر بدر شاكر السياب ( ما عام و العراق ليس فيه جوع )
واشارت منظمة اليونسكو الى وجود حوالي اربعة ملايين امي في العراق ، وتذكر الأرقام الرسمية انه يوجد حوالي ( 800 ) الف ارملة.
هذه الأرقام المؤلمة والتي تحرك الحجر من مكانه ، ألم تطرق سمع الرئاسات الثلاث ؟، الا يحركهم وازعهم الوطني بتخفيض رواتبهم الى النصف ؟، ورصد المبالغ الكبيرة التي ستتوفر من ذلك للتخفيف من كارثة من الكوارث المبتلى بها شعبنا. الا تعلم الرئاسات الثلاث ان ثالوث الفقر والجهل والمرض مدمر للشعوب وبدون القضاء عليه ، لا يمكن لهذه الشعوب ان تنهض ؟ ، ماذا ينتظرون ومرت على شعبنا سبع سنوات عجاف؟ ، الا تعلم الرئاسات الثلاث وجلهم كان في صفوف المعارضة العراقية ما سببه النظام المقبور لشعبنا ووطننا وما خلفه من تركة ثقيلة؟ .

هل مشاغل الرئاسات الثلاث في تقاسم كعكعة الكراسي تضع غشاوة على العيون؟، هل النضال ضد النظام المقبور من اجل التفاني لخدمة هذا الشعب ، ام من اجل كنز الفضة والذهب وزيادة الأرصدة؟.
والسيد محمود المشهداني وهو الأسلامي المؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر، كيف يقبل بذلك ؟ ، أليس هو القائل في احدى جلسات مجلس النواب العراقي ( اسحق بالقندرة اي قانون يخالف الشريعة الأسلامية ) ؟ ، فأي ديانة سماوية تقر بذلك؟، أين منكم امام المتقين لشهر سيفه ذو الفقار بوجوهكم، ولكن والله تكونون في اول المصطفين لقتاله، وصدق الشاعر الكبير مظفر النواب بقوله:
انبئك علي ما زلنا نتوضأ بالماء
ما زال ابو سفيان بلحيته الصفراء
يؤلب بأسم اللات العصبيات القبلية
ما زالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها
وتراك زعيم السوقية
لو جئت اليوم
لحاربك الداعون اليك
وسموك شيوعيا

17 نيسان 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاتنها عن خلق وتاتي بمثله
حيدر سالم محسن ( 2010 / 4 / 17 - 18:05 )
لقد ابتلى الشعب العراقي بالمخالفين لكلام اللة والمطبلين بكلام القران الكل على نفس المسار وحسب قول مظفرالنواب لااستثني بكم احدا اخي كاتب المقال الشعب العراقي لايحب صدام لكن افعال الساسة بالشعب جعلتهم كلهم صدام فكل الاحزاب لها مليشيات وكلها تقتل الشعب وتبكي عليه هم يتصرعون امام الفضائيات وخلف الكواليس احدهم يقبل الاخر كلهم ممثلون على الشعب لقد سرقة الساسة فرحة التغير عندما توجه النقد لاحدهم يقول مرحلة تغير هل سمعت بالعالم كله ان موظفين اثنين لهم نفس الشهادة ونفس الاختصاص ونفس ساعات الدوام واحدهم يستلم 3 اضعاف الاخر كيف اقول لك احدهم يعمل في وزارة النفط اوالكهرباءوالاخر يعمل في وزاراتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت التمويل الذاتي الذاتي هذه البدعةالتي يتكلمون بها اصحاب التشريع اقول لك اخي صاحب المقال كل العراقين لحد قبل التغير لاقدرة لهم على تحديد اختارهم للتعين في الوزارات وكافة الشركات الحكومية ليس لها القدرة علىالنهوض فكيف الحل


2 - حياة
حمورابي ( 2010 / 4 / 17 - 18:14 )
اخي جاسم.....لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي...ونار لو نفخت فيها اضاءت فضاع نفخك في الرماد .تحياتي

اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025