الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سكان معسكر أشرف: بين المقايضة السياسية.. والحل الانساني العادل..!

طلال شاكر

2010 / 4 / 17
حقوق الانسان


تتوالى الايام ثقيلة ومزرية وضاغطة على الايرانيين الذين يعيشون في معسكر اشرف وهم يواجهون صنوفاً من الاذى والتضييق والاستفزاز والمحاصرة ، ففي يوم الجمعة المصادف 16نيسان 2010، اغارت قوات من الجيش العراقي على المعسكر واعتدت بالضرب على سكانه بالعصي والهراوات الكهربائية ناهيك عن التهديات النفسية بحرق المعسكر وأعتقال سكانه وتسليمهم الى السلطات الايرانية ويأتي هذا المسلك المشين استمرارا لسلسلة الاستفزازات والمضايقات والحرب النفسية والحصار ضدهم منذ شهور من قبل السلطات العراقية... ولاننسى أن لهولاء الناس اهل واقارب وأصدقاء يتعذبون، ويقلقون، ويبكون، من أجلهم وهم يناشدون الخيرين في العراق والعالم للتضامن معهم ومؤازرتهم انسانياً لضمان امنهم وسلامتهم، وعيشهم الكريم ، الى حين ايجاد حل عادل لقضيتهم .....؟

،مع الاسف غدت قضية ومصير قاطني اشرف تدور بين أجندات متضاربة لمسؤولين عراقيين يفتقدون الى حس المسؤولية والموقف المستقل، لمعالجة هذه القضية بصورة عقلانية متوازنة. فالامر لم يعد مجدياً ولامطلوباً ،حين يجري ربط هذه المسألة بماضي مؤلم يتعلق بموقف منظمة مجاهدي خلق وسياستها السابقة وهي في كل الاحوال متناقضة مع مواقفنا ومانعتقده بخصوص سياسة النظام الديكتاتوري البغيض وتحالفاته السابقة. وكعراقيين أحرار نجد في استحضار ذلك الماضي الكالح الذي صنعتة لعبة ضيق المصالح والمراهنات السياسية العقيمة وتداعياتها المهلكة، كمسوغ للثأر والانتقام ومدخلاً للمزايدين والوصوليين والتابعين وبخاصة من اولئك السياسيين العراقيين الذين يجدون في ايذاء سكان اشرف فرصة لتصفية الحساب هي حجة غير مقنعة ولامقبولة، وهي تفتقر الى النضج السياسي قبل الانساني، فالموضوع بمدلولاته الانسانية ومضمونه الواقعي الان يتعلق بمصير ومستقبل بشر يعدون بالالاف بينهم النساء والاطفال والمرضى والشيوخ، يواجهون موقفاً حرجاً وصعباً وتحيط بهم ظروف معقدة، يتعرضون فيها الى استفزاز وترويع لاينسجم مع الروح الحضارية وحقوق الا نسان ونبل القيم، ولاينبغي أن تخضع قضيتهم الانسانية الى المساومة السياسية ومزاداتها المبتذلة كصفقة رخيصة ، وليس من الاخلاق والوطنية، ان يأتي موقف المسؤولين الحكوميين متناغماً مع سياسة السلطات الا يرانية مستجيباً لاًملاءاتها واهدافها السيئة.. بينما يستدعي الموقف الصحيح منا كعراقيين أن نتعامل مع هذه القضية بحسن أنساني مسوؤل بوضع الاعتبارات والدواعي الماضية جانباً، ونتصرف كسياسين حضاريين وبشر أحرار، وأن نبحث عن مخرج انساني يحفظ كرامة وحياة سكان معسكر اشرف، يستبعد تهديد أمنهم وسلامتهم وأستقرارهم وهم على ارضنا بلا حول ولاقوة كما يقال ، وأن يجري ايجاد حل عادل لقضيتهم من خلال موقفنا ألانساني المستقل ومصلحة بلادنا وبالتنسيق مع المنظمات العالمية وخصوصاً هيئة الا مم المتحدة ومنظماتها المختصة انها مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق السلطات الحكومية العراقية مباشرةً ، ومن العار والخسة أن نستغل ضعف وخصوصية سكان معسكر اشرف وموقفهم الحرج لممارسة المزيد من الضغط عليهم ومحاصرتهم وتهديدهم وأيذاءهم ارضاءً وتزلفاً لحكومة طهران المعادية للديمقراطية وحقوق الا نسان . وبذات الوقت ينبغي أسقاط ذلك الرأي العقيم الذي يراهن عليه البعض من الساسة العراقيين على ابقاء سكان اشرف ورقة ضغط ضد الحكومة الايرانية لاختلافنا معها... أو الحصول على مكافئة منها في حالة الانصياع لارادتها...، فالوضع بحدوده الصارمة المبدأية وماتقتضيه مصلحتنا الوطنية، يتطلب رؤية خارج روح المقايضة والاستخدام الرخيص تتسم بالحصافة واحترام، قضايا الحرية وحقوق الانسان وتفهم نضال الشعوب من اجل الديمقراطية والحياة الحرة، خارج معايير المساومات السياسية المستهلكة، وبغض النظرعن موقفي واختلاف رؤيتي السياسية مع منظمة مجاهدي خلق، فأني وبفم ملاُن اعلن تضامني مع سكان معسكر اشرف كبشر، يجب ان يعيشوا بأمان، وسلام ويحصلوا على كل مايمكنهم من الحياة بكرامة وانسانية دون استفزاز أوتهديد أو ترهيب وأستنكر كل فعل يسيئ لهم اياً كان مصدره وذرائعه.. الى أن تحل قضيتهم وفقاً لمواثيق الامم المتحدة ولائحة حقوق الانسان، ومن جانب سكان معسكر أشرف، يتطلب الامر أحترام خصوصية الوضع السياسي الدقيق الذي يمر به العراق وعدم اعطاء المبررات للمسوؤلين الحكوميين لاثارة المتاعب والمشاكل لهم،وتجنب المراهنة على وعود ومواقف تفتقد الى الواقعية والعقلانية من اي كان لانها ستضرهم وتعقد موقفهم أذا صدقوها...
طلال شاكر كاتب وسياسي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكراً للأستاذ طلال
كمال أمين ياملكي ( 2010 / 4 / 18 - 03:25 )
لقد كتبنا الكثير عن هذه المأساة وناشدنا الكثيرين عنها وطلبنا بمد يد العون لمن هم ضيوفٌ عندنا، وبغض النظر عن ماضيهم وتلاحمهم مع صدام وعصابتة الفاشستيه فأننا نستنكر أي تصرف أو أجراء لا أنساني مع سكان أشرف لحين يصار الى حل قضيتهم بصوره عادله تتفق ومبادئ حقوق الأنسان ومعاهدة جنيف، ما يجري اليوم في ذلك المعسكر من أيذاء لسكانه بلا شك هو بأمر من ملالي طهران المضاريط ينفذه سفله عراقيين عملاء، وعندي لا فرق بين من كان ينفذ أوامر الدكتاتور من الجلاوزه ضد أحرار العراق وبين من ينفذ اليوم أجندة عصابة الحرس الثوري الأيرانيه الأرهابيهُ ضد سكان أشرف العزل

كمال ياملكي
رئيس منظمة لافنا الأنسانيه الكرديه


2 - أجلس أعوج وأحجي عدل!!2
عبد الرزاق الانصاري العماري ( 2010 / 4 / 18 - 23:14 )
وينظم الاستاذ أبو ميلاد بمقاله هذا الى جوقة الماركسيين سابقا وأحباب أمريكا حاليا في العزف على أنغام التهجم على أيران كالاستاذ البروفيسور الكربلائي الشيعي كاظم حبيب أحد كبار وزارة الزراعه لدى نظام البعث والاستاذ الدكتور الكردي الفيلي الشيعي عزيز الحاج علي ممثل نظام البعث لدى اليونسكو في باريس واخرين على شاكلتهم منفسين عن عـقـد نفسيه كامنه فيهم ومتصورين أنهم بتهجمهم هذا يدرأون عن أنفسهم التهمة الطائفية التي يحارب البعض بها دفاع الشيعة العراقيين عن حقوقهم الوطنية بأنهم أيرانيون.
أن القتلة المجرمين من عصابة خلق التي أستعملها صدام الجريمة لاغراضه الاجراميه في أيران أولا وثم أستخدمهم ضد المنتفضين العراقيين عام 1991 ويحتفظ بهم الامريكان لنفس الغرض اليوم لا مكان لهم في ارض العراق كعصابات مسلحة تخلق الازمات مع أحدى دول الجوار ومرحباً بهم كلاجئين مدنيين سياسيين وعندها يكون من حق الدولة العراقية أن تحدد أماكن تواجدهم.


3 - أجلس أعوج واحجي عدل!!1
عبد الرزاق الانصاري العماري ( 2010 / 4 / 19 - 01:52 )
ارسلت لكم الجزء الاول من التعليق والحقته بالثاني وظهر الثاني وبدون الجزء الاول والذي هو تعليقي الحقيقي على الموضوع والذي لا يوجد فيه ماهو ضد سياسة الحوار المتمدن في النشر مع التقدير


4 - كان الله في عون سكان مخيم أشرف
حسين محيي الدين ( 2010 / 4 / 19 - 06:01 )
شكرا للكاتب الانسان طلال شاكر على التفاتته الانسانية ولكن بودي أن اهمس بأذنه قولا مفاده ان قسم من احزاب السلطة الحالية كان بينها وبين الحكومة الايرانية اتفاقات أمنية لملاحقة مجاهدي خلق وذلك قبل سقوط النظام ونفس الاتفاقات كانت بين النظام المقبور ومجاهدي خلق ؟ فتصور كم هي معقدة عملية القبول ببقاء سكان مخيم أشرف الذي يشكلون خطرا حقيقيا على نظام الملالي الذي تهتز فرائصه لمجرد السماع بكلمة مجاهدي خلق . واليوم حيث اختلاف الموازين والتهافت على كسب مودة الايرانين اقول كان الله بعون سكان مخيم اشرف

اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين