الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المليحة ذات الخمار الاسود والموبايل

قاسم السيد

2010 / 4 / 17
كتابات ساخرة


كان صديقي الدكتور المتقاعد احسان عبد الغفور / الجراح الاخصائي هو أول من نبهني الى مخاطر استعمال جهاز الموبايل لما تسببه الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة منه من اضرار قد تصيب المخ وربما تكون لها أسباب في الظهور المبكر للخرف { الزهايمر } ولتأكيد مصداقية كلامه حول الموضوع اصبح صديقي العزيز الدكتور اياه يستخدم سماعات الاذن في حالة استعماله للموبايل واصبحت هذه السماعات جزء من اناقته الشخصية لايفارقها ابدا سواء اكان مستعملا للموبايل ام لا وكان يذمني على استعمالي الموبايل بطريقة مباشرة
الا انني فوجئت به ذات يوم وقد نزعها ولم يعد يضعها سواء اكان يستعمل الموبايل ام لا ولقد تحرجت في ان اسأله عن سر هذا التغيير فلربما كان حالة طارئة وقد يعود الى سابق عهده غير انني وجدته ثابتا على استعمال الموبايل بشكل مباشر بل لايتضايق من ان يطيل المتصل المكالمة او يقصرها حينئذ وجدت ان لامندوحة من السؤال عن تغيير الحال
--.. الاترى يادكتور ان الامر فيه من الغرابة الشيء الكثير حيث انك تركت سماعات الاذن عند استعمالك للموبايل بعد ان كنت تحذر من مخاطر استعمال الموبايل مباشرة
تبسم ضاحكا وقال
يا أخي ان العلم لايزال تجريبي وليس هناك حقيقة علمية مطلقة فقد يكون ماهو نافع هذا اليوم هو بالحقيقة شيء قاتل غدا والعكس صحيح
هنا بدت خواطري تتداعى وبدت التساؤلات تترى من اننا نسمع الاخبار العلمية ونتقبلها كأنها مسلمات دون تمحيص او استفسار حيث وجدت ان اغلب هذه الاخبار هي بالحقيقة تم تحريرها كتسويق دعائي ليس الا وعلينا ان نتريث في اتخاذ اي موقف امام اي خبر علمي نقرأه حيث اصبح الخبر العلمي يدخل ضمن صناعة الاعلان التجاري
ولقد ذكرتني هذه القضية بقصة ظريفه من تاريخنا السالف من ان احد تجار بغداد صادف أن استورد كمية كبيرة من القماش الاسود غير انه فشل في تسويقها مما دعاه الى الاستعانة بأحد الشعراء لغرض استخدام شعره كأعلان تسويقي فما كان من الشاعر الا ان يستدعي قريحته الشعرية وينشد
قل للمليحة ذي الخمار الاسود ماذا فعلت بناسك متعبد
كان قد شمر للصلاة ثيابه حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه لاتقتليه بحق دين محمد
هذه القصة تجد لها شبها كبيرا لما يجري هذه الايام من تصاعد الحملات الاعلامية ضد منظمة الصحة العالمية بسبب سوء ادارتها لملف مرض انفلوانزا الخنازير حيث ان موقفها المتسرع من هذا المرض ورفع درجة الخطر منه الى درجة الوباء أثار الذعر في انحاء العالم وبالتالي استغلت هذه الحالة من قبل شركات الادوية العالمية حيث جنت مليارات الدولارات من خلال تصنيع لقاحات لااحد يعرف مصداقية فعاليتها ولا الاثار السلبية التي يخلفه استعمالها هذا مايدفع بضرورة التحفظ والتعامل بحذر مع اي خبر علمي مهما كانت الجهة التي تتبنى الترويج له ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس


.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام




.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد