الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيارات الكورد في عراق مابعد امريكا

ئارام باله ته ي

2010 / 4 / 18
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


خيارات الكورد في عراق مابعد أمريكا

ذكرنا في مقال سابق مستقبل الكورد في العراق بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وفق الاتفاقية الأمنية المزمع انتهائها سنة 2011 . والان ماهي خيارات الكورد بعد هذا الأنسحاب ، مع وجود احتقان داخلي وجو سياسي غير مشجع ، ناهيك عن التربص الأقليمي ؟ .
بادئ ذي البدء ، فان الولايات المتحدة والغرب بصورة عامة ، ملزم أخلاقيا وقانونيا بحماية الكورد لأنهم بعد اصدارهم القرار 688 من مجلس الأمن ، جعلوا الكورد عرضة للحقد والكراهية ، فنظر اليهم البعض من مكونات الشعب العراقي بعين البغض والريبة ، ورأى الكثيرون ، سواءا اقليميا أو محليا ، أن هذا استقواء بالامبريالية حيث لاتستسيغ شعوب المنطقة مفهوم التدخل الأنساني لأن الانسان ليس أهم شيء في ثقافة المنطقة .
على الرغم من صدور القرار 688 الا أنه بقي قاصرا عن الأيفاء بمبتغاه وكان فيه خزي الكيل بمكيالين ، اذ ان مجلس الأمن نفسه تدخل في تيمور الشرقية لترغم أندونيسيا على اجراء استفتاء حول مصير الأقليم بحجة حدوث انتهاكات لحقوق الأنسان ، هذا في حين تغاضى قرار المجلس عن هذه النقطة ( الاستفتاء ) بالنسبة لأقليم كوردستان ، على الرغم من اشارة القرار صراحة الى القمع الذي تعرض له الكورد مما أدى الى نزوح مكثف لللاجئين نحو الحدود ... هل كان القمع في تيمور الشرقية أعنف من القمع الذي تعرض له الكورد منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي ؟ ألم يحصل اليهود على كيان (دولة) بسبب الأضطهاد الذي لقوه ؟ هل هناك شعوب راقية وأخرى لاتستحق العناية من المجتمع الدولي ؟ !! .
ماسبق ليس كل شيء ، بل يفترض بالغرب أن يتدارك الأثم الذي ارتكبه زمن ( عصبة الأمم ) ، عندما تنكر لمبادئ ( ولسون ) و ( لينين ) المتعلقة بحق الشعوب في تقرير مصيرها ، تجاه الشعب الكوردي ، الذي وعد بتشكيل دولته القومية وفق معاهدة ( سيفر ) ، ثم جاءت المساومات الاستعمارية بمعاهدة ( لوزان ) التي تناست الكورد تماما ، ليكون ذلك وصمة عار في جبين القوى المتنفذة في المجتمع الدولي انذاك ( مع انني لا انسى تحمل الكورد مسؤولية كثير مما حصل ) . وأتت امريكا بعد ذلك لتزيد الطين بلة بصياغتها لاتفاقية الجزائر السيئة الصيت ، لتتوالى الكوارث على الكورد ، من فاجعة حلبجة وأنفال ومقابر جماعية ، مع لا مبالاة بل ربما تواطئ غربي ودون أي تأنيب للضمير الانساني !! .
ان القيادات الكوردستانية معنية وملزمة بطلب الحماية الدولية ، حال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من العراق ، وأخذ كل الضمانات المتعلقة باستمرار تجربة اقليم كوردستان الغير قادر منطقيا على ردع الداخل العراقي الرافض لخياره الفدرالي والوقوف في الوقت نفسه بوجه التهديد الأقليمي المشمئز من شبه استقلاله . هذا من جهة ومن جهة اخرى ، يتوجب على المجتمع الدولي الالتزام بمقاصد الأمم المتحدة ، بل بالمقصد الأهم الذي هو ( حفظ السلم والأمن الدوليين ) ، حيث ان أي اعتداء على اقليم كوردستان من شأنه زعزعة الاستقرار والسلم في المنطقة ، اذ ان الكورد مستعدون للدفاع عن تجربتهم ولايمكن أن يقبلوا التخلي عن مكتسباتهم بسهولة . نحن لانرجم بالغيب ، بل انظر كيف ان المحافظات الكوردستانية لم تصوت لغير الكوردستانيين ، ثم اندماج القوائم الكوردستانية في جبهة متحدة للحفاظ على مكتسباتهم وفي مقدمتها الفدرالية ، لدليل واضح على ان الكوردستانيين لايتراجعون عن هذا الخيار .
لا اعتقد أن للكورد خيارات كثيرة للحفاظ على تجربتهم سوى الضمانات الدولية والمراقبة الامريكية للوضع العراقي عن كثب . هل يخذل الكورد من المجتمع الدولي مجددا ؟ هل تبيع أمريكا القضية الكوردية في سوق المساومات الأقليمية ؟ هل الخطر محدق ام هنالك ظروف دولية مختلفة هذه المرة ؟ .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا نفقد الامل
نينا سالم ( 2010 / 4 / 18 - 19:10 )
الكورد لهم الحق بالمطالبة بحماية وضمان المجتمع الدولي وللكورد رجال محنكين لايضيعون ما اكتسبوه بسهولة... التساؤل مشروع ولانظن سيدي العزيز بان المجتمع الدولي الذي ساند الكورد بامكانه التخلي عن شعب طموح محب للتحضر والمدنية والسلام


2 - ان كان هناك ما يدعو لذلك
عصام المالح ( 2010 / 4 / 19 - 12:29 )
هذه تعتمد على الكورد انفسهم ،اعني اذا استطاع الكورد بناء اقليم مبني على اساس المواطنة وحقوق الانسان ويكون القانون هو الذي يحكم الجميع وان يكون الاقليم خال من الفساد الاداري والمالي فالتاكيد سيرى الغرب في ذلك شيئا ايجابيا يستحق المحافظة عليه اما عدا عن ذلك فلا اتوقع ان يبقى الغرب يحمي اناس لا يحترمون الانسان، واعتقد ان الاوان قد ان للتخلي عن الكورد لانهم منذ 1991 لم يثبتوا للغرب بانهم جديرين بالحماية الى الابد .


3 - مستقبل الكرد
ادم عربي ( 2010 / 4 / 19 - 18:56 )
مستقبل كرد العراق مضمون السيد الكاتب
في السياسه لا يوجد اعتبارات اخلاقيه كما يقولون السياسه رمال متحركه
لكن كما قلت وضع كردستان العراق مختلف فهو بلد غني جدا بالنفط
لقد تبئت في تعليق سابق عن كرد العراق ربما يصبحون دوله قويه في المطقه ربما مثل اسرائيل
فلا تقلقي سيدتي الكاتبه مع تمنياتي للكرد بمستقبل زاهر

اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-