الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الانتخابات ولماذا فيزيون مونتريال - هاريل ؟

نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)

2010 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


سوف أمنع نفسي،بصعوبة ، عـن الحديث عن أهمية الانتخابات وصناديق الاقتراع في بلد مثل كندا لايتحدث، سياسيا ً، إلا لغة الانتخابات. إلا أني سأكتب عن جزء ٍ ضئيل للغاية مما دار وراء الكواليس أثناء حملة الانتخابات البلدية التي دارت مؤخرا ً في مونتريال والتي انتهت بفوز السيد ترامبليه وحزب أونيون مونتريال على معارضيه وعلى رأسهم السيدة لويز هاريل وحزب فيزيون مونتريال.
لقد التقيت مع بعض أعضاء حزب فيزيون مونتريال على فنجان قهوة في يوم من أيام خريف عام الـ 2009 المنصرم . الهدف من اللقاء كان الحديث عـن دعوتي للترشح للانتخابات البلدية المونتريالية، مُمَثـِـلا ً لحزب فيزيون مونتريال برئاســـة السيدة لويز هاريل. لاأنكر هنا أني، كما الكثير من أبناء الشرق الأدنى المعذب، مشوه ٌ فكريا ً اتجاه فكرة الانتخابات وتواليها... لابل حتى مدى جدواها وفعاليتها مما جعلني أحضر اللقاء ميالا ً،ومنذ بدايته، لفكرة الرفض أكثر من الموافقة. إلا أن طريقة طرح الموضوع أثارتني واستفزتني للغاية مما جعلني أتخذ القرار بالإيجاب وخوض غمار المعركة الانتخابية. النقطة التي حسمت الموقف كانت أن أحد مسؤولي الحزب نوه إلى أن الجالية العربية موجودة وبقوة على الصعيد العلمي وأنها أعطت لهذا البلد الكثير من الباحثين ورجال العلم والأطباء والمهندســـين المبرزين والمعروفين عالميا ً. كما أن هذه الجالية موجودة وبشدة على الصعيد الاقتصادي. وقد يفاجأ المرء بكثرة رؤوس الأموال والمشاريع الناجحة للغاية إقتصاديا ً والتي أصحابها كنديين من أصول عربية. إلا أنها غائبة كليا ً عـلى الصعيد السياسي كونها عقيمة أو شبه عقيمة وبعيدة للغاية حتى عـن فكرة الانتخاب وممارســـة حقوقها المشروعة في التعبير عن حاجاتها وأولوياتها. ولاأدل على ذلك من الموقف السلبي لهذه الجالية المشتتة مما فعله ويفعله السيد وزير الهجرة الفيدرالي جيسون كيني بــدء ً من منع المفكر العالمي وعضو البرلمان الإنكليزي جورج غالاوي من الدخول للأراضي الكنديـــة للحديث عن عدالة القضية الفلسطينية وتكرار نفس هذه الممارســـة مع السيد مصطفى البرغوثي وصولا ً إلى منع الجمعيات السلمية الكندية الداعمة للقضية الفلسطينية من ممارسة أعمالها بحجة معاداة السامية (؟!) وكل ذلك دون خشية من ردة ِ أو ردود ِ الفعل الانتخابية العربية. ولسنا هنا في معرض الحديث عن أسباب ذلك فهذا حديث طويل ذو شجون!
هذا ماكان على صعيد قرار الدخول في العملية الانتخابية. أما عن لماذا فيزيون مونتريال ولماذا لويز هاريل... فقد كان القرار أسهل بكثير. كان سهلا ً بالنسبة لي، على الأقل، لأن هذا الحزب يتمتع برؤية واضحة المعالم وبرنامج دقيق التفاصيل عما يجب أن تكون عليه مدينـة مونتريال متعددة الأعراق. برنامج ٌ يضع في أولوياتــــه الشفافية وتمكين المواطن من وضع اليد على وسائل محاسبـــة من يبدد أموال الضرائب البلدية ويصرفها دون وجه حق هنا وهناك. حزبُ ٌ ترأســــه سيدة معروفة بنظافـــة اليد والممارســــة منذ أن دخلت معترك الحياة السياسية في العام 1968 كنائبة رئيس إتحاد الطلاب في الكيبيك وقيادتها لحركــة الإضرابات الطلابية إلى جانب جيل دوسيب و كلود شارون. سيدة تسلمت العديد من الوزارات والمسؤوليات على صعيد مقاطعة الكيبيك مما يضمن لها مصداقية الخبرة والمعرفة بمجريات وخلفيات الأحداث. من هذه المسؤوليات والمهام الجسام التي تسلمتها السيدة هاريل وقامت بها دون وصمة عار أو شبهة من سوء الأمانـــة أذكر مسؤولية رئاســـة المجلس الوطني لمقاطعة الكيبيك في العام 2002. السيدة هاريل عارفـــة بأدق تفاصيل هموم الجالية الكندية من أصول عربية مغاربية أو مشارقية. ويسهل فهم هذا الأمر بعد أن نعرف أنها متزوجة من فلسطيني ناشط في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن وجود وحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه وأنها ترطن باللغة العربية إضافـــة لكونها من المعجبين بشدة بالملكة زنوبيا التدمريـــة السورية وماترمز إليه هذه الملكة من رفض ٍ للتبعية وإصرار على الاستقلال وحرية القرار.
من خطاب حزب فيزيون مونتريال لجمهور المواطنين الكنديين من أصول عربية أنه وعد برســـم برنامج عمل محدد الخطوات يهتم بالتنوع العرقي ومكتب خاص لمتابعة أعمال هذا البرنامج. من أهداف هذا المكتب متابعة إشكالات المساواة في الحصول على فرص العمل بين أفراد الجاليات المهاجرة وتحديد الوسائل اللازمة لتحقيق العدالة على هذا الصعيد الهام مما يضمن الأمن الاجتماعي لمدينة مونتريال. وقد كان من الخطوات الهامة المزمع إجرائها بالتعاون مع الحكومة الكيبيكوازيـــة هو متابعـــة نسب التعيين في الشركات الكائنة على جزيرة مونتريال والسماح لها بالتعرف على الإمكانات الهائلة لقوة العمل المهاجرة على كافة الأصعدة بهدف الاستفادة منها وتوظيفها بالشكل الأمثل. كان برنامج فيزيون مونتريال – هاريل مشبعا ً بالمشاريع الثقافية التي تسمح للمواطن المونتريالي بالتعرف على جمال وحضارة الفضاءات الفكرية التي ينتمي لها هذا المهاجر أو ذاك. تقول السيدة هاريل : "إن التنوع الثقافي ثروة عظيمة الشأن، وعلى كافـــة الأصعدة، بالنسبة لمونتريال والكيبيك. ويتوجب على الكيبيك بأسره أن يوثق علاقاته وفهمه لتجربة مونتريال كي يستخلص منها الدروس والعبر... ولقد عقد حزب فيزيون مونتريال العزم على العمل بكل قواه في هذا الاتجاه".
أعتقد، صادقا ً، أننا ككندين مهاجرين من أصول عربية قد خسرنا الكثير جراء هزيمة حزب فيزيون مونتريال وإبقاء الواقع البلدي على حاله على الرغم من عشرات المؤشرات التي تدل على الفساد الإداري والمالي.
ترى هل سيبقى الحال كما هو في الانتخابات البلدية القادمـــة؟ وهــل سنخسر مرة أخرى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم