الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدوات الاستبداد

حسين علي الحمداني

2010 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تعد الشمولية أسوأ المنتجات التي انفرد بها القرن العشرون. ومأساة الشمولية هي في تعويلها على القوّة والعنف لتثبيت أركانها في الحكم. و لقد نجح الغرب في تصفية أنظمته الشمولية بدون خسائر كما حصل في ((ألمانيا الشرقية سابقا)) ورومانيا وحتى ما كان يعرف بـ ( الاتحاد السوفيتي) ، بينما شهدت بداية القرن الحالي سقوط طالبان في أفغانستان والدكتاتورية في العراق وبسقوطهما وجدنا تعاظم الحركات الإسلامية المتطرفة واستخدامها العنف الذي من خلاله تسحق الأبرياء أكثر مما تسحق المذنبين وأنها تضحي دائما بإنسان الحاضر أملا وتوجها نحو تحقيق مستقبل أفضل، لأنها في الواقع لا تمتلك الأدوات المعرفية لتحقيق هذا المستقبل الذي تراه في الماضي و( الماضي) هو ركن من أركان النظم الشمولية التي تستند إليه دائما بل وتستمد بعض قوتها منه في خيلاء تتغنى بأمجاد الماضي وحضارته دون ان تفكر بما ستقدمه للحاضر والمستقبل , ونحن في العراق عانينا من أدوات العنف التي كان يستخدمها النظام في تثبيت أركانه وهذه الأدوات معروفة للجميع وفي مقدمتها قيادات الحزب وأجهزة المخابرات والاستخبارات و الفدائيون وكل هؤلاء بعد سقوط نظامهم اتخذوا من الدين واجهة لإيذاء الشعب العراقي والدولة العراقية الجديدة, وهذه الأجهزة القمعية التي يعرف القاصي والداني جرائمها الوحشية بحق الشعب كان بناؤها الثقافي قائماً على مبدأ (( الجميع أعداء)) ومترسخة في أذهانهم ( نظرية المؤامرة ) يضاف إلى ذلك إن هذه الثقافة مبنية على التفكير في الماضي دون التطلع للحاضر والمستقبل وهذه ولّدت التعصّب والكراهية والإرهاب ونفي الشريك ومصادرة رأي الآخرين , وهذه الثقافة لم تضعها مدارس دينية أو مفكرين ومصلحين بقدر ما هي نتيجة تراكمية لمجموعة أخطاء لم تعالج ولم يتم التصدي لها فأصبحت نمطاً وسلوكاً ثابتاً ، لهذا نجد إن خطابها حتى حين كانت في قمة السلطة هو في الواقع يتسم بالجمود الفكري والعقائديّ الذي كرّسته المنظومات التربوية والسلوكية على مدى عقود طويلة لدرجة لم يكن هنالك ثبات في الرأي في قضية معينة بل نجد إن الكثير من القرارات تتخذ بسرعة وفردية دون دراسة وتمحص وهذا ما جلب الكوارث للبلد والبلدان التي تتحكم فيها أنظمة استبدادية ، لهذا نجد إن التصدي للإرهاب وخاصة في العراق يجب أن يتخذ مسارين متوازيين , المسار الأول التصدي المباشر للإرهاب والقيام بعمليات استباقية تكون للمعلومات الاستخبارية الدقيقة دورا كبيرا فيها , وإنشاء محاكم خاصة لقضايا الإرهاب تتسم بالفعالية والسرعة والمهنية حيث إننا وجدنا إن نسبة كبيرة جدا من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم إرهابية قد شملوا بقانون العفو وأطلق سراحهم وعادوا يمارسون ذات الجرائم بل وبعضهم أخذ يجند الآخرين لأنه أمن العقوبة من جهة ومن جهة ثانية لم يجد من ينبهه على ما ارتكبه من أخطاء ويشخص له ذلك وهذه الحالة ليست في العراق وحده بل حتى بعض الذين عادوا من غوانتنامو في الكثير من الدول العربية عادوا لممارسة العنف من جديد , المسار الثاني وهو الأهم لكونه يقضي نهائيا على ثقافة التطرف والإرهاب ويتمثل بالتصدي لهذه الثقافة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة , ومنع تداول الكتب التي يعج بها الشارع العراقي التي تحرض على ذلك فتكفر هذه الفئة وتستبيح دم الفئة الأخرى وتحجز للمجرمين مقاعد في الجنة . والتصدي الثقافي هذا يتطلب منا أن نؤسس لمشروع فكري في كل مدينة عراقية ونهيئ مقومات نجاحه ويتمثل في جزء منه امتصاص البطالة في وسط الشباب وتهيئة فرص عمل مناسبة لهم من جهة ومن جهة ثانية دعم لغة الحوار السلمي كسبيل للمعرفة أولا ولغة تخاطب بين الفرقاء ثانيا بدل التهديد والوعيد والتفجير والتفخيخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله