الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان الزَحف ..!!

جاسم محمد الحافظ

2010 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في غَمرةِ أَحتفالات العراقيين أبان ثورة 14 تموز الوطنية 1958م بشر الزعيم عبد الكريم قاسم جميع الراسبين في الأَمتحانات الدراسيةِ بأَلغاء تلك النتيجةِ وأُعتبارهم ناجحين " بالزحف " , ومنذو ذلك الحين دأب العراقيون على التهكم على كل شخصٍ يشغل درجة وظيفية أوموقعاً قيادياَ دون أَستحقاقٍ أو فشلَ في أَختصاصهِ , بنعتهِ " ناجح بالزحف " , ومن المفارقات أن أكثر أعداء الثورة وقتها من اللذين أَستغلوا هذا القرار – العاطفي والمرتجل – كذريعةٍ للمبالغةِ في التهجم على عبد الكريم قاسم ,هم اللذين فازوا الآن بعضوية البرلمان القادم بواسطةِ الزحف .
أَن برلمان الزحف هذا جاء نتيجةً طبيعية لقانون الأَنتخابات الذي سنه برلمان الغفلة – صار أعضائه في غفلةٍ من هذا الزمن الردئ - , رغم ألأعتراض عليه من لدن كل القوى الوطنية المعنية ببناء الديمقراطية وتطويرها في البلاد , وهي العارفة بفراستها المستمدةِ من تجربتها النضالية الطويلة بطبيعة منافسيها وألاعيبهم ( ألله لا يثرد لك ويه مومن) والمدركين بأن صراعهم شبيهاً بذاك الذي دار بين الشيخ علي المتعلم والشيخ دبس الأُمي , للتحكم في شؤون قرية نائية في جنوب العراق , يوم طلب الشيخ دبس تمهيداً لأَبعاد الشيخ علي من القرية ,بأن يكتب كل منهما كلمة حية (أفعى) وسيفصل بينهما رواد المضيف من الفلاحين الأُميين , فرسم الشخ دبس حيةً رشيقةً بلسانها وعينيها وذيلها الطويل , في حين كتب الشيخ علي كلمة حية , فضحك الجهلة من حية الشيخ علي وطالبوه بمغادرة القرية , التي ضن أنه سيكون فقيهها * . في مثل أجواء تلك القرية تشكل برلمان الزحف هذا , والمثير للسخرية أن أحد الزاحفين فقد كياسته وتجهم عندما أَستفسر منه صحفي عن صحة منحه مقعداً تعويضياً وأجابه ممتعضاً , هذا شأن خاص لا يجوز الحديث فيه هنا , ناسياً أنه يعمل في شأنٍ عام يمس حياة ومستقبل الملايين من تعساء الحظ والبائسين , اللذين تتعاقبُ عليهم أشباه الرجال منذو ؤدِ ثورة الفقراء , ثورة 14 تموز وأسقاط مشروعها التحرري والتنموي ,
أنني أعتقد أن برلمان الزحف هذا سيخلط الأوراق كلها ويعقد أعادة ترتيبها , لصالح بناء دولة المساواة والعدالة الأجتماعية , وسيكون مصدراً للازمات السياسية والأَقتصادية وستسود في ظله التوترات الأجتماعية والتدخلات الأجنبية , وسيضع التجربة الديمقراطية في مهب الرياح الصفراء القادمة من شرق البلاد أو غربها , أَن لم يكن الشعب معبأً للدفاع عن مصالحه تحت قيادة شعبية جرئة ومتمرسة في الكفاح ضد الاستبداد , وسيكون تشكيل أوسع جبهة ديمقراطية للأحزاب التقدمية والديمقراطية والنقابات المهنية الحرة صمام أمان لصيانة مكاسب شعبنا ورداً صحيحاً على سارقي قوت الشعب والعابثين في مستقبله ,
--------------------------------------------------------------

* مجداً للشهيد شمران الياسري , أبو كاطع , سارد تلك الحكاية , يوم كان أشجعنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يتجه لرفع سعة ميناء طنجة المتوسطي إلى 9 ملايين حاوية


.. أبرز الإجراءات التصعيدية الإسرائيلية ردا على إعلان دول تأييد




.. هل تتغير سياسات إيران في المنطقة والمفاوضات النووية بعد وفاة


.. مسؤول مصري: إسرائيل أفشلت المفاوضات والصمت الأمريكي يهدد مصا




.. ناشطة تحتج على حضور نانسي بيلوسي حفل هارفارد