الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى رفيقي محمد بركة إبقَ في حيفا

باسم الخندقجي

2010 / 4 / 19
القضية الفلسطينية


قام الرفيق محمد بركة أمين عام الجبهة الوطنية في 48 عضو الكنسيت الإسرائيلي في زيارة الأسير باسم الخندقجي في سجن جلبوع
مما دعا الأسير باسم إلى القيام بكتابة هذا المقال المؤثر ...

الى رفيقي محمد بركة
إبقَ في حيفا


على حين حرية حلت ضيفةً عليّ زرتني وجئت ليّ بسموْ أميل حبيبي وحزن توفيق زيْاد مرتدياً كرملاً بأكمله .. في البدأ لم أصدق أن رجلاً من رائحة رفاق وعظماء خالدين قد سافرَ إلى الغربة الحديدية كي يلتقيني في زيارة حميمة ليمنحني المزيد من الدفئ والصمود والتحدي فكم كنت أنت رائعاً يا رفيقي .. وكم كنت أنا مرتبكاً في حضرة بُحة صوتك وكلماتك الفلسطينية المزدانة بالطهر الثوري والإنتماء الخالص .
كان أللقاء الأول والأجمل في وقت صيادٍ محترف يتسلى بإصطياد بني وطني ويرميهم في شباكه وكمائنه ويتخبطوا ويرتجفوا ويموتوا ولا يموتوا .
جئت لتأكد في شجرة الإنتماء والصمود ولتقول لي إن ما يجري الأن هوغبار تطفل على عنفوان طفلنا الفلسطيني سيزول هو وأثاره بسرعة ..
وفي غرفة الزيارة سألتك اسئلة كثيرة وكأنني الطفل الباحث عن إجابات طفولته الملحة في حضرة أبيه واجبتني أنت بالشفاء والسكينة كما الأب يسرد لطفله حكاية "الشاطر حسن" قبل النوم ولكنني لم أنم بل حلمت وحلمت رغم المغامرات والكوابيس في الدهاليز المظلة وقلت لك : باقٍ في حيفا أنت مثل أميل حببيبي في وجه العنجهية والقضم والخطر والتهويد والعنصرية .. في قصيدة توفيق زيْاد باقٍ .. وقلت لك أيضاً نحن نؤمن بك .. فقلت لي:لا تؤمن بي .. بل ثق بي ذلك أفضل في زمن الردة والكفر .. فرددت عليك : لا بل أنا أؤمن بك وأصر على ذلك فكرة سامية كرملية عنقاء .. أؤمن بك يا رفيقي فتقدم .. طوبي لك وللحزن وللتحدي في عينيك .. وفي زيارتك المسروقة من دولة الغربة الحديدية أطمأنتني أكثر على مصير الفلسطيني الصامد على الساحل الكنعاني وقلت لي : لم يقتلعوني من هنا فإما الموت أو أتي إليكم لأستمد الأمل منكم ولا حلُ وسطي لقضية لا تحتمل الإحتمالات ولا الإلتباسات والدواوين الجهوية الحريرية في إصقاع الأرض المحتلة .. فقلت لك : لا تأتي إلينا ولا تمت فنحن قد نحلم ولكننا نموت في اللحظة الواحدة ألف مرة بالرغم من البطولة والصمود إلا أن دمع الأم غالٍ والبعد القسري عن الواقع المواجهه مأساوي ومفجع يا رفيقي .. فإبقَ في حيفا ومارس السموْ البهي وإتبع اُثر فراشاتك وأعلو أكثر .. أكثر من كرملٍ .. ولا مس و جنةَ جليلك إذ هي سقف السماء الأخير وفي لحظة اللقاء الإخيرة حلّ علينا الفراق المؤقت فقلت لي : الأن أذهب فأصمد .. فقلت لك أنت الأن تعود إلى البلاد وإلى قدسِ الساحل حيفا وأنا إلى مزاولة مزيدٍ من الإنتظار المفعم بالأمل أعود..
فإلى أن نلتقي لك مني البقاء على قيد الوطن ولي منك المزيد من الصمود والتقدم ..





باسم الخندقجي
سجن جلبوع المركزي — فلسطين المحتلة
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
عنوان سجن باسم
الاسير باسم محمد صالح اديب الخندقجي
اسرائيل بيسان _ جبال جلبوع _ سجن جلبوع المركزي _ قسم 5 _ غرفة رقم 4
ص_ب : 10900








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذا ناشيونال: حماس تواجه ضغوطا متزايدة وتخطط لمغادرة قطر والا


.. وزير الدفاع الأميركي يدعو حماس لقبول وقف إطلاق النار




.. الأمن الأردني يواصل التحقيقات بعد اكتشاف مخابئ لمواد متفجرة


.. موسكو تعلق على مذكرة الجنائية الدولية بحق وزير الدفاع السابق




.. اقتحام البرلمان الكيني في العاصمة نيروبي رفضا لمشروع قانون ب