الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا فقد الشباب بسقوط النظام الأشتراكي

زهير قوطرش

2010 / 4 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


.

في ندوة تلفزيونية جمعت مجموعة من الشباب وأطباء نفسانيين وأخصائيين اجتماعين إلى جانب عدد من رجال الأعلام في جمهورية سلوفاكيا ,تشيكوسلوفاكيا سابقاً ,وذلك لمناقشة ظاهرة الإدمان على المخدرات والكحول التي بدأت تشكل مشكلة اجتماعية كبيرة بعد سقوط النظام الاشتراكي, وحدوث ما يسمى بالتحولات الديمقراطية, و انتشار هذه الظاهرة خاصة في جيل الشباب ,ويُقصدُ بجيل الشباب هم الذين بلغوا سن الثامنة عشر إلى سن الثلاثين من العمر ,لكن المشاركين أكدوا على أن سن الإدمان قد انخفض في السنوات الأخيرة ليصل إلى سن الرابعة عشر أو أقل .... وحسب الأخصائيين في هذا المجال أن هذا المؤشر يعتبر كارثة كبيرة ,يجب العمل على دراستها ووضع الحلول السريعة لها.
من خلال النقاشات التلفزيونية أكد المشاركون على أن سقوط النظام الاشتراكي ,وتحول المجتمع السريع إلى نظام السوق ,وضع البنية الأساسية للمجتمع أي الأسرة أمام تحديات جديدة ,فنظام السوق سلب من العائلة رسالتها السامية في تربية الأولاد ,ومن الدولة معظم برامجها التربوية والتثقيفية ...وصار الأب والأم يعيشان تحت ضغط ووطأة النظام الجديد الاستغلالية , وللمحافظة على البقاء في العمل ,فُرضت عليهم تضحيات على حساب الأولاد والأسرة ,بحيث صارت ساعات العمل تصل إلى اثني عشرة ساعة يومياً ...وإذا أضفنا ساعات التسوق وتأمين الحاجيات ,هذا يعني أن الأسرة بالكاد تستطيع تكريس وقتاً إضافياً من أجل الاجتماع واللقاء بين أفرادها لبحث مشاكلهم التي أصبحت مسؤولية الأسرة فقط ,بينما في النظام الاشتراكي كانت المسئولية مشتركة بين الدولة والأسرة ,وازداد الأمر سوءاً خاصة بعد تخلي الدولة الديمقراطية عن تأمين متطلبات الشباب والأطفال الرياضية والثقافية....والأمر الأخطر في حياة الأسرة أن أغلب الشركات الأجنبية التي دخلت إلى أسواق دول المعسكر الاشتراكي السابق سلبت من مواطني هذه الدول حقهم في تحديد ساعات العمل وليت الأمر وقف عند هذا الحد ,لكنها فرضت عليهم العمل ولساعات طويلة حتى في أيام العطل الأسبوعية والأعياد ,وخاصة بعض الشركات التجارية مثل السوبر ماركة ,(الشركات الأجنبية العملاقة التي انتشرت بشكل سرطاني في هذه الدول ) ضاربة بعرض الحائط بكل القيم الإنسانية التي حصلت عليها هذه الشعوب بنضالها الطويل.
ما لفت انتباهي من خلال المناقشات ,رأي جيل الشباب الذين فعلاً عبروا بشفافية مطلقة عن قلقهم أيضاً لانتشار هذه الظاهرة ,والتي ربطوها أيضاً بانتشار مافيات المخدرات الذين لا هم لهم سوى الربح السريع من خلال تعويد الشباب وحتى الأطفال على استعمال المخدرات, وذلك من خلال تشكيل عصابات منظمة انتشرت في المدارس الابتدائية والثانوية وحتى بين رجال الأعمال.وركز الشباب في هذه الندوة على أن الشباب والأطفال هم ضحية هذه التحولات الديمقراطية الغير مدروسة ,فالطفل والشاب اللذان فقدا حنان ودفئ الأسرة من جهة ,فقدوا أيضاً عناية الدولة والمجتمع من جهة أخرى ,حيث أصبحت الملاعب والصالات الرياضية والنشاطات الثقافية خاضعة لنظام السوق ...أي بمعنى أدق (أدفع ..تحصل) .وإذا أخذنا مستوى الحياة المعيشية مقارنة مع الأجور ,نجد أن سبعين بالمائة من أفراد الشعب بالكاد يستطيعون تأمين حاجاتهم الأساسية فكيف بهم تأمين متطلبات الأطفال والشباب الرياضية والثقافية ,والتي أصبحت صعبة المنال لأبناء الفقراء والعاطلين عن العمل وذوي الدخول المحدودة ,لهذا أصبحت النوادي الرياضية والثقافية حكراً على فئات طفيلية أو طبقة برجوازية اغتنت من سرقة ما أنجز في عهد النظام الاشتراكي , وصار بإمكانها وعلى حساب هذه الشريحة الفقيرة نسبياً بالمقارنة مع شعوب أوربا الغربية احتكار كل هذه النشاطات لحسابها الخاص .
فهل ستناضل هذه الشعوب مرة أخرى لإعادة ما فقدوا من امتيازات في ظل النظام الاشتراكي, وخاصة الامتيازات الخاصة بالأطفال وجيل الشباب ,ولكن بمواصفات جديدة لنظام اشتراكي يكفل الحرية والعدالة لأفراد المجتمع؟؟؟؟.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي