الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق بلا قيادة

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 4 / 19
كتابات ساخرة


اثأر انتباهي عنوان احد الكتب السياسية المهمة للباحث الإسلامي عادل رؤوف ، وكان عنوانه المثير للانتباه ( عراق بلا قيادة ) قراءة في أزمة القيادة الإسلامية الشيعية في العراق الحديث . -
وإذ اقتبس هذا العنوان وانأ لست بصدد عرض مضمون هذا الكتاب على أهميته ولكنني اقتبسته كونه يعبر عما أريد إن أتحدث به عن العراق بعد سبع سنوات عجاف من سقوط النظام.

هذه الأيام يستذكر الساسة وأصحاب الاختصاصات المختلفة ووسائل الإعلام وعامة الناس ما تحقق للعراقيين من مكاسب اقتصادية وديمقراطية واجتماعية منذ سقوط ما أطلقنا عليه الصنم في 9 نيسان 2003 ، فان مشاعر الناس بل الإحصاءات والأرقام الرسمية الصادرة من الجهات العراقية والمنظمات الدولية تؤشر لحقائق مرعبة تؤكد إن الكثير من الناس تنازلت عن كل الأحلام والأمنيات والرغبات في الرخاء والحرية ، وأصبحت تأمل بالحد الأدنى من الحياة الطبيعية والاستقرار المتوفر في أقصى ( الغابات الاستوائية والأفريقية ) .

إن غياب الرخاء وسد الرمق عن ملايين العراقيين تعتبر كارثة عظمى لأنهم يعيشون في أغنى بلد نفطي ، ولكنهم ضمن التصنيف العالمي يعيشون تحت خط الفقر ، ورغم إنهم أبناء حضارة عريقة إلا أنهم الآن في أدنى مستويات التخلف والجهل والبطالة والتسرب من المدارس والجامعات والإيمان بالخرافات وشرب المخدرات .

في الوقت الذي تحتضن ارض العراق كل المقدسات ، لكن شعبه يعاني من انتهاك اغلب المحرمات التي تمارسها قوى الإرهاب والمافيات التي تحتمي بالبرلمان والأحزاب ، وكأنها لا تعترف بالحكومة والقانون ، بل لا تخاف حتى من الله ، وبعض الأحزاب ترفع الشعارات الوطنية طوال العام وترددها على مدى 24 ساعة وهي أول من ينتهكها ويدنسها .

وهذا العراق بعد سبع سنوات أنفقت فيه المليارات من خزينة الشعب العراقي ومليارات أخرى من دافعي الضرائب الأمريكان والبلدان المتعددة الجنسية ، كلها عجزت عن توفير الأمن وأعمار العراق وتدفق الكهرباء ، لأنها وبصراحة ذهبت جميعها إلى جيوب المفسدين ، وهذا ليس سرا فبعضهم من كبار الشخصيات الدينية والعلمانية .

وماذا بعد من منجزاتنا خلال هذه السنوات .. ملايين من الأرامل والأيتام ، مع غياب شبه كامل للمؤسسات الخدمية والإنسانية ، وظهور الآلاف من منظمات المجتمع المدني الوهمية والشبحية والتي فاق عددها ما يوجد في واربا وأمريكا .. لكنها لم تستطع إن تزرع كلمة طيبة واحدة في عقول المجرمين والمختلسين والمنافقين ، أو تنجح بإعادة طالب واحد إلى مدرسته أو تدفع البعض من المسلحين برمي سلاحه ، بل العكس أصبح المنطق السائد الآن إن الإرهابيين حققوا ما يريدون بإرهاب الناس وإرهاب الحكومة نفسها .

فصار على المفكرين والمثقفين والصحفيين إن يستسلموا للأمر الواقع بان الحكومة والبرلمان وحتى قوات الاحتلال التي تدعي أنها جاءت لنشر الحرية والديمقراطية والرفاهية إنما هي معاضل كبرى غير قابلة للتنفيذ وإنها مجرد كلمات في مهب الريح .

ولعل اخطر ما حصدناه في هذه السنوات إننا ما زلنا نخاف من أصحاب الكروش العفنة التي سرقت أموال العراق وانشأت المليشيات والعصابات التي تحميها بالمال السحت الحرام ، وأصبحنا نحضر أكفاننا ونحن نسلط الضوء والحقيقية على أشباه الرجال من ( أبطال ) الفساد السياسي والمالي والإداري .

أيها السيدات والسادة ترى كم سنة نحتاج من الوقت لتنتصر الحرية وتتلاشى المليشيات وتنتهي ظاهرة الصحوات والمحاصصات والقضاء على الفاسدين والمارقين والمشبوهين إذناب الديناصورات الإقليمية ويعم الأمن والأمان .. والجواب هو إن هذا الزمن يتحدد في ذات الوقت الذي يعترف فيه الناس بان العراق قد وجد له قيادة ورجال دولة ينتمون للعراق وليس لامتيازات كرسي العراق ويضربون بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بالقانون سواء زيدا أو عمر ، وبدون ذلك ستضيع السنين بل قل القرون وأنت لا تبالغ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05