الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من طيار انتحاري الى نحات

سيلوس العراقي

2010 / 4 / 19
الادب والفن


من طيار انتحاري الى نحات
أحب أن أشارككم بشيئ بسيط عن رجل ياباني Kengiro Azuma اشترك في الحرب العالمية الثانية وكان قد قرر أن يكون انتحاريا، ولكن الحرب انتهت ليصبح من أكبر النحاتين في ايطاليا واليابان وغيرهما، ربما تنفع تجارب الآخرين الذين سبقونا، لكي تكون حافزاً لمن يدعون الشباب الى الموت والانتحارات التي لا طائل منها، ولمقاومات تافهة مهما كانت عناوينها، لا تخدم سوى الاغنياء من قادة المقاومات الذين يجيشون الشباب للموت ويزيدون فقر الفقراء وتعاسة أوطانهم.
سوف لن أزيد أكثر على المقال ادناه الذي أنقله بتصرف عن مجلة(اماكن اللا نهائي) – Luoghi Del’Infinito الصادرة في عام 2004 في ايطاليا.(وبالامكان الضغط على مفتاح البحث في جوجل باسم النحات لمزيد من القراءات حوله).
{كان لدي من العمر 17 سنة فقط حينما دخلت في اكاديمية الطيران الحربي للقوات البحرية اليابانية . الحافز لدخولي، كان حبي العظيم الذي أكنه لموطني اليابان. حاربت في فترة السنة والنصف الاخيرة من الحرب العالمية الثانية كطيار حربي، وفي الاشهر الاخيرة منها قررت أن أصبح طياراً انتحارياَ.
وفي الاشهر الاخيرة من الحرب بقي الجيش من دون معدات وعتاد فقد نفذت كلها بشكل كبير وبقينا طيارين وطيارت فقط . اخترت ان أموت في سبيل الهنا الامبراطور، ولو كان قدّر للحرب أن تستمر لعشرة ايام اخرى لكنت أتممت وعدي باختياري أن أموت من أجل الله (الامبراطور) واليابان ولقصفت نفسي وطيارتي في باخرة حربية اميريكية. لكن الحرب كانت قد توقفت.
عدت الى بيتي من جبهات الحرب، أعيش ، صحيح، لكن فقط من الخارج، لأني في داخلي كنت أشعرني ميتاً. لقد فقدت كل شيء وفقدت حتى ايماني. كنت اؤمن ايمانا من كل أعماقي بالوهية الامبراطور الى حد التضحية بحياتي في سبيله. اكتشفت بأن: محقني انسانُ مثلنا.
من دون الايمان، بقي جسدي لحما وعظما ودم، أما النفس فكانت قد غادرتني. شعرت بشكل مطلق بأنني فارغ.
بعد مرور أشهر مظلمة سوداء مليئة بالتعاسة في داخلي، أتتني فكرة: "جميل – قلت لي – أن أصبح فنانا".
وجدت في الفن مساحة من الهدوء والطمانينة، خاصة أني أنحدر من عائلة لديها مصاهر لصهر وصب البرونز، مهنة وإرث عائلي أباً عن جدّ ، فلطالما قامت عائلتي بصب الأجراس والتماثيل لبودا وتماثيل للحيوانات، من دون جدال فكانت عائلتي من الأشهر والأفضل في كل اليابان. وربما لهذا السبب اخترت أن أكون مثالاً للتماثيل.
في عمر ال 24 سنة سجلت في كلية الفنون في طوكيو وأكملت دراستي في أربع سنوات في عام 1956. وفي نفس السنة حزت على بورصا للدراسة في ايطاليا، وذهبت الى (بريرا- ايطاليا)، وكنت مغرماً باعمال النحت للنحات الايطالي مارينو ماريني، الذي أصبحت فيما بعد مساعداً له لمدة 40 عاماً، لغاية موته.
رغبت أن أكون نحاتاً – مثّالاً - لكي أملأ بالعمل والبحث الفني الفراغ الذي كان قد تولّد في داخلي واعماقي. وبانجازي عملاً بعد عمل ، فهمت بان الجزء غير المنظور في كياننا وجسدنا ليس بأقل أهمية من ذاك الذي هو منظور.
وفي هذه السنوات الخمسين من العمل، حاولت وجهدت باستخدامي المادة ، لتحويل ما هو مهم فينا وفي داخلنا - وفي داخل كل هذا الكون- ليكون منظورا ومحسوساُ في هذه المادة}.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان القدير دريد لحام يوضح آراء ومواقف شخصية ارتبطت بمسيرت


.. نزاع في الوسط الفني بين مؤلفين بسبب -سفاح التجمع-




.. -داخل ملعب كرة-.. فيديو للفنان محيي إسماعيل باستخدام ماكينة


.. صانع المحتوى أحمد النشيط يتوقع حصول أفلام مصنوعة بالذكاء الا




.. أهمية الذكاء الاصطناعي وخاصية الـAI في السينما والدراما