الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوا مهزلة مسلسل -محاكمة العصر-

عدنان فارس

2010 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



ماكان ينبغي لمحاكمة صدام حسين ان تطول لأكثر من دقائق حيث المهمة الاساسية التي كان على المحكمة انجازها هي مسألة التأكد من شخصية صدام على انه صدام حسين وفور التأكد من ذلك يصدر القاضي الحكمَ باعدامه حكماً غير قابل للاستئناف انما للتنفيذ فوراً.
المعروف ان المحاكمات تعقد للناس المتهمين والمشكوك بأنهم قد ارتكبوا الجرم موضوع الاتهام وفق ميدأ (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) ولكن صدام حسين ليس متهماً حيث ان الملايين من البشر في العراق وفي المنطقة وفي مختلف انحاء العالم يشهدون بأن صدام حسين مجرم وليس متهم والمطلوب فقط التحقق من هويته كما حدث مع موسوليني وتشاوتشيسكو.. اذن لماذا تم تبذير عشرات الملايين من الدولارات من اموال الشعب العراقي وعلى مدى ثلاث سنوات وفي مسلسل بائس اسمه (محاكمة العصر)؟
لقد اصبح واضحاً كل الوضوح ومنذ الايام الاولى من "محاكمة العصر" ان القصد من الإطالة المتعمّدة في محاكمة المجرم صدام هي : إعلاء كلمة الطائفية وتبرير التسلط الطائفي الميليشياوي وإلهاء الشعب العراقي وتحويل انظاره عمّا كان يجب ان تقوم به السلطات الثلاثة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) في انجاز المهمات الاساسية التي تخص استتباب الأمن واعادة بناء الدولة واعمار البلد ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات. لقد عانى الشعب العراقي الأمرّين طوال سنوات "محاكمة العصر" الثلاثة حيث القتل العشوائي وعلى الهوية وحتى على الاسم الشخصي واسم المنطقة والتهجير والتشريد داخل وخارج العراق وتفجير الأماكن الدينية الخاصة بطوائف معينة.
ان مانشاهده هذه الايام من مسلسلات متداخلة وباخراج مُفتعل وسيء للغاية تنتجها "المحكمة الجنائية العراقية العليا" انما هو ضحك على ذقون العراقيين الذين دفعوا الثمن باهضاً ومباشرة جرّاء جرام صدام حسين ونظامه مثل الكورد والكورد الفيلية والشيوعيين وحتى بعض البعثيين الذين عارضوا جور وطغيان صدام..
من أبرز مسلسلات المحكمة الجنائية العراقية العليا الجاري عرضها هذه الايام على قناة الفضائية العراقية هو مسلسل (محاكمة تصفية الاحزاب الدينية) والمضحك في هذا المسلسل ان القاضي كلما يوجه السؤال الى المشتكين: هل كان الشهيد عضواً في حزب ديني رفع السلاح بوجه النظام السابق؟ يأتي الجواب : كلا (!!؟؟).. ان هذا السؤال والاجابة عليه يكشفان زيف تسمية "محاكمة تصفية الاحزاب الدينية" اذن القصد من وراء التسمية (محاكمة تصفية الاحزاب الدينية) هو قصد سياسي من شأنه تسويق نهج تسييس الدين واقناع العراقيين بأن الذي اسقط صدام هو عداؤه للدين وطبعاً ليس الدين الاسلامي حيث صدام كان مسلماً وهو "إمام الحملة الايمانية" اذن المقصود هو دين الطائفة المعينة وان رجال دين هذه الطائفة هم الأولى بخلافة صدام في حكم وامتلاك العراق ومواصلة حملة صدام الايمانية.
ماذا يعني ان قناة الفضائية العراقية، بين الفينة والاخرى، تعرض علينا حفلات "تكريم ذوي الشهداء" من طائفة بعينها ومن مناطقَ بعينها بل وحتى من عوائل معينة؟
من خلال مسلسل "محاكمة العصر" وعلى غفلة من القضاء العراقي تمّ توفير الفرصة لصدام حسين وعن طريق لقاءاته بمحاميه ان يتواصل مع عصابات وفصائل الارهاب والجريمة امثال القاعدة وهيئة علماء الضاري.. المشكلة الآن ورغم نفاذ حكم الشعب بالمجرم صدام نرى ان التواصل بين ازلام صدام والارهابيين مازالَ مستمراً وبطرق عديدة ومتنوعة توفرها مسلسلات "محاكمة العصر"!!
لم يرَ العراقيون على فضائية العراقية ولا محاكمة ارهابي واحد، وهم كُثرُ، منذ ان تأسس الارهاب في العراق بعد سقوط نظام صدام وبعثه ولحد الآن.. لماذا وما القصد من تحزيب وسائل اعلام الدولة وتحزيب القضاء وتسييس الدين؟
اذا كانت المحاكمات تُعقد لمعاقبة المجرمين وفق اصول القضاء العادل فان هذه العدالة تبقى ناقصة دون تنفيذ الاجراءات اللازمة التي تعيد الحقوق المسلوبة الى اهلها.. ماقيمة ان المجرم يُعاقَب والحق يبقى مسلوباً؟ الذي يلمسه العراقيون وعلى مدى سبع سنوات هو ان اعداد وانواع الحقوق المسلوبة في ازدياد.


19 ابريل 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-