الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاظم مرشد السلوم : التدخل الحكومي أسهم في تدهور السينما العراقية

مازن لطيف علي

2010 / 4 / 20
الادب والفن


يرى الناقد السينمائي والإعلامي كاظم مرشد السلوم ان الفترة الذهبية للسينما العراقية هي فترة الخمسينيات والستينيات وامتدت الى منتصف السبعينيات من القرن المنصرم حيث شهدت تلك الفترة انتاج افلام عراقية مهمة مازالت تعتبر من افضل الافلام التي انتجت خلال عمر السينما العراقية، وكذلك كون هذه الفترة شهدت توسعاً في بناء العديد من دور العرض، وساهمت الى حد ما بنشر الوعي الثقافي بين الناس، فكان ان بدأت العوائل العراقية تذهب الى دور السينما وكذلك الفتيات كن يذهبن بشكل منفرد الى صالات العرض، كان لنا مع السلوم هذا الحوار عن واقع السينما العراقية:
يقال ان السينما العراقية تعتبر من أهم سينمات الوطن العربي، حيث كانت تحتل المرتبة الرابعة في اقدم صناعة سينمائية بعد المصرية والسورية والتونسية.. برأيك لماذا تراجع العراق في وقت حققت الدول الاخرى نقلة نوعية في عالم السينما؟
اعتقد ان هذا القول مبالغ فيه نظرا لعدد الافلام التي انتجتها السينما العراقية مقارنة بباقي سينمات الدول العربية خصوصا المصرية والتونسية والجزائرية وحتى السورية، فنحن حتى الان لم نتخط حاجز المئة فيلم وهذا رقم صغير جدا قياسا باكثر من 60 عاما هو عمر السينما العراقية ،نعم السينما العراقية كانت تعد من أقدم السينمات في الوطن العربي، ولكن العبرة بالاستمرار والنتاج الكمي والنوعي والذي ينتج عنه تراكم خبرة لجميع العاملين في حقل السينما، لذلك فانت تلاحظ ان معظم ممثلينا هم ممثلو مسرح بالدرجة الاولى نتيجة التطور الكبير في المسرح العراقي الذي حرص العاملون فيه على ديمومته واستمراره، ونحن نفتقد الى فنيين يعملون في حقل السينما والمتبقي منهم هم قلة يعانون الاهمال وسوء الاوضاع المعيشية، والبعض الاخر هاجر خارج العراق نتيجة لعدة اسباب. واسباب تراجع السينما العراقية عديدة لعل في مقدمتها تدخل الدولة في انتاج الافلام خصوصا بعد تاسيس مصلحة السينما والمسرح وجعل السينما تصب في خدمة ( الحزب والثورة ) فكان ان انتجت العديد من الافلام السيئة التي لم تنجح تجاريا، وكما معروف فان السينما صناعة تخضع لحسابات السوق والربح والخسارة لذلك فقد القطاع الخاص فرصته بالنهوض بالسينما العراقية وهو الرائد في نشوئها وتطورها، فعلى سبيل المثال لا الحصر ففيلم مثل فيلم القادسية انفقت عليه معظم ميزانية دائرة السينما والمسرح لم ينجح رغم استقدام صانعيه لافضل ممثلي السينما العربية مثل عزت العلايلي والراحلة سعاد حسني وليلى طاهر وحسن الجندي بسبب توظيفه لصالح الحرب مع ايران، رغم انه يتناول معركة تاريخية ولو انجز بدون الاشارات الواضحة الى مغزى انتاجه لحقق النجاح المطلوب، كذلك فيلم الملك غازي وهو يتحدث عن شخصية وطنية ولكن اشارت الى اعتبار الكويت جزءاً من العراق قد تسبب في فشل الفيلم، كذلك فيلم مهم مثل فيلم المسألة الكبرى او تقاطع الولاءات لمحمد شكري جميل وهو يتحدث عن ثورة العشرين وعن شخصية وطنية لاغبار على وطنيتها هو الشيخ ضاري ولكن لسبب في نفس يعقوب جيرت الثورة للشيخ ضاري وتم تجاهل الناس الحقيقيين الذين قادوا الثورة وفجروها، الاسباب الاخرى تنحصر في عدم مساهمة القطاع الخاص بالانتاج وعدم تطوير البنى التحتية للانتاج السينمائي وخصوصا دور العرض التي كانت كما يقول المؤرخ جورج سادول في كتابه تاريخ السينما في العالم 71 داراً عام 1949 ايام كان تعداد نفوس العراق 5 ملايين فقط اي بتردد تذاكر من 4 الى 5 تذكرات للفرد الواحد، الان هناك خمس دور فقط في بغداد تعمل بنظام خمسة افلام ببطاقة واحدة ولا وجود لدور عرض في باقي المحافظات بعد ان كانت دور العرض موجودة حتى في الاقضية والنواحي، فالسيد حبيب الملاك لوحده كانت لديه 35 دار عرض منها واحدة في جلولاء والحبانية وغيرهما، وكنا نتوقع كسينمائيين ان يتحسن وضع السينما بشكل عام بعد 2003 ولكن الذي حصل عكس ذلك فقد تراجعت السينما العراقية بشكل كبير ولعل احد اسباب ذلك هو شيوع ذهنية التحريم وغلق الكثير من دور العرض وهجرة الكادر السينمائي بمختلف اختصاصاته الى خارج العراق. ونأمل ان يلتفت المسؤولون الى اهمية السينما كمفصل تثقيفي مهم للمجتمع وبالتالي النهوض بواقع السينما العراقية
برأيك كناقد سينمائي.. ماهي الفترة الذهبية للسينما العراقية؟
الفترة الذهبية للسينما العراقية هي فترة الخمسينيات والستينيات وامتدت الى منتصف السبعينيات من القرن المنصرم حيث شهدت تلك الفترة انتاج افلام عراقية مهمة مازالت تعتبر من افضل الافلام التي انتجت خلال عمر السينما العراقية، وكذلك كون هذه الفترة شهدت توسعاً في بناء العديد من دور العرض، وساهمت الى حد ما بنشر الوعي الثقافي بين الناس، فكان ان بدأت العوائل العراقية تذهب الى دور السينما وكذلك الفتيات كن يذهبن بشكل منفرد الى صالات العرض, وكان هناك اقبال كبير على العمل في الحقل السينمائي كممثلين او فنيين وبمختلف الاختصاصات، وشهدت تلك الفترة اشتراك المثقفين العراقيين شعراء وروائيين بالكتابة او المساهمة في كتابة سيناريوهات بعض الافلام وبذلك كانت تلك الفترة هي الاساس لنشوء وتطور السينما العراقية التي بدأت تتدهور في أواخر العقد السبعيني بسبب التدخل الحكومي الذي ذكرناه .
ما اهم فيلم عراقي انجبته السينما العراقية بتأريخها الطويل ؟
ليس من السهولة بمكان ان تحدد افضل فيلم انتجته السينما العراقية خلال عمرها الطويل ، فربما يكون هناك تجني على العديد من الافلام فيما لو تم تحديد افضل فيلم او افضل افلام ، كون كل الافلام التي انتجت هي افلام بذل فيها جهد معين يتراوح في مدى نجاحه في ايصال رسالته كفيلم وحتى الافلام التي تحدثت عنها في البداية مثل المسألة الكبرى والملك غازي هي افلام وظفت فيها عناصر اللغة السينمائية بشكل كبير، وأخرجت بشكل رائع، ولكن للتاريخ يمكن القول ان افلام مثل سعيد أفندي ، الجابي، المنعطف ، الأسوار، تعد حسب رأيي الشخصي من افضل الافلام التي انتجتها السينما العراقية.
ما تقييمك لتجربة افلام السكرين في العراق منها : ضحايا الظلام، والانفجار، والشوارع الخلفية، وحب في الزمن الصعب ؟
تجربة افلام السكرين هي أسوأ فترة مرت بها السينما العراقية حتى ان الكثير من النقاد يعتبرونها نقطة سوداء في تاريخ السينما العراقية وأنا في رأيي لااعتبرها تدخلاً ضمن نتاج السينما العراقية لان في هذا تجنياً على السينما العراقية وعلى الاسماء الكبيرة التي عملت فيها ، رغم ان العديد من الاسماء الفنية ساهمت فيها وبعض هذه الاسماء هي اسماء مهمة ولها تاريخ طويل في السينما والتلفزيون العراقي لكنها ارتضت لنفسها ان تشارك العديد من الطارئين على الفن العمل في هذه الافلام التي شهدت تدفق الغجر والتجار الذين ليست لهم علاقة بالفن والسينما وانتجت العديد من الافلام الرخيصة والهابطة والتي لم تحظ بأهتمام المشاهدين، وكذلك امتازت برداءة انتاجها كونها صورت بكاميرات فديو بدائية وعرضت في صالات العرض من الدرجة الثالثة والرابعة . واعتقد انها تجربة لن تتكرر ثانية ....
كيف ترى مستقبل السينما في العراق ؟
بعد سبع سنين من التغيير اعتقد ان الجهود يجب ان تنصب في صالح النهوض بواقع السينما العراقية كونها رافداً مهماً من روافد الثقافة العراقية ولايمكن فصلها عنها، ومثل هكذا نهوض لايتحقق بالنوايا الحسنة فقط بل يتطلب تضافر جهود عدة في سبيل تحقيق ذلك، ورغم اعتراضي على تدخل الدولة في اي مفصل من مفاصل الثقافة وكذلك الفن، كون هذا التدخل ربما يضر في عملهما، لكن الدعم المادي مطلوب في مثل هذه المرحلة وباستطاعة الدولة ممثلة بوزارة الثقافة ان تأخذ على عاتقها توفير مستلزمات النهوض بواقع السينما العراقية، واعتقد ان ما انتج من افلام بعد التغيير يؤشر الى امكانية اعادة الحياة الى السينما العراقية فأفلام مثل، احلام؛ وغير صالح لكل من محمد الدراجي وعدي رشيد وغيرهما من المخرجين هي دليل على امكانية تعافي السينما العراقية، وكذلك ضرورة اشراك القطاع الخاص في عملية الانتاج لما له من اهمية كبيرة في ذلك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري