الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميراث الغربان

ابراهيم البهرزي

2010 / 4 / 20
الادب والفن


اغاني الحصاد
ربّما كانت لن تأخذّ من البيدر اكثر َ مما ياخذ ُ الغراب :
المنجل
وهو ينحني بحدَب ٍ
على جمال ِ المذبحة ....

تلكَ الاغاني
يمكن ُ ان تكون َ مارشا ً للغُزاة
اللحن ُنفسَه ُ
الرتابة ُ نفسها
الالم ُ باصواته ِ المستعارة
لا يدلُّ على الحنجرة المنفردة

اكثرُ من الغراب ِ
ميراث َالريح ِ
تكْسُرُ الجناح َوالنعيب َ
والمحراث َ ايضا ً , بثوْره ِ او
بانسانه ِ
واكثرُ من حقوق ِ الريح ِ
جرائم َ الزؤان َ
في طمانينة ِ النَظر


في اعياد ِ العواصم ِ الملثــَمة ِ
نحنُّ الى (كورال ٍ ) من الغربان ِ ..
صَوت ٌ ُ نشازٌ
ينذرك َ بالنهْب ِ
خيْر ُ من رياح ٍ وادعة ٍ
تنهب ُ الاحساس َ بالحذر ...

كالغراب ِ الغريب
يتشّبث ُ الُمقْتلعون َ
ببحّات ِ شُؤمهم
لا اسرافيل َ ينفخ ُ في صُورِهم ْ
انهم ينْصتون َ
للشفاه ِ الوجيدة ِ التي تعزف ُ السلام َ الهمجَيَّ
اياد ٍ تضرب ُ بعضا ً بقسوة ٍ
تحيّة ً
لسقوط ِ الرأْفةِ في الحَلبة ِ ....

خلفَهُم ْ
ظلّت ْ الاناشيدُ تعْرج ُ
ليسَت ْ تعَرّج ُ
عكازة ًمن عِظام ِ الضحايا
تهش ُّ القصائد َ
عن جلجلوت ِ الرثاء ...


الغراب ُ الحكيم ُ يطرّز ُ ليل َ الحصاد ِ
بنبوءات ٍكافرة ٍ
ينصرفُ الغدُ عن امْسه ِ
كانصراف ِ السنابلٍ عن ضفائرها
ما ردَّدنا ترانيم َ الغربان ِ ,و لو صياما ً
ولا فطرْنا من ايمان ِ القمح ِ
بأذان ِ سنبلة ٍ تستجير ...


خبزي هذا
وذاك َ غرابي
الحقل ُ اين َ ؟ واين َ السماء ؟


من فرْط ِ النعيب ِ ايّها الغراب ُ
هل ستسْمو نشيدا ً وطنيا ً ؟
من فرط ِ النهب ِ ايّها البيدرُ
هل ستدّعي مَشاعيّة ً حيوانية ً ؟
من فرط التافّف ِ ايّها المُشاهد ُ
هل ستغصُّ بضحكة ٍ كاتمة ٍ للصوت ِ ؟

الغراب ُ يدورُ على صَخب ٍ حافل ٍ من نثير ِ الدم ِ البلديِّ


انتم الذينَ ضحكتم على تلاوةِ الغراب ِ
وانتم الذين اتّخذْتم غرابا ً يُصوّت ُ خلف َ الغراب
انتم الذين تكسفون َ وتكشفون َ ولا تبْصرون
انتم الذين تدسّون َ المدْية َ في هبات ِ الغُمام
انتم الذين تدسّون النغل َ في قماط ِ الشغيل
انتم الذين َ تاكلون َ اصابعكم قبْل َ بصمات ِ الانتماء
انتم الذين تاكلون َ خبز َ الاعياد ِ في مواسم ِ التعازي
انتم الذين َ تدفعون َاناملكم الى قيصريّات الدبابيرِ
انتم الذين تريدونَ ان يُنحرَ الاخرون َ لاجل العبورِ هوينى الى مرْفا ِ الدم ِ
انتم الذينَ تضعون َ الحمقى مقدّمة ً خلدونيّة ً للنجاح الساخر
انتم الذين تضربون يدَ الولد ِ الطائش ِ وهو (يتشاقى ) مع الغيوم
انتم لذن تصنعون َ العجيزة والشِعرَ من خيوط ِ الرحمن
انتم الذين تبصمونَ بالخراء اكراما ً لتقوىالعقائد ِ
انتم الذين اهنتم انفسكم بغرام ِ الدفلى
انتم
الذين لا يُلام ُ سواكم
عبثتم بما ينْبغي ان يُقدّس


انتم الذين صَعدتم الاشجار َ ثانية ً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللحن نفسه
علي جواد ( 2010 / 4 / 20 - 17:41 )
لا أسرافيل ينفخ في جهنمهم
ولا عزرائيل ينهي المسخره , ولا انكسار لهذا الصمت الازرق المبهم
تحيه لك ايها الصيق الشاعر


2 - رقيق كالعادة
أوروك ( 2010 / 4 / 20 - 18:38 )
رقيق كالعادة لكنها تلك الرقة الحادة التي تشبه شفرة سكين مسنون لم أر رقة جارحة كرقتك وما شهدت جرحا رقيقا كجرحك بوركت أيها الشاعر الشاعر وبوركت قصائدك المشتهاة كفاكهة في غير موسمها


3 - الولد الطائش الذي ( يتشاقى ) مع الغيوم
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 4 / 21 - 00:42 )
الصديق العزيز الكبير البهرزي النبيل
رائعة أُخرى
انتم الذين تضربون يد الولد الطائش وهو ( يتشاقى ) مع الغيوم
نعم يا صديقي لقد ضربونا ونحن نتشاقى مع الغيوم ، والنجوم ، والورود ، والجمبد ، والرازقي والقداح ، وزهر الرمان ، ومع البنات الحلوات ، والطيور ، ومع كل اشكال الجمال ،
هل هذه ذنوب لنضرب بسببها ؟؟؟ . لقد تعلمنا الدرس جيداً ، وصمتنا ، ومثلنا الصرامة
ولكن في قلوبنا المتعبة ، بقينا نتشاقى ، وسيأتي الزمن المناسب ، لنخرج من احزاننا ونهرب من وقار الشيخوخة لنتشاقى كالولد الطائش !!؟؟
تحياتي ايها الرائع


4 - هلهولة للطايح حظهم
الحكيم البابلي ( 2010 / 4 / 21 - 19:11 )
تحية لشاعرنا البهرزي الجميل
تقول لهم : ( أنتم الذين أهنتم أنفسكم بغرامِ الدفلى ) !! وليقرأ العميان ويسمع الطرش
وأي دفلى ؟ ، يا ليتهم إكتفوا بالغرام !! ، لكنهم تعدوه إلى العبودية في العبادة ، وهو ما نسميه في لُغة عراقنا : طيحان حظ
وجنهم ما يدرون ! ورة الدفلة تجي الِدِهلة
تحياتي

اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ