الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الحاكم في تشيلي يفشل أمام شقيقه اليمين

فنزويلا الاشتراكية

2010 / 4 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عاد رجل الأعمال سيباستيان بينيرا باليمين التشيلي إلى السلطة بعد مرور عقدين على حكم تحالف يسار الوسط منذ إنهاء النظام الديكتاتوري العسكري الذي قاده بينوتشيه. بينيرا ليس فقط اليميني الأول الذي ينتخب منذ عودة الديمقراطية بل هو أول يميني ينتخب في التشيلي منذ أكثر من نصف قرن.
لم يحسم بينيرا الانتخابات من الجولة الأولى ولكن كان بادياً من نتائجها أن اليسار أخطأ وما عاد من الممكن تدارك الخطأ الذي لا يتعلق بسياساته الداخلية حصراً بل أيضاً بسياسته الانتخابية التي مورست بثقة مطلقة وترهل في العمل مما أتاح ليميني تدعمه لحد كبير ذات النخبة التي دعمت بينوتشيه أن يعيد عقارب الساعة للوراء، أو الأصح القول، يتقدم للأمام بالسياسات النيوليبرالية التي ما كان يمكن لليسار الإصلاحي الحاكم أن يقوم بها في بلد تم فيه اجتثاث بالمعنى الحرفي لليسار الراديكالي بإبادات جماعية للشيوعيين حيث يرجح أن 80% من أعضاء وقيادات الحزب تمت تصفيتهم خلال الحقبة الاستبدادية العسكرية التي استمرت حتى نهاية الثمانينيات بعدما نجحت بإقصاء اليسار الراديكالي بالتصفيات الجسدية وأدت المهمة الموكلة لها من الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت بحسب وثائق كشفت مؤخراً بشكل كامل الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الشهيد ألليندي.
إلا أن عمليات الإبادة التي لحقت بالثوريين لم تلغِ دورهم بل أفضت إلى فراغ سياسي، بدا من خلال الانتخابات الأخيرة بشكله الأوضح، فبدايةً ومع المرحلة الأولى من الانتخابات حصل أوميناميMEO المرشح المستقل على 20% من الأصوات كاسراً بذلك الصراع المستمر والحصري بين اليمين ويسار الوسط، وإن كان هو بنفسه لا يشكل تغييراً عن يسار الوسط، ومن ثم وبحسب النيويورك تايمز فإن نسبة الشباب الذين سجلوا للمشاركة في العملية الانتخابية بين أعمار 18-29 كانت فقط 9,2% مما يعني أن أبناء "الديمقراطية الجديدة" لا يؤمون بها ولا يرون فائدة منها كما يبدو أنهم لا يعتقدون بجدواها، وعلينا أن ننتبه لأن الشباب التشيلي ليس مبتعداً عن السياسة إذ أن الكثير من الأحداث التشيلية تظهر انخراط العديد منهم حتى في أعمال عنف كتلك التي صاحبت إحياء ذكرى استشهاد الرئيس أللينيدي. فقد سقط خلالها عدة شبان في مواجهات مع الشرطة التي كانت تحمي مؤسسات النخبة المالية لمنع تعرضها لأعمال تخريب من حرق وتحطيم على يد أولئك الشبان الذين يبدوا أنهم يشكلون الفجوة في المجتمع السياسي الداخلي والباب الذي يحتاج فقط لمنظمة ثورية حقيقية لتكون مدخلهم لتغيير وجه التشيلي واستعادة دور اليسار الراديكالي الذي كان سبّاقاً بإيصال أول رئيس ماركسي بشكل انتخابي ديمقراطي للسلطة.
الرئيس المنتخب، بينيرا، وقبل تنصيبه رسمياً بدأ بالتهجم على الحكومة البوليفارية في فنزويلا بما يتعلق بإجراءاتها الاقتصادية الأخيرة التي طالت تأميم عدد من البنوك وغيرها من المرافق التي اعتبرتها الحكومة الثورية ضرورية وإستراتيجية بحيث يجب ألا تكون خاضعة لسلطة مجموعة من العائلات البرجوازية، ويبدو أن بينيرا سينضم لجوقة اليمين "المتأخر" إن أمكننا أن نصفه بهذا الشكل، فنجاحه ليس لجدارته، وإن كان قد عرف كيف يقود حملته الانتخابية بشكل جيد، إلا أنه اعتمد بشكل أساسي على فشل اليسار الإصلاحي. وسيضاف لأوريبى كولومبيا وغارسيا البيرو في التهجم على الحكومات اليسارية الراديكالية خاصةً بأساليب وعبارات لا يمكن تصور أن من يطلقها يحتل منصباً بذلك المستوى لما فيها من سطحية وسذاجة وأحياناً بلاهة كما فعل بينيرا بوعوده بملايين الوظائف الجديدة ونمو اقتصادي صاروخي من الجلي أنها وعود خرافية إلا أنها وجدت آذان صاغية للذي ارتفعت قيمة أسهم شركته الاستثمارية بمجرد انتخابه بنسبة 12% في اليوم الأول وبلغت 40% بعد ثلاثة أيام قبل أن يبيعها.
بدوره، فقد حصل الحزب الشيوعي على نسبة 6,2% من الأصوات في الجولة الأولى، وهي نسبة قليلة ولكنها مفهومة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما لحق به من تنكيل وتدمير، ولكنها أيضاً نسبة لا بأس بها بحيث يمكن الاستناد إليها في المستقبل لانطلاقة جديدة للحزب الذي من المطلوب منه حالياً أن يكون على الأقل شريكاً في انطلاقة حركة ثورية يحتاجها لا المجتمع التشيلي الذي امتنع قرابة 40% منه عن المشاركة في انتخابات غاية في الأهمية فحسب بل أيضاً شباب هذا المجتمع الذين يعانون من فقدان ما يمثلهم وما يمكن أن يمثلوه بأنفسهم برفض للمؤسسة السياسية والطغمة المالية السائدة التي تسيطر على البلاد منذ عهد الديكتاتورية التي لم تُرَد قوانينها القمعية للحركة العمالية حتى يومنا هذا، ووصول هذا اليميني الرجعي وما يعد به من خصخصة ونيوليبرالية شرسة يمثل فرصة سانحة لليسار الراديكالي ليجد لنفسه قاعدة شعبية أو لتلك القواعد والحركة العمالية لتوجد هي بنفسها يساراً راديكالياً جديداً يمكنه أن يكون قادراً مع طبقة عاملة كانت جريئة لحد أن عمال النحاس فيها أطلقوا إضرابات رغم العنف العسكري في زمن بينوتشيه والذين أطلقت نقابتهم تحذيراً من التمادي في الخصخصة مما يقدم فرصة سانحة في المرحلة المقبلة لتراكم نضالات وانخراط الجيل الشاب فيها مع ما تبقى من مناضلي اليسار الثوري لإعادة بنائه واسترداد اعتبار من قدموا آلاف الشهداء في النضال لأجل الاشتراكية والديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-