الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمثال طروادة

سميرة عباس التميمي

2010 / 4 / 20
الادب والفن


لأجلك نزعت جواريبي البيضاء
وتخليت عن شرائطي البيضاء
وعن حقائبي الطفولية
وبسمتي الطفولية
وتحررت من هوائي ومساحتي
الفسيحة
وأنطلاقاتي من قبب المساجد
والكنائس
لأسكن في مربعات حبك
وتزينت بأحسن قلائدي وأساوري
ووضعت الألوان على أظافري
ومع رنة الكؤوس
طرنا ودورنا في الأجواء الحمراء
لنحط راقصين على المربعات
الشطرنجية
وعلى إيقاعات السامبا
والتشاتشتشا


كل سبت
في تلك الزاوية
كانت تجلس هناك طاولتنا
تتنفس الصعداء بمقدمنا
وقد إحتفظت بأسمائنا
فهي دائما بانتظارنا

أسكنتني في غيوم المساء
الأزرق
وأشربتني كأسا من الكلمات
الوردية
وأزهرت براعمي في شهر
(ديسمبر)
كم إشتبكنا مع موسيقى العلب
الليلية
وأشعلنا المكان بأنفاسنا
وأحصينا المربعات الشطرنجية
بأقدامنا الراقصة

هكذا رسمت اللوحة
وأنت زينتها بالألوان الصارخة
الراقصة
كنت أظن
إنني نسمة ربيعية تسربت
من أحلام أشجار الشتاء النائمة
كشريط دانتيلا يلف قلبك
وجناحي عصفور يرفرفان
من عينيك
ففرقعت المزحة
لترش وجهي برذاذ أوهامها

وكان إعترافك جارح وقارس
بمعاني كلماته وبرودة
تلك الليلة الشتائية
لا تريد مراقصتي لأنني
أشبه بتمثال طروادي
أتنكر الجمال وأنت صانعه
أتنكر الحب وأنت من بذره
ويحك
تتلاشى مع الأبواق والصفير
ودخان الخيبات
لأبقى مع كأس فارغة
وحفنة رماد سكاير مشتعلة
بين يدي
ودموع تحترق على شفتي


في تلك الليلة (الديسمبرية)
الباردة
تتركني مع
وعود ووعود
وأحلام وأكاذيب
سماء (ديسمبر) تهطل
وعود كاذبة
وتصدح أغنية
Andrea Bocelli
time to say good bye
لتذبل أمنيتي مع إحتراق لهب
آخر شمعة
ومع رنة كؤوس النبيذ
بليلة رأس السنة
بقيت عيناي شاخصتان
في ألوان السقف المتحركة
بسرعة البرق
وبابتسامة بلهاء مرتسمة
على وجهي
وقنينة الكوكا كولا بين يدي
إستقبلت العام الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??