الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسابات الربح والخسارة في اعادة الفرز اليدوي

ئارام باله ته ي

2010 / 4 / 20
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


على حين غرة ، وفي غفلة من الحراك السياسي المشغول بالمفاوضات وتكوين الأئتلافات ، البحث عن مرشح التسوية والجلوس الى الطاولة المستديرة التي لم يوفق النجار لحد الان بايجاد أبعادها . صدر قرار الهيئة القضائية التميزية المختصة بالانتخابات الى العلن ، قاضيا باعادة الفرز اليدوي في محافظة بغداد . فوجئ الكل أو الكثيرون عدا المالكي وحزب الدعوة ربما بهذا القرار، ليحدث ارباكا في حسابات القوى السياسية حيث لم يكن ذلك في الحسبان قياسا الى رفض القضاء اعادة الفرز في سبع مناسبات سابقة ، من انتخابات محلية وتشريعية واستفتاء على الدستور . ماالذي تغير هذه المرة ؟ هل كانت أدلة( دولة القانون) دامغة ؟ هل أصبح المالكي يسيطر فعليا على مؤسسات الدولة العراقية ،علما ان هذه الهيئة متكونة من ثلاثة قضاة ( شيعي ، سني ، كوردي ) ؟ السؤال المحير لماذا بالذات بغداد ، مع أن (دولة القانون) ادعت الغبن في خمس محافظات ؟ لماذا تم التغاضي عن مرافعة الكورد بخصوص اعادة فرز صناديق كركوك؟ ولم تؤخذ شكاوي الأطراف الأخرى بنظر الأعتبار؟ .
لقد أثبت المالكي مرة أخرى أنه الرجل الأقوى في الساحة ، عندما تمسك بحظوظه الى نهاية الشوط على الرغم من جفاء أغلب الفرقاء السياسيين منه ومن ائتلافه ، سيما بعد عدم تحمس القوى السياسية لتفسير المحكمة الأتحادية بشأن الكتلة الأكبر التي تكلف بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الجمهورية ، وبعد تعقيد الأئتلاف الوطني الشيعي لمهمته في تولي ولاية ثانية . هذا مادفع المالكي الى البحث المضني عن المركز الأول ولوا بفارق مقعد واحد ، لأن هذا سيعطيه هامشا اوسع للمناورة أثناء التفاوض مع الكتل الأخرى ، وسيتفاوض باعتباره المنتصر الذي على الاخرين الأنصياع لشروطه ، هذا حسب تصوره وبعدما تقطعت به السبل . ولكن هذه المجازفة ليست مأمونة النتائج وقد يدفع المالكي رأسه السياسي ثمنا لها . كيف ولماذا ؟ .
سيناريو اعادة الفرز في بغداد سيشهد صراعآ حامي الوطيس (عمليآ ) بين الثلاثي ( دولة القانون ، العراقية ، تيار الاحرار) لأن بقية مكونات الائتلاف الوطني عدا تيار الاحرار ( الصدري) لم يحصل اي منهم على مقاعد مؤثرة في الحسبة الانتخابية على دائرة بغداد الأنتخابية ، بواقع مقعد واحد للمجلس الاعلى كان من نصيب وزير المالية ( باقرجبرالزبيدي)، ومقعد لتيار الاصلاح الوطني لرئيس الوزراء السابق (ابراهيم الجعفري) ومقعد لحزب الفضيلة حصل عليه رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي ( الشيخ صباح الساعدي) فيما حصل ( احمد جلبي ) من المؤتمر الوطني العراقي هو الأخر على مقعد وحيد . اي ان المالكي لو افلح في مسعاه فانه سيأخذ المقاعد من منافسين حقيقين هما قائمة ( علاوي ) وقائمة الصدريين . وهذا بحد ذاته سيفتح ابواب المجهول بالنسبة لما يمكن ان تقدم عليه قائمة ( العراقية ) وجمهورها الذي سيرى في ذلك طمسآ لحقوق ( السنة ) وابعادآ لهم من العملية السياسية . التعقيد لاينتهي هنا بل ان الموقف سيتأزم اكثر بين الصدريين والمالكي . وهذا ما قد يدفعهم الى التحالف مع ( علاوي ) ليس حبآ وانما انتقامآ من المالكي . في حين لم يخفي المجلس الاعلى برئاسة ( عمار الحكيم ) بعض النفور من قائمة دولة القانون ، هذا ليس كل شيء حيث ان ( قائمة التوافق) السنية ذات المقاعد الستة متناغمة اكثر مع قائمة ( علاوي ) . ولاينتظر ان يزج الكورد بانفسهم في هذا الهرج والمرج حتى تتوضح الصورة .
نهاية هذه المعادلة الحسابية يخسر المالكي اكثر مما يربحه ، ففي احسن الاحوال وفق هذه المعطيات لن يقترن اسمه برئاسة الوزراء ، حتى لوا تم القبول باسناد المنصب لائتلافه ، هذا كله ان لم تحصل مساومة اقليمية او ضغط امريكي يغير المشهد السياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظام المحاصصة والمواطنة الحقة
سارة ابراهيم ( 2010 / 4 / 21 - 09:18 )
سيدي العزيز هذه لعنة نظام المحصاصة الطائفية وفي كل انتخابات في العراق ستحصل مثل هذه العرقلة فقائمة القانون وحتى القائمة العراقية لاتفكر باقامة دولة مدنية ومؤساسات قانونية القائمة على اساس المواطنة الحقة بل هم يصرون على نظام المحاصصة الطائفية والعرقية ، أن مثل هذا الانظمة تخلق مثل هكذا شعور على صعيد تفوق هذه الجهة أو تلك على غيرها من ناحية العددية الطائفية أو القومية ففي الغرب لا يشعر الشعب ولا الجهات المرشحة بالغبن اوشعور الغالب والمغلوب لان الترشيح والانتخابات في الدول المتقدمة قائمة على اساس المواطنة الحقة لذلك لانسمع عن اعادة الفرز او التشكيك بالنتائج في الدول الغربية

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة