الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيعيدنا إلى العصر الحجري؟

جان كورد

2010 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


اسرائيل بين الجرأة والرعب
‏20‏ نيسان‏، 2010
قال الاسرائيليون الذين يتوجسون خيفةً من تمرير صواريخ "سكود" عبر سوريا إلى حزب ألله، بجملة ونقطة: "سنعيدكم إلى العصر الحجري!"... ولو قيل هذا الكلام قبل أكثر من أسبوعين لفكرنا بأنه "كذبة نيسان"، إلاّ أن هذا التهديد لسوريا من قبل أعلى المستويات المسؤولة عسكرياً وسياسياً قي اسرائيل - كما يبدو – فيه شيء من الجدية ويتحتم على النظام في دمشق التفكير فيه بجدية أيضاً.
ولكن هناك سؤال أوّد طرحه على هؤلاء الذين يريدون اعادة بلادنا السورية إلى العصر الحجري، أي هدم كل البنى التحتية فيها:" وماذا ارتكب الشعب السوري من جرائم حتى تقصفوا مختلف البنى التحتية لاقتصاديه؟" نحن نعيش في عصر هو أقرب إلى العصر الحجري من عصر العولمة هذا، من دون أن تقوموا بأي عمل عدواني تجاه بلادنا...
هذا السؤال يجرّنا إلى سؤال آخر، ألا وهو: "هل تعتقدون بأن الشعب السوري هو الذي صنع هذه الصواريخ السكودية؟" لماذا لاتهددون صانعها وبائعها إن كنتم جادين في ايقاف خطرها عليكم؟" أنتم لاتستطيعون محاسبة أولئك الذين يصنعون هذه الصواريخ فتريدون الانتقام منا، نحن الذين لانملك أي مصنع للسلاح، ونؤمن بأن السلام هو أقوى من الحرب، ولذلك لم نطلق عليكم حتى الآن طلقة واحدة منذ عام 1973، وحتى بعد أن خرّبتم أول محاولة لنا لبناء مفاعل نووي بالقرب من دير الزور مؤخراً.
لقد عاد الشعب السوري منذ زمن بعيد بدون جهودكم إلى العصر الحجري، بفضل شعرائه العظام من أمثال العماد المتقاعد مصطفى طلاس، صاحب الملحمة الشعرية الرائعة التي يدخل فيها رأس رئيس عربي في مؤخرة أنثى اسرائيلية تدعونها (ليفنى)، وبفضل أولئك الذين اغتصبوا ممتلكات آل البرازي بالقرب من بحيرة الرستن وأولئك الذين سلبوا ونهبوا ممتلكات الكثيرين الآخرين حول دمشق ... نعم هؤلاء أعادونا إلى عصور سحيقة في التاريخ قبل أن تفكّروا أنتم بهذا.
أنتم ترعبون من وقوع صواريخ سكود في أيدي حزب ألله، فهل يعني أنكم لا تخافون أسودنا السوريين مطلقاً، إن بقيت هذه الصواريخ في أيديهم؟ وكيف لا تخافون أسودنا الذين هم أقوى بكثير من حزب ألله؟ فهل نسيتم ضرباتهم القاصمة لظهوركم في حرب حزيران 1967، حيث هربتم صوب سفنكم في البحر الأبيض المتوسط بهدف ترك فلسطين إلى الأبد، فكنتم كالقطط المرعوبة تتدافعون أمام جنازير دباباتنا السورية المندفعة جنوباً كالنمور صوب بحيرة طبريا، وهل نسيتم نشيدنا الخالد (ميراج طيارك هرب ... مهزوم من نسر العرب). و(نسر قريش) هذا مصنوع روسي يدعى (الميغ)... فانتظروا أيها الجبناء، وسترون كم من (سكوداتنا العربية) ستطير صوبكم...إن بقيتم على موقفكم الرافض لقبول رئيسنا في النادي السياسي الدولي.
بالمناسبة، هل أطلقنا باتجاهكم رصاصة واحدة عبر جولاننا الذي تحتلونه منذ عقود من الزمن حتى تعيدوننا إلى العصر الحجري؟ فانتظروا حتى ننتهي من موضوع "مزرعة شبعا" وطرد الأمريكان من العراق، ونعود لنستعيد منكم الجولان بقوة بفضل التهديدات الأحمق- نجادية وملاحمنا الشعرية العربية الأصيلة لوزير دفاعنا الأسبق، الذي قاد أعظم معاركه في غرف المحاكمات العسكرية الصورية أثناء القيام بمجازر حماه، فسنقهركم بشدة التصفيق الشامي الذي لاتعرفونه، للرئيس البطل، ابن البطل، بحيث تتمزّق طبول أسماعكم ...كما حدث للقوم الذي أبيد بالطنين في قديم الزمان.
طبعاً، تستطيعون قصف مؤسساتنا الكهربائية ومحطاتنا المائية وشبكات مواصلاتنا وصومعات حبوبنا، طالما أنتم تجرجرون رؤساء وزاراتكم ووزراءكم وقواد جيوشكم، بل ورؤساء دولتكم العبرية لمحاسبتهم على فسادهم وعلى الرشوات والتصريحات المضرّة بشعبكم ودولتكم، في حين أن رؤساءنا وحاشياتهم، بل حتى سواق عرباتهم وكلاب حراستهم ذوي "حصانة" لايمكن لأحد محاكمتهم أو مساءلتهم أبداً، أو حتى الاقتراب منهم أثناء الخدمة...
طبعاً، تستطيعون اعادتنا إلى العصر الحجري، طالما الجولانيون السوريون يحتفلون بعيد الجلاء السوري دون أن تسجنوا أحداً منهم، في حين يقتل الأكراد في سوريا عندما يحتفلون بعيد نوروز، كما حدث في مدينة الرقة هذا العام، وفي مدينة القامشلي في عام 2004 وسواهما.
طبعاً، تستطيعون تدمير البنى التحتية لبلادنا، طالما الطفل الفلسطيني الذي يرمي جنودكم بالحجارة يذهب إلى المدرسة بعد ذلك ليتعلّم بلغته العربية الأم، في حين أن ملايين الأطفال الكردي في سوريا محرومون من الجنسية السورية ومن تعلّم لغتهم الكردية الأم، ولايحق لهم الانتساب إلى كلية حربية، لمجرّد أن أجدادهم سجلّوا من قبل موظفين عنصريين قبل عدة عقود من الزمن ك"لاجئين أجانب" في أرضهم التي ولدوا ونشأوا فيها.
نعم، أنتم قادرون على أن تعيدون الشعب السوري إلى موطنه الحجاز الذي جاء منه، أي إلى عصر الرمل، طالما أنتم ترعبون فقط من صواريخ "سكود" في أيدي حزب ألله، ولاتخافونها في أيدي قواتنا السورية، وفي حين أن السوريين يخافون من كل شيء حولهم، حتى من جارتهم التي قد تنقل كلامهم إلى عميل في فرع من فروع المخابرات، ومن الشرطي الذي في حارتهم، ومن سائق لشعبة مخابرات، ويقولون صباح مساء لموظّف من الدرجة الخامسة أوالسادسة في التراتب الوظيفي، أو لعنصر جندرمة في دائرة الاحراج الجبلي "سيدي!"...
فهنيئاً لكم جرأتكم هذه في اطلاق مثل هذه التصريحات القوية...ولكن انتظروا ماذا سيقوله عمادنا مصطفى طلاس في قصيدته التالية حول الجرأة والرعب. إنه سيجعلكم تتبولون في ثيابكم خوفاً، فانتظروا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء