الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة وبناء الدولة العراقية

محمد صادق عبود

2010 / 4 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن بناء الإنسان وفق مفاهيم وطنية سليمة هو شرط من شروط بناء الدولة على أسس صحيحة يكون الولاء فيها للوطن وليس للحزب او للحاكم كما هو قائم في الأنظمة الدكتاتورية.
وما دمنا بصدد الحديث عن المواطنة علينا أن نستعرض عدداً من التعريفات و منها أن المواطنة «عبارة عن مجموع من الحقوق والواجبات يتمتع ويلتزم بها في الوقت ذاته كل طرف من أطراف هذه العلاقة .والمواطنة هي عضوية الفرد التامة والمسؤولة في الدولة وتترتب على ذلك مجموعة من العلاقات المتبادلة بين الطرفين نسميها الحقوق والواجبات. والوطنية عند آخرين تعني «تقديس الوطن وتقديمه في الحب والكره بل والقتال من أجله حتى تحل الرابطة الوطنية محل سواها « والوطنية في معناها القانوني الحديث تعني «انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل جنسيتها ويدين بالولاء لها. وتعرِّف الموسوعة العربية العالمية» الوطنية بأنها تعبير قومي يعني حب الشخص وإخلاصه « وما حدث في العراق في عهد النظام المباد انه كرس مفهوم المواطنة لخدمة مصالحه الضيقة ما جعل من المواطن أداة في خدمة النظام وسياساته الأمر الذي أضعف روح المواطنة عند الفرد والمجتمع..ففي الفترة الأولى لتسلم هذا النظام للحكم كرس مفاهيم المواطنة لخدمة الحزب الحاكم وأكد مفهوم الحزب الأوحد وأطلق الشعارات التي تخدم هذا المفهوم كشعار (أحبوا شعبكم تكونوا بعثيين) وشعارات أخرى تربى عليها أكثر من جيل .وبعد ذلك شهدنا تغييراً في سياسة النظام الدكتاتوري حيث تحولت مفاهيم تمجيد الحزب إلى تمجيد شخص القائد الأوحد واختفت شعارات الحزب تدريجيا لتحل محلها أقوال ووصايا القائد و حتى الصغار في المدارس بعد أن كان هتافهم في التجمعات الصباحية في الاستعداد والاستراحة (يحيا البعث)تحولت في المرحلة الجديدة وصارت (عاش القائد) وهكذا اختصر الدكتاتور كل المفاهيم والرموز الوطنية بشخصه تحت شعار (إذا قال صدام قال العراق) فكان الحب والولاء للحزب ثم صار للقائد الضرورة وكان هذا الولاء معيارا للمواطنة والوطنية وأي مس بهذه الرموز يجعل منك خائنا وعميلا لأعداء العراق.ولابد من الإشارة هنا إلى إن الخلل الذي كان يعاني منه المواطن في تلك الفترة هو عدم وجود التثقيف الصحيح الذي يحتاجه حول المفاهيم الحقيقية للمواطنة وان سبب غياب هذه الثقافة كان يرجع إلى السياسة القمعية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية ضد كل من كان يتعرض لتلك الرموز فكان مصير المثقفين الذين حاولوا الوقوف في وجه النظام هو السجن أو الإعدام وحتى الكتب التي كانت تحمل أفكاراً معارضة لهذه السياسة كان مصيرها المنع ومعاقبة من يتداولها بالإعدام.
وهكذا عاش المواطن العراقي عقودا طويلة وثقيلة يؤدي واجباته كما يراها الحزب أو الحاكم من غير أن يحصل على حقوقه التي يستحقها ما جعله يعاني من تأثيرات أدت إلى زعزعة روح المواطنة لديه حيث كان يعاني أيضا من ظلم السلطة التي كانت تحارب جميع الأفكار المعارضة لسياستها التسلطية والدكتاتورية. واليوم العراق يشهد تطورا كبيرا في بنائه الجديد نأمل أن تكون هناك معايير جديدة للمواطنة مبنية على أساس حصول المواطن على حقوقه التي تحقق له الرفاهية كي يشعر بدوره الحقيقي في بناء بلده و المطالبة بحقوق المواطنة وممارستها لتأمين حياة حرة كريمة تليق بالإنسان الجديد.

ومن هذه الحقوق التي اكتسبها المواطن العراقي في السنوات الماضية حق التصويت على التشريعات ومنها التصويت على الدستور العراقي وحق انتخاب ممثليه في البرلمان ومجالس المحافظات وحق الرأي وحريته , وحقه في ممارسة طقوسه وعباداته الدينية بعيدا عن أعين الرقباء كما كان في السابق , كل هذه العوامل وغيرها تؤدي الى نمو روح المواطنة الحقة لدى ابناء الشعب العراقي بمختلف مكوناته العرقية والدينية وايدلوجياته الفكرية وهذا ما نسعى لترسيخه كسلوك لدى الفرد العراقي الذي عليه أن يضع امامه العراق أولا وقبل كل شيء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفر


.. أصوات من غزة| أثمان باهظة يدفعها النازحون هربا من قصف الاحتل




.. واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على رفح غير جغرافية المدينة ب


.. إندونيسيا.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بجاكرتا تنديدا بال




.. -مزحة- كلفته منصبه.. بريطانيا تقيل سفيرها لدى المكسيك