الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصنة الدول

سيد حسين

2010 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تتعرض الدول النامية منذ اكثر من عقد من الزمان الى تحول خطير يتجه الى الهاوية ؛ بعد ان تحول مفهوم الدولة و المجتمع ؛ الى مجرد تعبير عن مصالح شخصية حينما اختصرت الدول فى اشخاص الرؤساء ومن يمثلونهم ..... أن الاستيراد السياسى هو الذى يخلق حالة الفردية والتسلط واختصار المؤسسات والدول والقضايا فى شكل أشخاص فقد اعتادت مصر وغيرها من الدول الفقيرة على ذلك فكانت مصر تختزل فى اسم عبد الناصر وإيران فى شخص خامنئى كل ذلك كان نتيجة مباشرة لغياب الحرية وعدم تداول السلطة وبالتالى تصاعد شدة وقوة تيارات القمع التى تؤدى فى النهاية إلى هذه الشخصنة مما يمثل خطرا على البلاد والقضاء على أى أمل فى الإصلاح فالعامل الرئيسى المسبب لهذه المشكلة هو السياسة التى تتبعها السلطة فى إدارة البلاد ثم يأتى دور الشعب فى المرتبة الثانية من حيث سيكولوجية خضوعه للأمر الواقع دون انتقاد أو اقراض بل على العكس تماما فقد انعزل الشعب عن المشاركة في الحياة السياسية ليس لأن الشعب المصرى سلبى بطبيعته ولكن لأنه فقد المصداقية فى حكومته ورؤسائه بعد كثرة الوعود بالانجازات وتقارير الحكومة المبالغ فيها فكيف يسعى الشعب للمشاركة فى تمثيلية نهايتها معروفة ومحسومة فالسلطة هى التى تملك القرار المالى والسياسى والاقتصادى والاعلامى وبالتالى فهى المسئول الأول عن سلبية الشعب المصرى وبعده عن العمل السياسى فكان لابد ألا تقتصر حملات التوعية الإعلامية على مجرد حث الشعب على المشاركة فى الانتخابات سواء البرلمانية أو حتى الرئاسية ولكن كان لابد من تفعيل دور المنظمات والهيئات المدنية والفردية على المشاركة الفعلية الإيجابية فى الحياة السياسية بعيدا عن مسألة الانتخابات التى لا تمثل الصورة الحقيقية للديمقراطية. تتعرض مصر الى خطورة انهيار الطبقة الوسطى فى الآونة الأخيرة حيث أن هذه الطبقة تمثل العمود الفقرى لمصر ولن تقوم لها قائمة أو يحدث أى تغيير حقيقى إلا عن طريق هذه الطبقة التى بدأت فى الانهيار منذ السبعينيات خاصة بعد الانفتاح الاقتصادى الذى أدى إلى ظهور أثرياء بدون جهد أحدث أثرا عميقا وشرخا فى المجتمع وأدى إلى تجريف الطبقة الوسطى حيث أصبح المجتمع المصرى يحوى فئتين إما فقراء فقر مدقع أو أغنياء غنى فاحش ولكن على الرغم من كل هذه المؤثرات والأحداث المتشابكة التى أحاطت بالمجتمع المصرى إلا أن أبناء مصر لم يفقدوا الأمل وسوف يأتى التغيير لا محالة... إلا أنه سوف يأخذ شكل هبات اجتماعية تدريجيا إلى أن يحدث التغيير الكامل لشكل المجتمع والسلطة. ظاهرة اختصار الدولة فى أشخاص جاءت نتيجة إحساس الشعب بالرغبة فى عدم تحمل المسئولية وهذا يرجع إلى عمليات التنشئة الاجتماعية التى ساهمت فى خلق السلبية والخوف من اتخاذ القرارات وتحمل نتائجها وعواقبها ويحدث هذا حتى مع رب الأسرة الصغيرة نفسه حيث يجد هناك صعوبة شديدة فى عملية اتخاذ القرار خوفا من تحمل نتيجة الخطأ إذا لم يصب فى هذه القرارات وهذا بدوره ينعكس على المجتمع ككل ويولد نوعا من السلبية والخضوع واللامبالاة فدائما ما يكون سلوك الفرد فى المجتمع الواسع هو انعكاس صريح لسلوكياته داخل أسرته الصغيرة وبالتالى أصبح هناك شبه انعزال عن الحياة السياسية وعدم إقبال أفراد المجتمع على المشاركة فيها نظرا لأسباب عديدة أهمها هو فقدان الثقة فى العملية السياسية هذا إلى جانب أن الشعب المصرى يخاف دائما من التجربة فلم يقبل الشعب بأكمله للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية حيث تم الحكم على هذه الأدوار الاجتماعية السياسية بالفشل وانها لن تحسن من الوضع القائم متوهمين أن المسئولين هم من يملكون صناعة القرار حتى فيما يخص عملية الانتخاب وأصبح هناك نوع من الاحباط أو اللامبالاة الى يعيش فيها الشعب المصرى. والمشكلة الأكبر هى وسائل الإعلام المختلفة والمغرضة التى أصبحت تمثل خطرا على أمن المجتمع واستقراره بعد أن بات المجتمع المصرى مستهدفا من قبل جهات معينة تسعى إلى اختلاف المشكلات واثارتها أمام الرأى العام على انها لابد من التصدى لها فكيف نشير إلى مشكلة صغيرة تحدث على المستوى الفردى على انها ظاهرة منتشرة لابد من توجيه كل مؤسسات الدولة لمواجهتها وهذا بدوره سوف يؤدى إلى ظواهر سيئة وآثار سلبية على كل طوائف وأفراد المجتمع. ان الشعب المصرى فى حاجة إلى صحوة للمشاركة الفعالة والجدية فى الحياة السياسية من أجل مستقبل مصر حتى لو كانت المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية محتومة النتائج فمجرد المشاركة يوحى بأن هناك ثقافة سياسية لدى جميع التيارات وهذا سوف يدفع إلى ظهور الحراك الثقافى السياسى وظهور تيارات فكرية ليبرالية تسعى إلى توعية أبناء الشعب بواجباتهم وحقوقهم ومن ثم وجود حوار ديمقراطى حقيقى يوجه الأفكار والسياسات فى بلد أصيب أبناؤه بالشلل. ان شعور المواطن المصرى بالغربة وظهور سلوك - الاناماليه - وهى نوع من اللامبالاة بعكس الماضى حيث كان الشعب المصرى شعب مجتهد يسعى دائما إلى توحيد صفوفه عن طريق الشعور بالانتماء للجماعة وما تتطلبها من صفات الشهامة والشجاعة، أما الآن فان أفراد المجتمع يتعرضون للعديد من الضغوط سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والتى كان لها نتائج سلبية أدت إلى القضاء على الفكر الجماعى أو التعاونى هذا إلى جانب المشكلة الأكبر وهى وسائل كسب الرزق التى أصبحت عاملا رئيسيا من عوامل الاحباط واللامبالاة أدت إلى انعزال المواطن المصرى وظهور أمراض الهم والكدر والاكتئاب والأوجاع الجسمية النفسية المنتشرة مثل القولون والصداع المزمن فكل هذه العوامل الاقتصادية إلى جانب الحراك الاجتماعى والسياسى لها انعكاس مباشر على المواطن المصرى أدت إلى الغاء الحميمية فى العلاقات بعد أن انقسم المجتمع إلى فئتين متناقضتين غنية جدا وفقيرة جدا. فكيف يسعى المواطن للمشاركة فى الحياة السياسية وهو مكبل بكل هذه الضغوط والأمراض التى أدت إلى ظهور الفردية والتفكك الأسرى وضياع الدور الطبيعى لها مما كان له أبلغ الأثر على المجتمع ككل.. الجميع خائفون ومرعوبون من المستقبل دون أن تكون هناك أدنى محاولة لتحسين أوضاعهم بعيدا عن الانعزال والانطواء الذى لن يؤدى إلى الانهيار ومزيد من الخضوع ومزيد من السلبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |