الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو كسبُنا في الإنتخابات

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2010 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


دخلت قضية نظام الحكم بعد إعلان النتائج الأولية للإنتخابات مرحلة جديدة بمباشرة المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات النظر في الشكاوى والإعتراضات التي تقدمت بها الكتل الإنتخابية . هذه المرحلة قد تأخذ وقتا طويلاً ، ولكن مهما طالت فالنتائج النهائية التي يفترض نشرها لا تتغيّر جوهراً ، إذ تبقى الكتل الأربعة الكبيرة الفائزة هي ذاتها في الساحة السياسية ، وتتصارع من أجل تقاسم السلطة بالإستناد إلى ما حصلت كلّ واحدة منها من كراسي مجلس النواب من جهة وما يدعم موقفها من القوى الخارجية سواءً الدولية منها أو الإقليمية من جهة أخرى .

تتصف كل واحدة من هذه الكتل السياسية بالإستماتة للحصول على حصة الأسد من السلطة ، و لا يستبعد لجوء أيّ منها إلى العنف للوصول إلى غايتها . فبعد أن كانوا متفقين وتواطأوا على إصدار قانون الإنتخابات بالصورة التي حققت لهم الفوز وكسب المعركة الإنتخابية ضد التيار الديمقراطي واليساري ، أصبحوا الآن متضادين لبعضهم البعض ، وستكون قضية تشكيل الحكومة الجديدة في جرٍّ وعرٍّ قد تطول أشهراً ، ولا يتحمل تبعات الفراغ السياسي غير الشعب .

لقد تحقق النصر في الإنتخابات لهذه الكتل الكبيرة بسبب صياغة قانون الإنتخابات ، بصورة متعمدة ، على أساس مبدأ الدوائر الإنتخابية المتعددة وكيفية تحديد تلك الدوائر وحصصها من مجلس النواب . ويضاف إلى ذلك إستعمال الكوتة للأقليات وتقليل حصة العراقيين في الخارج والتعامل الإعتباطي بالأصوات الفائضة وتوزيعها على الكتل الكبيرة . إن الإجحاف الذي حصل بهذا الأسلوب لتزوير إرادة الناخبين حقق فوزاً لمن لا يستحقون بعكس حال كثير من المرشحين المحسوبين على قوى الديمقراطية واليسار.

لقد علِمَت تلك الكتل السياسية الكبيرة بالتحوّل الكبير الذي حصل في وعي جماهير الشعب من تجربتها خلال السنين الأربعة الماضية ولذلك وضعوا خطتهم لتحقيق فوز أكيد لهم وسدّ سبل الفوز لغيرهم . لقد كان إصدار قانون الإنتخابات بهذه الصورة مؤامرة إشتركت فيها جميع الكتل التي تدعي إختلافها مع الأخريات. مؤامرة تأجلت فيها الخلافات السياسية أثناء الإعداد للقانون بقصد جعل مجلس النواب القادم خالياً من الأصوات المعكرة لما ينوون القيام به .

أمّا وقد إنتهت الإنتخابات وستنشر النتائج النهائية في يوم ما ، فما هي ، يا تُرى ، الإيجابيات التي نلمسها من مجلس النواب القادم وبالصورة التي توزعت فيها الكراسي على الكتل الفاعلة في الساحة ؟ إن الوعي السياسي بين الجماهير الواسعة كان من القوة أن أفرز النقاط المهمة التالية التي لها الفعل الأكيد في تقرير مصير العراق :
1. إن مشاركة جماهير الشعب في الإنتخابات تعتبر إستفتاءً صوّتت الجماهير لمبدأ بناء نظام الحكم عبر صناديق الإقتراع ، رغم حصول الكثير من الجرائم التي كان القصد منها فرض الإحباط ومنعها من المشاركة في الإنتخابات .
2. إن التوازنات التي نتجت بين الكتل الكبيرة أظهرت قوة كل واحدة منها بحيث أصبحت كل واحدة منها رادعة للأخريات من إعادة عقرب الساعة إلى الوراء وفي نفس الوقت تكون كل واحدة مرتدعة من الأخريات ، وبهذا أصبح من الصعب أن تحاول أية قوة سياسية القفز إلى السلطة بإنقلاب عسكري أو مؤامرة ينفذها نفرٌ محدود من أي تيارسياسي .
3. مهما تشاءمنا من نتائج الإنتخابات فإنّ ظاهرة فوز الفكر العلماني داخل المجلس المقبل تبقى حقيقة لا يستهانُ بها ، وسيكون لها التأ ثير الكبير في تحديد إتجاه سير نظام الحكم في الفترة القادمة .

هكذا تكون حركة التاريخ بطيئة ، ولكنها تسير دائماً إلى الأمام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة