الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة من بلادي

محمد شفيق

2010 / 4 / 22
حقوق الانسان


بحكم عملي والوضع الاجتماعي والبيئة التي اعيش فيها , التقي يوميا بالعديد من الطبقات المسحوقة في مجتمعنا ويأخذني الفضول للسؤال عن حالهم وكيف يعيشون في ظل هذه الاوضاع المعيشية الصعبة . فتنفتح الشهية للبعض ويبدأ بالتحدث معي ويسب المسؤولين ويلعن الوضع الحالي والثاني يكتفي بالشكوى والتذمر واللاخر يلزم جانب الصمت ويكتفي بالقول ( الحمد لله , الله كريم ) . قبل ايام التقيت بحالة مأسوية ربما لايوجد مثلها حتى في قارة افريقيا , دعوني اروي لكم هذه القصة المؤلمة . شاب لم يتجاوز 35 من عمره قام النظام السابق بتسفيره خارج العراق وأخذ منزله وسيارته وممتلكاته , واسقط عنهم الجنسية العراقية . ظل الشاب يعيش في احدة مخيمات الصليب الاحمر في مدينة 0( شيراز ) الايرانية حيث كان يعطيهم بعض المعونات الغذائية , اما في حالة انقطاعها يذهب البعض للعمل واخر للتسول . بعد مرور عشرات السنيين قامت الحكومة الايرانية بطردهم من هذا المخيم ( رضينا بالهم والهم ما رضه بينا ) عادوا الى العراق وهم لايملكون قيراطا . ولكثرة السير من الحدود حتى مدينة اربيل تمزقت احذيتهم ودخلو الى هناك حفاة , وباتو ليلتهم تلك في الشارع , فكان يحرس امه ونفسه من هجوم الكلاب عليهم . دخل الى بغداد وهو ( ربي كما خلقتني ) لادينارا ولادرهما سوى ملابسهم البالية والممزقة , البعض تصدق عليهم بالملابس والاحذية وقام اخر بالسماح لهم بالنوم في محله , ثم بنى لهم كرفانا , لكن سرعان ما طردهم منه . ثم سكنوا منطقة اخرى فكانوا هناك يقضون ليلهم في احدى الاسواق الغذائية . بمساعدة البعض استاطعوا تأجير جحر مليء بشتى انواع الفئران والحشرات . الجدار يؤل الى السقوط لقدم بنائه , استئجروه بمبلغ 125 الف دينار . كيف يجمع هذا المبلغ وهو لايملك قوت يومه , مع جشع صاحب الملك . فأخذ يجمع المال من الاعانات والتبرعات حتى يكمل ثمن الايجار نهاية الشهر . احد الاشخاص اشار له بشراء ( عربانة ) ويعمل بها في الاسواق . توجه في اليوم التالي الى احدى الاسواق الكبيرة فلقي هناك وحوشا بشرية تجمعوا حوله كالذائب مكشرين له اسنانهم ( من وين انت ) ( شعندك اهنا ) ( ليش جاي الهنا ) فطردوه من ذلك المكان . توجه الى سوق اخر فكانت المعاناة اشد والوحوش اشرس . فهذا الشاب كما نعبر ( من اهل الله ) لايعرف الاحتيال والمرواغة . هكذا تسمتر معاناة هذا الشاب الذي يعتُبر الموت هدية جميلة له ولامه العجوز . انها بحق قضية انسانية من الطراز الاول يجب الوقوف عندها وخصوصا انها في مجتمع اصبح اغلب افراده لاتعرف الرحمة والشفقة طريقا الى قلوبهم ولاننسى وجود تلك الثلة التي لازالت تساند هذا الشخص الى ساعة كتابة هذه السطور
وصلت القسوة بالمجتمع ان يطرد هذا الرجل من مكان رزقه ويلاقي محاربة شديدة من قبلهم . في وقت تجد ان الحكومة قد تخلت عن ابنأها تماما ولايوجد فيهم من يحتشم للوطنية , لان الكرسي اصبح افيون السياسين , هذا الافيون صعقهم بالتخدير عن هموم شعبهم . وفي نفس الوقت نجد الحناجر تصدع بضرورة عودة العراقيين الماهجرين الى وطنهم !! أعجبت بما قاله خطيب الجمعة في ايران قبل ايام بأن سبب الزلازل هو ابتعاد الفتيات عن الحجاب وعدم الالتزام بما امرت به الشريعة . اعتقد بأن هذا الكلام ينطبق علينا اليوم . ان زلازل كبير ومدمر ينتظر اولئك المفسدين
ايها السايسين احذروا فراسة العراقي فأنه ينظر بعين جائعة ومملوء بالاسى والمصائب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اولي الامر وعود والاوهام والآمال الكاذبة
ابو مودة ( 2010 / 4 / 23 - 10:09 )
الحبيب الطيب القلب الاستاذ محمد شفيق
طاب صباحك ايها الرائع
لرجال الدين في عراقنا الجديد المنكوب بمصائب الارهاب والفساد بأنواعه دوركبير في ايجاد الحلول المناسبة و التي تقلل من معاناة شعبنا الجريح كونهم من يضفي المشروعية لرجال الحكم الذين يتوافدون على المراجع في مكاتبهم بالرغم من ان بعضهم معروف بالفساد والمساوئ الاخرى
وهؤلاء السياسيين يعانون من أزمة ضمير( واتمنى ان تؤرق منامهم)يستخدمون هذه اللقاءات لتخديرالناس بالأوهام والوعود والآمال الكاذبة
ورجال الدين كأنهم نائمون لايعلمون بأن الشعب ما زال يعاني من كل صنوف الظلم والامتهان والسلب والنهب والفقر والبؤس من جانب السلطة الحاكمة
لكنهم يتظاهرون بالتعامي عما يحدث
ومنذ 9 نيسان الخالد ولليوم لم يظهر أي منهم على شاشة أي تليفزيون ليقول أن القتل والفساد حرام ونهب المال العام وعدم احترام القانون من المنكرات والفواحش
و ما يسمى بالمسؤولين لازالوا يتعاملون مع الناس باللامبالاة والتكبر ولايهمهم سوى مصالحهم الشخصية والحزبية
ولايهمهم كيف يعيش ابن العراق ومعاناته ومنها هذه الظاهرة التي كتبت عنهاايها الحبيب
مع مودتي

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية