الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة الفيليين لا تكون عبر البرلمان فقط

سليم سوزه

2010 / 4 / 23
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لم يفز اي كردي فيلي للترشح الى البرلمان العراقي في انتخابات مارس الاخيرة، كما هو الحال مع المكون التركماني العراقي الذي مُني بهزيمة قاسية في عقر داره في محافظة كركوك بعد ان تقاسم ائتلاف العراقية والتحالف الكردستاني مقاعد المحافظة الاثني عشر، ستة مقاعد لكل منهما.

ولذلك اسباب كثيرة اهمها نظام الدوائر المتعددة التي انطوت عليها العملية الانتخابية، حيث ان هذا النظام لا يتناسب مع الاقليات طالما تلك الاقليات ومنهم الكرد الفيليون موزعون على محافظات عدة. ويصبح من الصعوبة بمكان ان يحصل فيلي على مقعد ضمن محافظته في ظل وجود قوائم كبيرة، ناهيك عن التشظي والتشرذم التي خلقتها القوائم والشخصيات الفيلية بكثرة قوائمها وشخوصها.

وهذا ما نبهنا اليه طوال تلك الفترة السابقة وطالبنا بضرورة ان يحظى المكون الكردي الفيلي بكوتا انتخابية مثلما حصلت عليها اقليات اخرى كالمسيحيين والايزيديين والصائبة، الاّ ان اخوة لنا من نشطاء ومثقفي شريحة الكرد الفيلية كانوا قد اعابوا علينا هذه الدعوى، انطلاقاً من رؤيتهم القائلة باننا لسنا اقلية وعددنا يربو على المليونين نسمة او اكثر، وكأن وصف الاقلية عار او عيب خلقي لا ينبغي اطلاقه على شريحتنا.

نعم ربما عدد الفيليين اكثر من مليونين او ثلاثة او حتى اربعة ملايين .. لكنهم موزعون على عدد من المحافظات المختلفة ولا يمكن حصولهم على مقعد في ظل التصويت وفق نظام الدوائر المتعددة، اي تصويت كل محافظة بمحافظتها، فيصبح من الصعب الوصول للعتبة الانتخابية وايصال احد للبرلمان على عكس نظام الكوتا الذي كان سيضمن على الاقل ثلاثة مقاعد للفيليين عن ثلاثة محافظات بالقليل وهي ديالى وبغداد وواسط اذا ما قلنا ان التحالف الكردستاني هو ممثلنا في كردستان الحبيبة.

عموماً ليس غياب الفيليين في البرلمان القادم هو نهاية العالم كما يظن بعض المهتمين بالشأن الفيلي، بل ان قوة اي مجموعة او شريحة هي من قوة تنظيمهم ومؤسساتهم المدنية سواء مُثلوا في البرلمان ام لا، والتجربة الماضية اثبتت استحالة الحصول على كل المطالب حتى في وجود ممثلين فيليين في المجلس النيابي طالما عددهم لا يتجاوز عدد اصابع اليد، رغم ان الاخوة ممثلي الكرد الفيليين في البرلمان السابق بذلوا جهداً مُقدراً في الدفاع عن حقوق الشريحة، الاّ انه من الصعب مجاراة الكتل الكبيرة ومزاحمتها في ظل تدافع الحيتان وصراعها على كعكة الوجود.

لهذا اقول ان العمل المؤسساتي والاهتمام بمنظمات المجتمع المدني والتفاني من قبل كل الحركات والاحزاب والمنظمات الكردية الفيلية يجب ان يصل الى اعلى المستويات من اجل خلق لوبي فيلي ضاغط باتجاه تحقيق المطالب العادلة لابناء الشريحة، وانا على يقين بان عمل مؤسسات المجتمع المدني المنظم لهو اكبر واقوى من عمل ستة او سبعة برلمانيين فيليين داخل برلمان يفرض عليهم اتاوة التصويت وفق مشتهيات الكبار لا وفق الحقوق والواجبات.

كثيراً ما كنت احضر اجتماعات ومؤتمرات الاحزاب والتجمعات الفيلية في بغداد وارى كيف ان الامر يدور حول كيفية الوصول الى البرلمان او المنصب الفلاني او الوزارة الفلانية لعلها تساعد في تحقيق المطالب، بيد ان الامر في حقيقته لا يرتبط بوزارة هنا او عدد معين في البرلمان بقدر ماهو تحرك شعبي منضبط عبر منظمات ومؤسسات فيلية تنازع على الحق وتستقتل من اجل حقوق جمهورها ... فعمل مؤسسات المجتمع المدني قد يكون اقوى من عمل البرلمان نفسه اذا ما تظافرت الجهود وتعاونت في هذا الميدان.

يجب ان يركز الفيليون على احزابهم ومنظماتهم ومؤسساتهم للمجتمع المدني في المرحلة القادمة وضرورة تبني خطاب موحد في عمومياته للدفاع عن حقوق الشريحة واستكمال المشوار، فمَن لم يصل منهم للبرلمان ما زال بوسعه ان يفعل الكثير خارجه .. والعبرة ليست بالتمثيل البرلماني بارقام معينة، بل بالتنظيم والانضباط والقدرة على المواصلة داخل اطر المؤسسات الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء