الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الفن والادب ... في عمليات البناء النفسي المجتمعي

فلاح صبار

2010 / 4 / 23
الادب والفن


" قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه"
غابرييل غارسيا ماركيز

هل يلعب الفن دورا في تقارب الشعوب ؟ وهل بامكان الفن والادب ان يأخذ دوره الحقيقي في تعزيز عمليات اندماج الاثنيات المتعددة في بلد ما ؟ وهل يشكل الادب والفن ملمحا يرضي جميع المجموعات البشرية للتعايش اوالانصهار ‘وفق الممكن‘ دون ان يؤثر على الثقافة الموروثة التي تحملها تلك المجموعات الاثنية عندما تحط رحالها في بلد ما؟ اسئلة تتولد في لحظة تأمل انساني ..وتحتاج الى مساندة كي تحصل على الاجابة عليها..وهذه المساندة تتأتى من الحالة المعرفية التي يمتلكها انسان ما ‘مميز‘ وقد يبوح لك بها غض برع في استغلال محيطه المتعلم‘ ويدلو بدلوه في تحديد ملامح الطريق... وعلينا جميعا او البعض منا ‘ وفق مانمتلكه من دراية او حرفة مبدعة ان نجيب ..من علماء النفس والاجتماع اوالفنان والمختصين بعلوم انسانية اخرى تلعب دورا مميزا في تكبير بقعة الضوء التي تبدو ساطعة في نهاية انفاق الظلم والظلام الاجتماعي.
ان للادب والفن دوره المتميز في تحقيق كل هذه الامال اذ يتعايش الجميع امام القوانين العامة التي تنظم الشؤون الحياتية ومنها ‘ الحق بالحياة‘ واحترام الذات و التقاليد التي يؤمن بها البلد الذي يستقبل المجموعات البشرية القادمة للعيش فيه ‘عدم التضارب بين المواريث التي تعتبر مقدسة لدى مجموعة بشرية محددة ‘ والتي لا تتعارض مع عادات وقيم المجتمع الجديد. اي‘ علينا تعميق فكرة التعايش سيما ونحن قد اخترنا العيش في هذه البلدان قسرا او طوعا ولظروف متعددة الاشكال .
ان تعزيز و دعم الجهود لدورالمثقف اوالفنان امر مطلوب من قبل المسؤولين ‘ في المطالبة بخلق حركة مجتمعية مدنية ثقافية ديناميكية مبنية على اسس مفاهيم المحبة والتعايش والسلام من خلال المنتج الابداعي ... نعم‘ هو امر مطلوب لمجابهة قوى الظلام ومناهضة الافكار الفاشية والدكتاتورية ‘ حيث يؤدي الدعم والاهتمام بالمثقف والفنان الى تحفيز الامكانيات الفنية الكامنة في الانسان وخاصة لدى الاطفال والشباب بشكل محدد .
" للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده " من رسالة الروائي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز لاصدقائه.
ان الفن قادر على تحقيق المتعة لروح الانسان ‘ حيث تتشابك هذه الروح مع الحالة الابداعية الساطعة بعلاقة لا تهدها ابدا معاول التخلف والاستبداد وقساوة الظروف التي يعاني منها الملايين على هذه المعمورة. و الفن والادب قادر على بعث القوى الكامنة في داخل ذات الإنسان وكذلك التعزيز من عزيمته‘ ومن ثم تشكيل او تحديث ارادته القوية... حيث يشير الفيلسوف شوبنهاور الى اهمية الفنان بقوله : " ان الانسان هو في قمة الرقي وفي افضل الحالات.. وهو الانسان الشمولي العالمي. ."
كما يمكن للفن أن يكون أداة للتغيير ووسيلة من وسائل التربية والتعليم والبناء ايضا . "بدون الموسيقى حياتي خطأ "حيث يؤكد الفيلسوف الالماني "نيتشة "..
ان للموسيقى تأثيرودور كبير على الصعيد الدولي المعاصرايضا ... الم تلفت انتباه هيئات الاغاثة الدولية الى المجاعات في الدول الفقيرة ؟ الم تفضح الانظمة الدكتاتورية والفاشية وعشاق الحروب والارهاب؟
وبرأيي المتواضع فانني استطيع الجزم ‘على ان إقامة أي حفل موسيقى لدعم جهود الإغاثة الانسانية اوفضح ممارسات لا اخلاقية تتعرض لها شرائح مجتمع‘ او لتحشيد دعم واسناد دولي لقضية عادلة‘ على سبيل المثال ‘ لقادر ان يلعب دورا بالغ الاهمية اكثر من تلك الخطابات الرنانة التي يطلقها قادة المنطقة والعالم ‘ الذين يغتصبون السلطة بقوة السلاح ‘و الغاء قدرات وامكانية الاخر... وبعبارة اخرى‘ ان اغنية جميلة حقيقية اولوحة تشكيلية اودراما‘ او قصيدة شعرونثر ‘ اوالعديد من منجزات ابداعية اخرى ‘ لتؤثر بشرائح المجتمع وتعطي نتائج ملموسة ‘ وردود افعال اسرع ‘ من تلك الخطابات والبيانات التي لاتغني ولا تشبع ‘اوالمنشورة في الوسائل المقرؤة على الرغم من اهمية تلك الوسائل. ( كم هي نسبة الامية في بلداننا...؟ اترك تقديرها لك... اخي القارئ)
وهنا يتساوى دور المثقف سواء اكان هذا المثقف فردا او جماعات ... لدينا الكثير من الجمعيات الثقافية والاجتماعية – عراقية او غيرها – وعلى امتداد المعمورة‘ حيث تلعب هذه المنظمات والاندية الثقافية والاجتماعية ‘ دورا في تعزيز الروابط بين شرائح الجالية المعنية بالامر‘واهتمامها المفترض بالاطفال والشباب والنساء والشيوخ ‘ كما انها توطد العلاقات الانسانية بينها وبين شعوب تلك الدول التي نعيش بين ظهرانيها وهم يقدمون كل شئ ممكن - مادي ومعنوي - لديمومة عمل تلك الجمعيات ‘ ولكن هذه المنظمات المدنية الثقافية او الاجتماعية ‘ وهي تضم – قطعا - بين صفوفها ‘ الفنان ‘والكاتب‘ والمسرحي والتشكيلي ‘ تعاني الكثير من العوز المادي والمعنوي من قبل المسؤولين الذين يمثلون بلدانهم في الموقع الجغرافي المعين - كسفراء او ممثلي قنصليات - وحتى حكوماتهم ايضا. لماذا هذا الجفاء دائما.. بين المسؤول ‘والمواطن عموما ‘و الفنان ‘والمثقف‘ وبقية الكوادر المنتجة؟
سؤال يحتاج الى وقفة كبرى ...وينبغي على من يمتلك القرار بالتوقف امامه‘ ليضع نقاطنا على حروفه !!!
اننا كفنانين ومثقفين ... نصبو الى خلق بيئة ناضجة ‘ ايجابية مشتركة‘ وناصعة‘ نزهو بها جميعا‘حيث يرتع فيها الانسان مع اخيه الانسان‘ بيئة مبنية على اساس فكرة العدل والانصاف ‘و التعايش‘ والتسامح‘ والقبول بالاخر‘ بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه وانتمائه الفكري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح