الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمناسبة فاجعة الجمعة السوداء / شتان بين الامتيازات والاحتراقات

جبار عودة الخطاط

2010 / 4 / 23
الارهاب, الحرب والسلام



متى يشعر السادة الساسة القابضين على أزمة الامور في البلاد بانهم (مسؤولون ) عن حماية الناس في العراق وان ذلك يقع في الاساس الاول من سلم مهامهم الوطنية وان اي خرق في ذلك يمثل فشلا امنيا ذريعا عليهم ان يتحملوا وزره بكل شجاعة فإن تكررت الخروقات وسقط من جرائها الشهداء والجرحى في صفوف الشعب فان المسؤولية الوطنية والاخلاقية تدفعهم لمراجعة سياساتهم فان لم يجدوا حلا ناجعا فعليهم ان يتحلوا بثقافة الاستقالة ويسجلوا موقفا تاريخيا امام الشعب ويتنحوا ليتركوا المجال لمن يتمكن توفير سبل حماية الناس من موجات القتل اليومي الارهابي الفظ حتى تلونت جميع ايامنا بلون الدم العراقي وصارت كلها اياما دامية ... فالجميع صار يتساءل بمرارة قاتله هل اصبحت دماءنا ماء .. متى يستشعر السياسي المهووس بعقدة الكرسي حجم الموت الداهم الذي صار يطبق بزعانفه المريرة فوق رقابنا في كل يوم
فاجعة يوم الجمعة الدامي التي استهدفت جموع المصلين من ابناء مدينة الصدر المظلومة والحرية والامين والحرية وغيرها من حواضر الموت المجاني جاءت لتؤكد بان ساستنا الرسميين لا هم لهم اليوم سوى اللهاث لتجديد ولاية سلطة جديدة تمتد لاربع سنوات قادمة حبلى بالامتيازات والبلاوي و..ووو ... والا اسالكم بالله هل سمعتم تصريحات الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء عطا الموسوي تعليقا على هذه الفاجعة المؤلمة انه يقول ان هذه العمليات جاءت بشكل هستيري لتؤكد فشل وتراجع القاعدة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الاجهزة الامنية وبعد الضربات الموجعة التي وجهت لهم وقتل على اثرها البغدادي والمصري من قيادات القاعدة وان هذه العمليات كانت متوقعة لدينا !!!
تصوروا... يخرج علينا مسؤول امني رفيع بعد سقوط اكثر من 300 عراقي بين شهيد وجريح ليتحدث عن نجاحات امنية كبيرة .. ليت شعري هل اصبحت عمليات قتل الناس وبالعشرات في بلادنا نجاحات ؟! انه زمن المقلوبية في المعايير في زمن صار كل شئ يفصل فيه من اجل خدمة السياسي الموتور ... ثم يتحدث الناطق الرسمي عن ( توقعهم ) لمثل هذه العمليات وهذه ادهى وامر فان كانوا حقا لديهم معلومات تفيد بان زبانية القاعدة تعد العدة لردود ارهابية بعد ( مقتل البغدادي والمصري ) فلماذا لم تتهيأ المنظومة الامنية لدينا وتستنفر امكاناتها لاجهاظ هذا ( العمل المتوقع )
الآن وبعد هذه الفاجعة علينا ان نسمي الاشياء باسماءها وان لا تاخذنا في الحق لومة لائم ان زبدة القول تتلخص بالآتي : ان كل ما يهم الجماعة ان لا يتحدث احد عن اخفاق او فشل امني والجماعة قد رفعوا يافطة المنجز الامني وان اي حديث يجري بهذا الاتجاه يجب ان لا يمس قيد شعرة بـ ( النجاحات الكبيرة ) التي حققها سدنة دولة القانون !! فلا اجهزة سونار فاسدة استوردت بملايين الدولارات لتصبح اكسسوارا مضحكا في سيطراتنا العتيدة ولا تراخي في اداء منتسبي الاجهزة الامنية الذين تم اختيارهم وفق سياقات علمية حصيفة فلم يدفع ولا واحد منهم مثلا عشرة اوراق خضراء من فئة المئة دولار كي يقبلوا في سلك الاجهزة الامنية ولا توجد رشا فتستطيع عن طريق دفع ( القاسمه الله ) لتعبر عبر السيطرات كل شئ ووو ... ولا ولا
ليعلم هولاء السادة من الرسميين با هذه الفاجعة قد خلفت اكثر من 300 عائلة منكوبة مهجومة بين ثكالى وارامل وايتام فهل يعرفوا اي جرح غائر قد فغر فاه في بيوتنا الايلة للفجيعة وهل يعلموا ماذا صنعت فينا ( نجاحاتهم ) .. لااعتقد انهم يعرفون الحد الادنى من هذه الماساة فلو انهم فقدوا ابنا او اخا او.. في احدى هذه العمليات لعرفوا طعم الفجيعة التي صار العراقي يتجرعها كل يوم في حين يتمترس في ( ساستنا الافاضل ) في حصونهم المنيعة لينهلوا من صافي الخيرات والامتيازات الباذخة
وشتان بين الامتيازات والاحتراقات ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيات
رحيم الغالبي ( 2010 / 4 / 24 - 17:10 )
رائع بالشعر الفصيح والشعبي والمقالات من خلال متابعتي لما تنشر
من القلب كل اود والاحترام

اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما