الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية عصر الارهاب

ايمان محسن جاسم

2010 / 4 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


أصدر أعضاء هيئة كبار العلماء، أعلى سلطة دينية في السعودية، فتوى تجرم تمويل الإرهاب بكل صوره وأشكاله.واستندوا في قرارهم هذا، على النصوص الشرعية الواردة في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة التي «يتفق جميعها على تجريم دعم الإرهاب والإفساد في الأرض فضلا عن الإيواء والمعاونة والتستر والتنظير الفكري والدعم المادي والمعنوي الذي يدعم هذا النوع من الأعمال». واعتبر الأعضاء في قرارهم، أن المتورط في أعمال الدعم يعتبر شريكا في الجريمة , هذه الفتوى صدرت يوم 12 نيسان 2010 بعد أن تلقت المجاميع الإرهابية ضربات قوية جدا سواء في العراق أو أفغانستان أو خلاياها في أوربا وأيضا في نفس الوقت بعد تصاعد تهديداتهم بضرب العديد من دول العالم وآخر تهديداتهم لكأس العالم في جنوب أفريقيا بما يمثل استهتاراً بكل القيم الإنسانية.وبالتأكيد فان صدور هذه الفتوى متأخر جدا ويعني في دلالاته التحليلية الأولية بان هذه الفتوى يجب أن تجد الأرضية التي تتقبلها في الوسط الإسلامي الذي تؤثر فيه فتاوي هيئة كبار العلماء خاصة وإن عشرات بل مئات من الفتاوي السابقة كانت تحرض على العنف والإرهاب تحت يافطة الجهاد ضد مسميات كثيرة عرقية ودينية وغيرها .وبالتأكيد فإن صدور هذه الفتوى في هذه المرحلة الحرجة في تصاعد موجة الإرهاب العالمي وتصريحات الرئيس الأمريكي أوباما بإمكانية حصول التنظيمات الإرهابية على السلاح النووي أو البايلوجي أو غيره من أسلحة الدمار الشامل التي تهدد الأمن والسلم العالميين , يمثل صدورها رداً قوياً لكل من يعتقد أو يجاهر بما يمكن تسميته بـ ( الإرهاب الإسلامي ) خاصة وان تنظيم القاعدة يتخذ من الدين الإسلامي غطاء لعملياته الإسلامية بل ويستخدم تسميات إسلامية لعملياته , ويطلق أسماء الصحابة على قادته وانتحارييه إي إنه يغلف عملياته الإرهابية بصبغة إسلامية بغية إضفاء الشرعية الدينية من جهة ومن جهة ثانية كسب وتحريك مشاعر بعض المسلمين في هذا المكان أو ذاك . وبالتأكيد فإن هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المسلحة قد أساءت كثيرا لمفهوم الدين الإسلامي وهذا ما جعل العالم الإسلامي هدفا للغرب سواء عبر الإعلام أو الوسائل العسكرية المباشرة كما حصل في أفغانستان والعراق وما قد يحصل في مناطق أخرى من العالم الإسلامي التي لا زال الفكر المتطرف يتحكم في الكثير من مفاصلها.وهذه الفتوى تمثل انعطافة كبيرة يجب التوقف عندها كثيرا ودعمها لأنها تمثل الخطوة الأولى في تجفيف منابع الإرهاب ولا نقصد التجفيف المادي بقدر ما هو محاولة قوية لسحب ( الشرعية ) التي طالما نادى بها الإرهاب من أنه يجاهد باسم الإسلام والمسلمين .وكذلك يضع حدا للدعم المالي الذي تقدمه الكثير من الجمعيات تحت يافطة الجمعيات الخيرية وغيرها من التسميات . ويتطلب هذا أن تضع الدول الإسلامية خططاً فكرية وثقافية على مستوى عال لمعالجة التشوهات التي تركها الفكر الإرهابي على الشباب عبر تكفير هذه الطائفة أو تلك واستلاب إرادة الآخرين ,.وعمليات الإبادة التي شنها تنظيم القاعدة ضد الآخرين خاصة في العراق . وهذه المعالجات تبدأ من الجامع والمسجد والمدرسة والجامعة والشارع والاسرة بكاملها لأن الفكر التكفيري الذي برز بشكل واضح في وبعد 11 ايلول 2001 مرورا بحرب أفغانستان والعراق واحداث اليمن والعديد من العمليات الانتحارية حتى داخل المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر والمغرب والصومال إنما يمثل انتشار هذا الفكر الذي تحول من مسميات الجهاد إلى القرصنة وطلب الفدية كما يحدث في سواحل الصومال ويمكن القول أيضا بأن الحرب مع الإرهاب يجب أن تكون على جميع الجهات والمستويات فالردع الفوري والضربات الاستباقية مطلوبة وضرورية وفي نفس الوقت تحصين الآخرين من الانجراف مطلوب أكثر من أجل حماية المجتمع من جهة وإعادة رسم صورة الإسلام التي شوهتها عمليات القاعدة أكثر مما شوهتها رسوم الدنماركيين . ونحن في العراق كما قلنا نحتاج هذه الفتوى في مقارعتنا للإرهابيين وعلينا أن نستثمرها بما يؤمن أمن وسلامة البلد من عبث العابثين وعلى الدول العربية والإسلامية. أن تتعامل مع هذه الفتوى بجدية تامة لأنها تمثل فيما تمثله شهادة وفاة الإرهاب المغلف بالإسلام وأن يصاحب ذلك تأييداً من المرجعيات الدينية في العراق رغم وضوح موقفها من الإرهاب منذ سنوات عديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال