الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمن الحرية 6 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة

امنة محمد باقر

2010 / 4 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


اعدام سقراط .. ومحاكمة غاليلو..

سلسلة مقالات / مستوحاة من سيرة حياة وقصة استشهاد الاكاديمي العراقي البارز حيدر عبد الحسين جابر المالكي / احد طلبة البعثات العلمية العراقية / ماجستير كلية

لغات جامعة بغداد / قسم اللغة الانكليزية

لماذا اربط كل كتاباتي هذه الايام باغتيال طالب الدكتوراه حيدر المالكي ؟

ان قصة استشهاد حيدر ... رحمه الله .. يشيب لها رأس الرضيع .. وعجبا ان يتحول اعز اصدقائي .. الى قصة .. ولكن هكذا كان ..هكذا تحكم علينا الحياة في بلاد لا هناء فيها ...

كانت رؤية حيدر رحمه الله تسعدني .. عندما ترى شخصا .... تذكرك رؤياه العيد .. تذكرك رؤياه السعادة ... يجلب السرور الى نفسك لو عاد من السفر .. ولو اطل عليك كأنما يبزع القمر .. كان رحمه الله كذلك ..

ترتبط مأساوية فقده بغدر الاصدقاء .. كان محرما في عهد المليشيا اللعينة اقامة مراسيم التأبين لطلبة العلم ... وخاصة اعضاء الجميعة العراقية للتغيير الذين كانوا

يخافون ان يرسموا له صورة ... وهو مؤسسهم وقائدهم .. ولكن الارهاب هكذا ..كم الافواه ... مثلما ان اقارب حزب الدعوة والاحزاب المعارضة لهدام كانوا يتبرأون
من اهلهم ... صار الامر هكذا في عهد مليشيا العمارة القذرين ... واتباعهم المغفلين ..

ولأنني كنت انظر في النت واتصفح .. لعلي ارى كتابا لعلي ارى مقالا ... وجدت فقط مقالا كتبته اخته ...اما كلية اللغات جامعة بغداد فقد وضعوا قطعة كبيرة .. سوداء اللون تنعى فقده ... هذا هو ثمن الانجازات العلمية في العراق .. تلك القطعة السوداء ...

يذكرني اغتيال حيدر رحمه الله وهو في السيارة التاكسي باعدام سقراط يوم اعلن فلسفته الشهيرة ... وقال انه لن يتخلى عنها الى النفس الاخير ...

كان حيدر رحمه الله .. يصدح بآرائه عاليا بأن التغيير الجديد في العراق هو الافضل لاهل العراق وشعبه وان الخلاص من الطاغية هو فرحته الكبرى ... وان الناس

يجب ان تشكر لله صنيعه ، اذ ارسل لهم من يحطم هدام المجرم .. تلك هي الفلسفة التي قتلت حيدر رحمه الله ...ان يعلن اراءه بكل حرية

حصلت على نسخة كان قد اعدها للتفاز تحكي .... حلقات للترحيب بالديمقراطية ... يقول في كلماتها : حلق في سماء الحري كالطير ..

وخافت قناة العراقية من بثها في عام 2004 لشدة تحكم الهمج بشؤون العباد والبلاد ... المليشيا كانت تطبق سيطرتها على الجميع ...

الاعدام كان قد اعد سلفا ... والمحاكمة انهيت خلف الكواليس كما هي محاكمات هدام ...

لم يتلق حيدر رحمه الله تهديدا مباشرا ... تعرض لتهديد واحد عام 2004 وطلب مساعدة الدولة ... ولكن الحكومة المحلية هي التي كانت تقتل .. فكيف تحمي ؟

ولم يكن من مجير من الناس سوى العودة الى الله ... وقد عادت الروح الى بارئها واستقرت في جنانه ...

ولكني اقول : مخطأ من ظن ان سقراط كان قد ظلم ... ان ابناءنا اليوم يظلمون بأشد من ظلم سقراط ...

سقراط المظلوم محظوظ ... حاكموه على اراءه ... اما ابناءنا ... فقد قتلوا بلامحاكمة ... محظوظ انت يا سقراط !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر