الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق العمال بين مطرقة الحكومات وسندان منظمات المجتمع المدني

محمود هادي الجواري

2010 / 4 / 25
ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


تستقبل دول العالم اليوم الاول من شهر ايار باسليب مختلفة تبعا الى ما تحقق في هذا اليوم من انجازات في دول العالم المختلفة ، بعض الدول التي شهدت وعاشت احداث ولادة ذلك اليوم وعلى اراضيها ، هي لمست ثمرة تثبيت اللوائح القانونية الخاصة بنظام العمل ووضحت فيها وبشكل جلي الحقوق والواجبات التي اسهمت في استقرار مجتمعاتها اولا وكذلك امنت الطريق نحو التطور والنمو المنظم الذي على اساسه تصنف المجتمعات في سلم الرقي الحضاري .
ولم تكن ولادة هذا اليوم ولادة يسيرة بل كان المخاض صعبا حتى استخدمت الدماء التي سالت الحبر الذي كتبت بها تلك القوانين واللوائح لكي تبقى ذكرى هذا اليوم العظيم رمزا تحتفي به الشعوب كانتصار لارادة الانسان ضد التعسف والعبودية وامتهان كرامة الانسان. .لم يكن هذا اليوم الاول من ايار وليد الصدفة وانما كانت للثورة الصناعية التي شهدتها الدول الصناعية الاثر في بلوغ العنال اعلى درجات الوعي والادراك المتزامن مع تحقيق الطقفزات الصناعية التي اجبرت الطبقة العاملة الى النظر الى نفسها في مرآة التقدم فوجد ان ما يناله لا يتناسب مح المتحقق من الكم الهائل من الانتاج والذي كان يتطلب الجهد الكبير الذي يستنزف طاقة العامل ولكن عند مراجعة المكاسب كان يشعر بالاستغلال ولا ينال الا قوته اليومي وكانت الالة التي يعمل عليها تلقى العناية والرعاية اكثر مما كان يناله, اذن هذا اليوم في الدول التي لمست التحولات الصناعية هو يوم كرنفالي انتهى الى ايجاد مكانا له في الدساتير وشرعت القوانين التي رسمت مقاييس الرسم للحقوق والواجبات . لقد لعبت النظم والمناهج الاقتصادية التي تتبعها الدول الصناعية وفي مطلع القرن العشرين في رسم ملامح هذا اليوم الذي ظلت اهميته تتأرجح في ظل النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي الذي تميز بالانفتاح بينما شهذ النظام الاشتراكي سياسة الانغلاق وهنا ظهرت انعكاسات اهمية هذا اليوم ولكن بشكل مختلف من حيث الاثار المتروكة على وجه الانسان سواء أ كانت الايجابية او السلبية منها وكما اظهرت القناعات في التطبيق والممارسة وعلى اساس الاعتقاد بالمنهج الاقتصادي المتبع وبلغ الحال حتى اللجوء الى الدفاع المستميت لتحصين النظم من الاختراق الذي يكشف للانسان مواطن الصحة من الخطأ وفي كل من المعسكرين المختلفين في المنهج الاقتصادي . ويبقى السؤال الذي احتل مكانا في عشرات السنين هل ان النظام العمالي في المعسكر الاشتراكي هو افضل منه في المعسكر الرأسمالي ؟.. هنا تلعب المناخات والاجواء التي تتعلق برفاهية العمال والوقوف على متطلبات الحياة للفرد والاسرة و التي يوفرها رب العنل في المعسكر الاشتراكي والتي هي شبه مجانية بينما يدفع الانسان الغربي اثمانا باهضة من اجل الرفاهية ناهيك عن الملاحقة الضريبية اذا بلغ الدخل الحد الغير مسموح به .. نحن لسنا بصدد المفاضلة بين المذهبين ولكن كان لسبق هذه الدول التي اسميتها الدول الصناعية كانت تضرب الامثلة للعالم وبشكل خاص الدول التي تبحث عن خيارمناسب يضمن لها انطلاقها وعلى ضوء تجارب تلك الدول التي سبقتنا في التجربة فاتباع أي من المناهج تلك تصبح الدولة طالبة للجوء الى الاستعانة بها ومن ثم اعلانها مقاطعة النظام الاخر ولربما تشتد المقاطعة لتصل حد العداء . وللحديث عن المحيط الذي نعيش فيه وهو محيطنا العربي انقسم على نفسه بين مؤيد ومتبع لهذا النظام او منتقد له وبذلك اعتلت المنظومة الفكرية العربية ولم تستطع من رسم سياستها الاقتصادية المستقلة لانحسار الفكر العربي وتراجعه امام ما حققه الغرب من التطور .ولذلك لم توضح لنا وبشكل جلي اهمية يوم الاول من ايار.. لانه عالمي ولا ينتمي الى اعيادنا الوطنية .. واما من ناحية مجاملتنا فاننا نحتفل به ولكننا لم نستطع ان نرسم صورة قوانينا ولان منهاج اقتصادنا لازال يتطلب منا الكثير كي نصل الى منظومة البلدان الصناعية التي تحتفي بالعمال والعمل ... ومما هو مؤسف ان العقلية الاقتصادية العربية هي راقية في تغكيرها ولكنها تتخذ المسار الخاطئ في الوصول الى الاهداف ولذلك يمكن لنا ان نقول ان اقتصادنا غير المستقل والذي يعتمد النظم المنقولة والتي لاتنسجم وطبيعة امكاناتنا تبقى تدور في فلك الغرب ... اذن لا عجب اذا كنا نقلد الغرب فيما يفعل وعيد العمال هو ليس من وحي صنعنا ... ما زلنا ننتهك حقوق العاملين ونستخدم اليافعين ونبخس حق القادمين للعمل لدينا لاننا لم نتحرريعد من الدكتاتوريات المسلطة على رقاب شعوبنا .... نقول فقط نحن نبارك لصناع هذا اليوم العظيم ونتمنى ان نعي اننا في طريقنا الى الحرية التي يستمتع بها الغرب قبل اكثر من مائة عام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا