الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمن الحرية 7 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة

امنة محمد باقر

2010 / 4 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


ذكرى ولادة حيدر .. 26 نيسان 1979 ، قتل وهو في الخامسة والعشرين من العمر عام 2006 ...
سلسلة مقالات / مستوحاة من سيرة حياة وقصة استشهاد الاكاديمي العراقي البارز حيدر عبد الحسين جابر المالكي / احد طلبة البعثات العلمية العراقية / ماجستير كلية
لغات جامعة بغداد / قسم اللغة الانكليزية

ولكن .... حين تحتفل بعيد ميلادك ، كأي شخص اخر شئ ، وان تولد في يوم مولد شكسيبر شئ اخر ...

بهذه المناسبة ... جمعت بعض المعلومات عن يوم ولادته ...

تقول والدته .. انه حين ولد ... تحسن وضع العائلة كثيرا ، فمن سكن مشترك مع بيت العم الى بيت منفصل ، وعيش اوفر حظا ... كان الجيران جميعا يقولون عنه

وهو طفل صغير بأنه ( انفي ) من كلمة يأنف ... اي انه ذو نفس عالية وابية ...

ويتمتع بجمال خلاب .. حتى ان الجميع كانوا يحسدون والدته على هذا الولد ... والمرأة في العراق وبحكم التمييز الجندري ... لو ملكت ولدا ... كأنما ملكت الدنيا ...

وكانت تقول ان كل منهم مميز ... لكن لهذا الطفل منزلة خاصة ... ورغم انها اعتادت ان تدلل الجميع .. الا انهم كانوا يتسائلون احيانا ما سرك مع حيدر ؟

وحين قتل حل الجميع اللغز ... ان الناس احيانا تتعجب على امور ... تتضح لهم اهميتها فيما بعد .. ان غريزة الامومة كانت تغدق عليه المزيد من المحبة والدلال ..

ولاترد له طلبا ولو ردت طلبات الجميع .. لأنه من الامانات المستردة .. اي ان الله تعالي اعطاه فترة قصيرة جدا ... وسيأخذه يوما ما ...

ولأنه كان امانة غالية جدا ... يجب ان تعود الى عالم الارواح سريعا .. فقد شددت الحرص عليه ... ومتابعة شؤونه ... رغم انها امرأة غاية في الطيب والمحبة

والتسامح ، وتغدق من هباتها ومحبتها على الجميع ... بلاتمييز .. ولكن ... الحب له شؤون .. ولابد انها كانت نالت وستنال منزلة خاصة بين النساء في هذه الحياة

وفي الحياة الاخرى بسببه ايضا ..

كانت النساء تأتي بعد مقتله ، ليقصصن احلام عجيبة غريبة لم تسطرها اوهامهن او خيالاتهن .. فالاحلام الصادقة لابد ان تتحقق يوما ما ... قالت لها جارتها رأيتك

في ابهى الملابس والثياب ... كأنك ترتدين فستانا لم يخلق مثله ... وتجلسين في حديقة غناء .. وتفسير المعنى واضح ومفهوم ..

ولكن هذه المرأة التي كانت من اشد الناس قناعة وفرحا ... ولازالت قنوعة ... ورأت قصاصه العادل من المجرمين ... لديها من المكانة لدى الله .. ماجعل بأسهم فيما

بينهم .... اجل لم يمضي على مقتل ابنها اياما حتى رأت كيف فعل الله بهم .. فاذا بهم مشردين في السجون ... ومقاصل الاعدام تحلب من رقابهم ...

يقول ابي العلاء المعري : ان حزنا ساعة الموت اضعاف فرحة ساعة الميلاد ..

وهو محق ... ولكن من يستطيع ان يعوض لحظة من لحظات تلك الام الحنون الرؤوم .. ان النساء نوعان ... الام مدرسة وتلك هي التي تلد لنا الكفاءات ، والاخرى

مجهلة ، وبلاء اسود كتلك التي ولدت هدام اللعين وابلى الناس بشره .. حتى لم يترك بيتا في العراق بلا حزن ... اما الاخريات .. فقد ولدن في بحر الخطيئة ... وانجبن من يقتل الكفاءات ... وهذا حال العمارة يوم ابتليت بهؤلاء ... فتوات الشوارع المليشيا العفنة التي لاتريد علما ... بل بطرا وطربا وهرطقة وقتلا وثكلا ...

والامهات الكريمات ... اللواتي ولدن الفكاءات ، ثم صاروا فيما بعد ضحايا .. او شهداء ... هن سادنات معبد الحرية ... لا ادري مايجب ان نفعله لهن ؟ ولا ادري

كيف نرد لهن الدين ...

حين تلد المرأة طفلا ... من اجمل مايكون .. وتربيه كأجمل مايكون .. وتعلي من قدره وشأنه ... تكد في سبيل ذلك خمس وعشرون سنة ... تكون نهايتها التتويج

بشهادة الدكتوراه ... هذه الشهادة هي في الحقيقة هي شهادتها الجامعية ...

والسيدة والدة حيدر من النساء المثقفات جدا ... لازالت تقرأ الكتب الى يومنا هذا ... كانت اول هدية اعطاها اياها حيدر بعد سقوط الصنم هي مجموعة اجزاء من مجلة

العربي الكويتية وهي مجلتها المفضلة ...

اقول ... يا اسفا على العراق واهله ...

واعتذر لهؤلاء الامهات الطيبات بالنيابة عن الزمن ...

ولو كان الزمن رجلا لقتلته باسمكن سيداتي الكريمات ...

ولو كان بيدي ... لملأت الارض زهورا وريحانا حين تقدم احداكن على الطريق ..

تمنيت لو ابني لامهات الشهداء قصورا في الدنيا قبل قصور الجنان .. ولربما وهن في عالمنا هذا ... يمشين تحت اشجار لانراها ... تجري من تحتها الانهار ...

واعزي النفس بهذا الخيال .. هربا من عالمنا الذي تؤذي العيون رؤياه .... وتقذيها رؤية خطاياه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهداء التفجيرات
الشهيد ( 2011 / 8 / 31 - 11:26 )
السلام عليكم
الى الامهات النجيبات اللواتي ولدن ابطال مثقفين واستشهدوا بالتفجيرات الحقيرة من وحوش لا تعرف حتى ان تعيش ولا تعرف ان تنطق حرفا بعقول عفنة خاوية لا يهما سوى تكشير اسنانها الحقيرة لتمتص دماء الابرياء عتبنا على الحكومة العراقية التي لا تعرف ان تأخذ بحق العراقيين الابرياء لعنة الله على صدام ذو العقلية الاجرامية والقاعدة التي امتلأت حقدا ولئما على العراقيين الشرفاء وعلى البعثيين اصحاب الفكر الاجرامي الذيم دمروا العراق بافكارهم الوسخة الى شهداء العراق الرحمة من الله العلي العظيم
كل شاب عراقي استشهد بالتفجيرات لا يعادله لا صدام ولا عشيرته الجهلاء ولا البلدان الارهابية ولا القاعدة اللعينة الحاقدة اللهم انك اعرف ببراءة شهداء التفجيرات اللهم انت اعرف بما في قلوبهم من طهارة القلب ووسع عقولهم وتفكيرهم اللهم انت اخترتهم اللهم ارحمهم برحمتك الواسعة وادخلهم فسيح جناتك يا رب العالمين

اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة