الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقرير مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية يتحامل على المملكة المغربية

بودريس درهمان

2010 / 4 / 25
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


المتلقي الغربي و الباحث الأكاديمي المهتم بمهمات الأمم المتحدة في العالم بالإضافة إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تتابع ملف قضية الصحراء عن كثب تتأثر تأثيرا سلبيا بمثل محتويات الفقرات السبع للقسم الثاني للتقرير الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء.
جبهة البوليساريو تتقن لعب دور الضحية الأبدية لاستجداء عطف المنظمات الإنسانية الدولية و المملكة المغربية مثلها مثل النعامة غارسة رأسها في الرمال لا تنتبه إلى هذا السيل الجارف المترتب عن سياسة الاستجداء هاته. التقرير الأخير لمجلس الأمن هو تقرير متحامل على المملكة المغربية في مضمونه و أكثر من اللازم. القسم الثاني من التقرير الذي يخص التطورات الأخيرة للوضع في الصحراء كله تحامل على المملكة المغربية و ربط لأحداث ووقائع، العلاقة السببية بينها تبقى مبهمة ورغم ذلك تم تأويلها في اتجاه واحد. نعطي هنا المثل بالفقرة الثامنة من التقرير التي تقوم بربط اقتحام شباب صحراويين في المخيمات يوم 11 دجنبر2009 للمركب الصغير للوكالة العليا لغوث اللاجئين. تم ربط هذا الاقتحام بالإضراب الذي كانت تخوضه السيدة امينتو حيدار بمطار لانثاروتي بجزر الكناري في حين من الممكن أن يكون هذا الاقتحام ردة فعل انفعالية من طرف الشباب المذكورين للوقوف أمام رغبة الهيأة العليا لغوث اللاجئين إحصاء ساكنة مخيمات تيندوف. الفقرات السبع من هذا القسم من التقرير كلها تحامل، والحالة الوحيدة التي تم فيها التطرق إلى ما يسميه القرار آخر التطورات و التي تخص المملكة المغربية هي الفقرة الثانية التي تم فيها ذكر خطاب صاحب الجلالة ليوم 6 نونبر بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء و حتى في هذه الحالة التي تم التطرق فيها إلى الخطاب تم التطرق إليه فقط من أجل الإشارة بأن زعيم جبهة البوليساريو يرفض محتوى هذا الخطاب. "تكادو لكتاف صافي" التحامل واضح و لا يجب السكوت عليه.
المتلقي الغربي يتأثر كثيرا بمثل هذه الأحكام المكيفة و التي هي لصالح جبهة البوليساريو و ليست لصالح المملكة المغربية خصوصا و أن بعض من هذه الأحكام المكيفة هي في بداية التقرير و الكثيرون الذين يطلعون على التقرير لا يحتفظون في ذاكرتهم إلا بمثل هذه الأحكام لان عملية تذكر العناصر المقروءة تبقى دائما تحت تأثير الصدمة الأولى للعناصر المقروءة؛ وأصحاب الصياغة النهائية واعون بهذه الخاصية لهذا عملوا على تجريم المملكة المغربية باعتماد تأويل واحد لحدث من الممكن أن يكون متعدد الأسباب.
بعض المتلقيين الغربيين رغم أنهم ليسوا أشخاصا غفل يمكن التأثير عليهم بسهولة رغم ذلك مثل تلك الفقرات قد تدفعهم إلى الاعتقاد في اتجاه واحد و هذا غير صحيح بتاتا، لأن الأحداث في معظم الأحيان جد ملتبسة و تتطلب استحضار كل التأويلات بدل التعسف من أجل جعل الواقع الملتبس يخضع لمنطق تأويلي أحادي الجانب
الشبكة الفرنكفونية للبحث حول عمليات السلام التابعة للجامعة الكندية بمونتريال، هذه الشبكة تترأسها شخصية جامعية ملمة بعمليات السلام حول العالم و صدرت لها كتب عدة حول هذا الموضوع، هذه الشبكة تجمع حولها 122 إطارا دوليا من جميع التخصصات بالإضافة إلى أعضاء شرفيون من عيار ثقيل يضمون الجزائريين الأخضر الإبراهيمي و محمد سحنون بالإضافة إلى جنرالات دوليين و ممثلين للامين العام للأمم المتحدة؛ هذه الشبكة الدولية المشكلة من الخبراء الدوليين تتأثر بمثل هذا التقرير الذي يبدأ دبلجته بتحامل واضح على المملكة المغربية و يذهبون في اتجاه تكييف القانون الدولي و تقويض الحقوق الترابية للمملكة المغربية في الصحراء, ولعل محتوى هذا التقرير الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء، و لربما حتى دهاء الجزائريين هو الذي دفع بالجامعة الكندية بمونتريال إلى عقد ندوة دولية يومي تاسع وعاشر ابريل الأخيرين حول تقرير الأخضر الإبراهيمي لسنة 2000 محاولة منهم لزرع الروح فيه.
تقرير مجلس الأمن حول الصحراء صدر يوم السادس من أبريل و الندوة تكون انعقدت يوم التاسع من نفس الشهر هل في نظركم كل هذا التوقيت المضبوط صدفة؟ المتمرسون بداخل أروقة الأمم المتحدة يعرفون جيدا بأن محتويات و صياغة تقرير مجلس الأمن الصادر يوم السادس من ابريل تكون معروفة لدى كل المتتبعين انطلاقا من منتصف شهر مارس بالضبط انطلاقا من يوم العشرون من هذا الشهر.
الندوة التي قد تكون انعقدت في التاريخ المحدد لها يدور موضوعها حول تقرير الممثل الخاص للامين العام للحكومة السيد الأخضر الإبراهيمي الذي صدر سنة الفين و الذي مرت عليه أكثر من عشر سنين. التقرير إبان ظهوره كان بريئا من أي اتهام للفريق الذي أنجزه تحت إشراف الممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة، لكن محاولة إحياءه في هذا التوقيت بالضبط هو الذي يثير عدة تساؤلات خصوصا و أن الموقع الالكتروني للشبكة الفرنكفونية للبحث حول عمليات السلام خلال عرضه لأخر المستجدات التي تخص المناطق التي تعرف عمليات السلام أصبح يتحامل بشكل واضح على حقوق المملكة المغربية في النزاع الذي يدور حول الصحراء عبر عرضه للمستجدات التي تمس حقوقه الترابية و السيادية في الإقليم المتنازع حوله.
الشبكة الفرنكفونية للبحث حول عمليات السلام التابعة للجامعة الكندية تصرفت عن حسن نية و هذا هو المرجح لكن من المؤكد أنها اطلعت على محتويات التقرير الأخير لمجلس الأمن و تأثرت بمحتوياته خصوصا الفقرات السبع الأولى و تريد أن تجعل من عملية إحياء هذا التقرير آلية من بين الآليات الفكرية و القانونية للدفاع عن ما يمكن أن تعتبره الحقوق المهضومة لجبهة البوليساريو. الباحثون و المتتبعون الدوليون في الغالب لا يكونوا مطلعين على المنطقة بشكل دقيق و يتعاملون مع أحداثها و معطياتها من خلال تقارير مجلس الأمن فقط.
الجهود الأممية المبذولة من طرف المملكة المغربية هي لا شك ذات قيمة إنسانية و لكن الاستثمارات السياسية لهذه الجهود ضئيلة جدا و يستغلها من يكنون لها العداء الدائم. الدول مثلها مثل الأشخاص الاقتصار على النوايا الحسنة فقط يؤدي مباشرة إلى جهنم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ