الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية (اسرار رجل فاسد)

سيروان شاكر

2010 / 4 / 25
الادب والفن




قضية الامس و حديث الحاضر ....



هكذا تعايش الناس مع اسطورة الحقيقة المخفية الحقيقة المرة لماذا كل هذا الحزن على تاريخ قد مر في احسن شكل والان باتجاه غير ما عرف عن القومية الذاتية والانسانية الفكرية والى اين ومتى نفكر, سؤال يتوجب على كل شخص الجواب بدءا من التاريخ والى غد قريب، هل هذا كان حلما وان كان فليس بهذا الشكل مرة اخرى هذه هي الحقيقة ، نقول وندعي ولكن نخلاف كل شئ نوجه ونوعظ ونحن المحتاجون ، اراء وافكار لا تنتهي ولكن الهدف ليس الانسانية وانما بناء جسر نحو الانسانية في زمن الوهم ،مضمون عمد فيها المخرج والمؤلف الى وضع حد لفكرة الفساد عن طريق الانسانية الجديدة ,تبدأ المسرحية بشكل بسيط بل الابسط من الامكان لتطرح اعمق قضية ازدواجية في ظاهرتنا ونظرية الارض الجميلة ولتصبح ارضا ليس لها معنى ، فالبحث عن الحقيقة عن طريق الابداع هو الطريق الصحيح نحو بناء مجتمع جميل وناضج.

ترفع الستائر ليظهر رمز الفساد في شكل بائس وفي صورة مذلة لا يملك سلطة سوى الخضوع لواجب لم يحدد فيه ذاته بل يعني هذا مخلوعا لعالم اخر لا يحس ماذا يجري حوله، يحلم بضعة دقائق فيرى الحقيقة بابسط شكل يبدأ بالطبيعة الثانية النقية يشاهد معاناة العالم في صورة اخرى، الازدواجية الانسانية في ذات الشخص وضع له وهم السيطرة في كونه يصف نفسه المنقذ او المقدرة المعرفية لوضع قانون جديد لهذا المجتمع ولتتدخل تصورات في ذهنه يزيد من حجم غروره، نحن نفهم ماهية هذه المسرحية ولكن من جهة اخرى لا يمنح تفهم موضوع وبشكل محدد فلا يوجد هناك فرصة لادراكه ويكون الموضوع عندئذ ذاتية المنطق ،مشهد اخر ياتي اصوات الى هذا الشخص لتأنبه عن الايمان العقلاني، لكن غير قادر على توافق ذاته للاجابة في سطور مقنعة، يبرهن ذاته عند المجتمع فيفرض اراءا هو غير مقتنع يتكلم بلسان الغير او الارفع منه، اصبح الكل يتهافت على المادة دون عناء ومن الادنى الى الاعلى صعودا الى التعقيد هذا من جهة ومن جهة اخرى فقدان الهوية الحقيقة لتغيب عن مسارها فتجعلها تسير لأي فرضيات غير متصلة للمنظور الاخلاقي.

مشهد اخر ياتي الاخرون (الحاشية) يحومون حوله, مرة احداث يكاد النظر لايستبين اخلاقياتها ومرة يبحثون عن الجوهر في اعادة للطبيعة التاريخية، ويحاكمونه نفس الحاشية الذين شاركوا معه في تجزئة التاريخ والفساد الذي غر اهوائهم ليرفض كل القيم الاخلاقية ويقتحم التاريخ الحقيقي الاصيل فينتزع كل زهرة جميلة غطت هذا المكان , نعترف على ذواتنا في كل الازمان بين الحركات الماضية والنظرة المستقبلية نوزع ونشتت الافكار الاخلاقية لاتعني هذا ابدا الاستعادة التاريخية او الزمانية فيقرر ما يهدم هؤلاء الاشخاص سيكون هناك مراجعة لمفهوم الحقيقة لطالما ينتظر اذهان اخرى في قراءة جوهر الحقيقة بافكار عملية يناقض ويخالف حقيقة الاكذوبة من المنبع .

الكل يأنبون الشخص المسؤول الذين كانوا ضده فيرون فرصة يهاجمون الحقيقة المزيفة وهو غائب عن الوعي وحتى الذين كانوا معه عندما تصل الى حد القطع يتخلون عنه بكل سهولة ويأنبوه هم ايضا ...هذه هي حقيقة الحلم (ارادة القوة لا تدوم وانما العقل الاخلاقي هو الذي يشكل اسطورة ايدلوجية لبناء واقع جميل) .

مسرحية ولا اروع منها في طرح مضمون جميل لقضية انسانية بهذه الطريقة يحتاجها جميع العالم ان يعيد تاريخه في يوم اخر باختلاف المنظور المشوه، يتعين التخلي عن كل هذه المصالح المادية التي تناقض فكر الانسانية والمعادلة الصحيحة للمجتمع، لقد عمد المخرج مسعود عارف- والمؤلف محمد علي اتروشي في تعيين معرفة الحقيقة الزائفة الذين يعيشون بعض الاشخاص ويديرون جهات حساسة وطرح قضية انسانية كهذه فقد ابدع المخرج والمؤلف في وضع معاني حقيقية تحمل مضامين وافكار تدافع بشكل غير مباشر عن حقوق الذات وهكذا يضعون تصورات طبيعية خلف الاعتقاد الضمني بان هناك ثمة مقاييس فعلية ينبغي ان يكون ضمن فلسفة الحق.

مسرحية (اسرار الفساد) للمخرج مسعود عارف والمؤلف محمد علي اتروشي – الادوار البطولية ماجد محمد ويسي – احمد احمد مشختي – دزوار سلمان- حيدر بامرني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب