الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللجان الشعبيه المناطقيه هي الحل .

فيصل البيطار

2010 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


خلال اليومين الماضيين طفت على السطح تحذيرات من خطورة عودة مليشيات الموت بعد دعوة السيد " الصدر " لإشراك مليشياته في حماية بعض المؤسسات الدينيه ومن يرتادها من المصلين والزوار، الدعوه كانت مشروطه بموافقة الحكومه العراقيه وليست سيفا مسلطا على رقابها ورقاب الشعب العراقي ولا فرضا ملزما لأحد .

لا نشك ومعنا الكثيرون، من أن الأجهزه الأمنية العراقيه مازالت عاجزه عن مواجهة الإرهاب البعثوتكفيري رغم كل النجاحات الهائله التي حققتها منذ بدء العمل في خطة فرض القانون في النصف الأول من عام 2008 ، تم تصفية وطرد وإعتقال الكثيرين من قادة الإرهاب، كما وتخليصه من الحاضنه الإجتماعية التي وفرت له الأمن والإنطلاق نحو تخريب منشآت الدوله والقتل المجاني للعراقيين دون تمييز عرقي أو ديني أو طائفي، ورغم إنحساره الواضح، إلا أنه مازال يعبث بحياة العراقيين وأمنهم وإستقرارهم وممتلكاتهم الخاصه والعامه، عجز الأجهزه الأمنية العراقيه لا يتأتى من نقصان في عديدها أو عُددها ولا حتى من تنوع إتجاهات الشارع العراقي السياسيه والعرقيه والدينيه، فالغالبيه العظمى من العراقيين وعلى إختلاف مشاربهم هم الآن ضد الإرهاب من أين جاء ولا يهمهم سوى إيقاف عجلة القتل وتحسين مستوى الخدمات وتأمين الوظائف بما يدفع عنهم شبح الفقر وفقدان الحياة، العجز الأمني يأتي من إتجاهين :
- تعدد الأجهزه الأمنيه وضعف التنسيق الإستخباري بينها، وهو الذي يؤدي إلى ضياع الكثير من المعلومات وتبعثرها على عدة موائد هي على الأغلب غير متجانسه ومتساويه في الكفاءه وتعمل على إحتكار المعلومه الإستخباريه لغرض تنافسي غير مبدئي .
- ضعف العلاقه بين الأجهزته الأمنيه والمواطن العراقي المعني بالأمن أولا وأخيرا، وإقتصارها على
دعوة المواطن للتبليغ عن أي تهديد أمني وهو ما حقق حسب المسؤولين بعض النجاحات في القبض على مطلوبين أو إكتشاف أسلحه وذخائر أو قطع الطريق على بعض العمليات، لكنه وكما هو واضح لم ينهِ الأرهاب ويقطع دابره .

في الإتجاه الأول، الحكومة مطالبه وبشكل سريع في توحيد الجهد الإستخباري ضمن غرفة عمليات إستخباريه واحده تصب فيها كافة المعلومات الوارده، وهي التي تعمل على تحليلها وربطها بنسق واحد لترفع لجهة إتخاذ القرار التنفيذي ...

لكن الأهم هو في الإتجاه الثاني الخاص بشكل العلاقه بين هذه الأجهزه والمواطن العراقي، فحتى إستكمال بناء مؤسسات الدوله بكافة تفرعاتها، يصبح إشراك المواطن في حماية أمنه وشارعه والحي الذي يسكنه، مهمة حيويه ظلت مطروحه منذ أن إشتد ساعد الإرهاب دون أن يكون هناك من يعني بها وإقتصرت جهود المسؤولين على زيادة أعداد أفراد الجيش والشرطه والتدريب والتجهيز ، وهو ما ثبت وعلى أهميته أنه ليس بكاف في هذه المرحله على الأقل وعل أمد لن يكون بقصير . الدرس الأول الذي إستخلصناه من تجربة الصحوات هو الدور البارز لتجمع المواطنين في الأحياء والقرى في دحر الإرهاب وتخليص تلك المناطق منه، الأمر الذي يدفعنا للتشديد على أهمية بناء اللجان الشعبيه المناطقيه ذات المهمات الإستخباريه والدفاع عن الأحياء بمراقبتها على مدار الساعه مع صلاحيات التفتيش والتوقيف الإحترازي وحتى الإشتباك، بالتأكيد هذا لا يتم إلا بالتنسيق مع الأجهزه الأمنيه ذاتها وتحت إشرافها اليومي . اللجان الشعبيه المناطقيه تملك صفة العمل التطوعي ويمكن البدء بها في المناطق الساخنه التي تتعرض دون غيرها لهجمات الإرهاب، لتشمل لاحقا المناطق الأخرى .

هذه اللجان لن تأتي من فراغ، فالأحزاب العراقيه لها من النفوذ والإمتداد ما يمكنها من تشكيل قيادة المنطقه و الحي وحتى الشارع الفرعي وبشكل تضامني دون النظر للأيدلوجيه أو الموقف السياسي لهذا الحزب أو ذاك، ولها مهمة واحده، هي ضمان حياة مواطني منطقتها وممتلكاتهم، إذا هي جهد أمني منظم وليس بعفوي وقائم على التعاون مع أجهزة الدوله .

دعوة السيد " الصدر " يجب أن تُأخذ ضمن هذا المسار، أي برفض أية جهود متفرده لحزب واحد، ولكن مع توحيد الجهود الحزبيه بغض النظر عن المكون القومي والديني والطائفي وستكون اللجان الشعبيه المناطقيه شامله لكل هذه المكونات وبمهمه واحده محدده وواضحه لكل معنيّ بحياة العراقيين، وهم العراقيون أنفسهم الذين لن يتوانوا عن حماية شوارعهم وأحياء سكنهم .

لا يجب التخوف من دعوة السيد "الصدر " والترويج لشطحات سياسيه فارغه، بل يجب تلقفها والعمل على تطويرها ودعمها بآليات نجاحها بمساهمة كافة المكونات في الدفاع عن الوطن وشعبه، ولا يكفي هنا رفضها والترويج لتخوفات نفوذ إيراني وعودة فرق الموت التي ماجاءت أصلا إلا كرد ساذج ودموي وغير مبدئي على جرائم الحلف البعثوتكفيري، ضمانة عدم العوده إلى تلك الفرق الدمويه تكمن بتأسيس جهد جماهيري موحد ومؤطر وشامل، وبنفس الوقت سيمثل رافدا معلوماتي جماعي هام لأجهزة الدوله بدلا عن تلك الفرديه الموسميه .

هذا هو طريق دحر الإرهاب، تضامن أجهزة الدوله مع الشعب بعلاقة متكافئه ... إلا إذا أرادت الدوله العراقيه أن تنوب عن شعبها في تقرير مصيره كما هي الدوله في كل مكان وزمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخي العزيز فيصل
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 4 / 25 - 20:41 )
لك اجمل تحية
بداية ظننت ان تتكلم عن اللجان الشعبية في الجماهيرية الليبية العظمى !!!! ....ه
لا شك ان الأمن هو اولى اولويات اي مجتمع ويفترض في الحكومة ان تولي الأمن الأهمية القصوى مهما كلف الأمر
اتمنى من اعمق اعماق قلبي ان تتكحل عيناي برؤية العراق وهو ينعم بالأمن والدمقراطية
اخي فيصل : ان الأخ محمد شفيق يكتب هنا عن تلك المواضيع ايضا بشكل شيق مثلك تماما
لك كل المحبة والأحترام


2 - لااتفق معك
ايار ( 2010 / 4 / 26 - 08:08 )
شكرا استاذي الفاضل ولكن ارجو ان تسمح لي بلقول بان تجارب الماضي المرير مع السيد مقتدى وتياره الشعبي قد افقدنا الثقة في كل اقوالهم وافعالهم للاسف ارجو ان اكون مخطئا وتكون مصيبا.
تقبل وافر محبتي ومازلت في انتظار الجزء الثالث استاذي العزيز


3 - العزيز محمد الحلو
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 26 - 08:17 )
شكرا لمرورك سيدي وقد إطلعت عما يكتب السيد شفيق وإسمح لي أن أقول أنني لا أتفق معه فيما يكتب ....
تحياتي الحاره أخي العزيز .


4 - العزيز أيار
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 26 - 08:24 )
المقال واضح يا أيار ... نحن ندعو للجان شعبيه مناطقيه تساهم فيها كل المكونات بغض النظر عن توجهاتها ، والهدف واحد فقط وهو حفظ الأمن بالتعاون وتحت إشراف الأجهزه الأمنيه ... وليس تفرد مكون واحد فقط بهذه المهمه . وعليك أن تلاحظ أننا قد أدنا تجربة فرق الموت وقلنا أنها جاءت - كرد ساذج ودموي وغير مبدئي على جرائم الحلف البعثوتكفيري - .

شكرا لتعليقك المهم أخي أيار والمقال الثالث على الطريق يا صديقي ... إطمئن .
المحبه لك والتقدير .


5 - لماذا هذه الدعوة
البراق ( 2010 / 4 / 26 - 12:53 )
لك مني تحية استاذ فيصل وسؤال لماذا هذه الدعوة التي سبق ان دعاها عبد العزيز الحكيم وحسن العامري ونظموا اللجان التي هي تنظيمات فيلق بدر الذي لم يختلف عن جيش المهدي بشئ ولهذا ان اعادة اناطة هذه المهمة لمنظمات شعبية في هذا الظرف الحرج ستقود البلاد الى الحرب الاهلية لا محالة وانت تعرف ان الاحزاب والتنظيمات المؤتلفة الان من اجل الانتخابات الا ان بينها قتال ودماء وفي مجتمع كمجتمعنا لايمكن ان تنسى هذه بسهولة هذا من جهة ومن جهة اخرى فالقوات الامنية والعسكرية التي اصبح تعدادها مليون ماذا تعمل اذن ؟؟ المطلوب هو التعاون الشعبي مع الاجهزة الاستخبارية وتطوير ذلك وتوسيع مدياته . ان هناك حالات اختطاف تقوم بها هذه التنظيمات من اجل المطالبة بالمال وهي غير مكلفة بمهمة امنية فكيف سيكون عملها وقد منحت الرخصة الرسمية والصلاحيات التي اقترحتها من تفتيش واعتقال واشتباك ( افهم منه انه اطلاق النار )؟؟؟؟ انا مع التخوف الذي ابداه الاخ ايار


6 - العزيز البراق
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 26 - 16:21 )
هذه الدعوة من اجل تعزيز دور الجماهير في الدفاع عن ارواحها وممتلكاتها امام الهجمه البعثوتكفيريه المجرمه، وهي شبيهه بدورالصحوات التي تمكنت من قلع جذور الارهاب في مناطقها كما تعلم ، اللجان المناطقيه سوف تكون بدعم ورعاية واشراف القوات الأمنيه وليس بعيدا عنها ولها دور محدد وواضح... آن الأوان ليتفق الجميع من أجل إقتلاع الإرهاب بشكل نهائي ولإيقاف هذا النزيف الدامي وخصوصا في الأحياء الفقيره .
أحترم رأيك ولك كل المحبه عزيزي البراق .


7 - طاب مساؤك ايها الرائع
ابو مودة ( 2010 / 4 / 26 - 19:38 )
الحبيب الاستاذ الكبير فيصل البيطار
اتمنى ان تكون بألف خير وبأحسن حال
لك ايها العزيز الشكر الجزيل على دعوتك المخلصة للحد من تجاوزات الارهاب على اخوتك العراقيين ..ولكن ياحبيبي مابعد 9 نيسان الاغربدأ كل تنظيم سياسي يسعى الى تكوين اكبر عدد من الانصارللسيطرة على المدن
وكان الحكيم اول من اعلن عن تشكيل لجان شعبيه بحجة حماية المواطنين و لقصور تنظيمه و نيته الحقيقية هي اقامة دولة شيعية في وسط وجنوب العراق
وجنيد عدد كبير من الشباب العاطلين مقابل اغراءات الرواتب والمناصب عليهم لبسط سيطرتة على المناطق التي يحلم بحكمها
و هذه الفكرة رفضتها جميع الاحزاب مثل الدعوة والصدر والفضيلة بسبب تخوفها من سيطرة المجلس الاعلى عليهم من خلالها
و ظلت فكرة اللجان حبيسة المناطق التي يسيطر عليها اتباع الحكيم و استطاع استخدامها لاحكام سيطرته على بعض المناطق وتنفيذ بعض الاجندات الخفية مثل عمليات الاغتيال والتفجيرات التي كانت تحدث في مناطق مختلفة وتلقى تبعتها على الصدريينالذين لم يعرفوا انهم نائمون وتتلاعب بهم جهه اخرى
و فشلت الفكرة وتم ضم ما تم تشكيله من لجان الى وزارة الداخلية والدفاع لضمان استمرار عملهم


8 - الصديق ابو موده
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 26 - 19:57 )
دائما هناك أهداف مرحليه قريبه وأخرى إستراتيجيه بعيده ، الهدف المرحلي الملح الآن هو قطع دابر الإرهاب بشكل نهائي وعلينا إستثمار الإنجازات التي تحققت أخيرا بقتل العديد من قادتهم وقبل أن يلتقطوا أنفاسهم ... نحن نتكلم عن لجان مناطقيه تساهم بها كل الأحزاب من الشيوعي وحتى الفضيله وما بينهما وبإشراف وتعاون أجهزة الدوله الأمنيه حتى لا تفلت الأمور ... يجب إعطاء الجماهير المتضرره دورا في الدفاع عن أنفسهم ، أسمعهم ماذا يقولون بعد كل إنفجار .
كل المحبة لك أخي أبو موده .
سلام .


9 - الحبيب الغالي البيطار ...تتمه ما سبق
ابو مودة ( 2010 / 4 / 26 - 19:57 )
لضمان استمرار عملهم في خدم اجندات المجلس الاعلى وباسلحة واجهزة الدولة ومعلوماتها ان عملهم في خدمة اجندات المجلس الاعلى وباسلحة واجهزة الدولة ومعلوماتها
ويقدرعددهم اربعة وعشرين الفا في بغداد حسب البولاني الذي قام بطردهم من وزارة الداخلية بعد توليه لمنصب الوزير
لذا من الصعب تشكيل لجان معظم عناصرها ذات ولاءات حزبية وطائفية مسيئة و متواطئه مع الميليشيات واخرون يعملون مع تنظيمات تابعه لايران
وجن جنون المجلس الاعلى عندما شكل المالكي مجالس الاسناد التي قوضت سيطرة العصابات الخارجه على القانون في البصرةوبغداد شعروا بخيبة امل من تلك اللجان التي تعمل لصالح الحكومة اولا والدعوة ثانيا
ومن ثم صارت مجالس الاسناد اصبحت ورقة رابحة بيد المالكي وان سيطرته على مجالس الاسناد سوف تسحب البساط من تحت اقدامهم
ولكبح المالكي ومجالسه لاتوجد طريقه سوى بالتخلص منه بتنحيته من منصب رئاسة الوزراء و اسقاطه سياسيا وحزبيا وعقدوا صفقات مريبة مع الاكراد
..................
لك حبي ومودتي ايها الحبيب


10 - الاستاذ والاخ العزبز فيصل البيطار
سالم النجار ( 2010 / 4 / 26 - 20:25 )
يسعد مساك
قناعتي ان مسؤلية الامن مشتركة بين الدولة والشعب, اما تسليح الشعب وخصوصاً مع وجود صراعات طائفية وعشائرية وحزبية اعتقد ان الامور ستكون مغامرة كبرى وفي غاية الخطورة


11 - العزيز سالم النجار
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 26 - 20:31 )
السلاح موجود أصلا بيد الناس من كافة الإتجاهات بما فيهم المستقلين سياسيا ....

أحترم رأيك صديقي ودمت بخير .


12 - الاستاذ والاخ العزبز فيصل البيطار
سالم النجار ( 2010 / 4 / 26 - 21:08 )

نعم السلاح موجود بين ايادي الناس لكن بصفة غير قانونية
لكن هكذا قرارات تعطي الشرعية لامتلاك السلاح وهذا الخطر الذي اتكلم عنه
مع احترامي وتقديري لشخصكم

اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية: اندلاع حريق كبير شمالي #الجولان عقب س


.. هل يمكن تَكرار سيناريو عملية -النصيرات- لاستعادة الرهائن الإ




.. #السودان.. قوات الدعم السريع تكشف التفاصيل الكاملة لأحداث -و


.. طفل فلسطيني من مجزرة مخيم النصيرات: شفنا الموت بأعيننا




.. وقفة تضامنية في جاكرتا استنكارا لاستمرار الحرب الإسرائيلية ع