الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة بعنوان/ما بين العهد و العذاب

محمد كحيل

2010 / 4 / 25
الادب والفن


كان علي شاب لم يتجاوز السابعة عشر من عمره لكنه يبدو عازفا عن ترف و لهو أقرانه لم تظهر عليه حيوية و عنفوان الشباب منطويا على نفسه يبدو أن شعره لم يزين منذ زمن طويل يصل إلى كتفيه لم يعد شكله مقبولا من إدارة المدرسة و لا معلميه ولا أقرانه من الطلاب أصبح منبوذا لكن شعره كان خطا احمرا لا يجب الاقتراب منه أصبح سخرية أقرانه موضوع استفزاز من قبل الآخرين يتحمل كل الأذى و العقاب من إدارة المدرسة و أحيانا يهزأ من معلميه لعد اهتمامه بمظهره الخارجي لدرجة أن أقرانه من الطلاب يحضرون الحشرات يضعونها في شعره بغرض الاستلذاذ إلا انه يكتم غيظه أحيانا و يثور أحيانا أخرى كل ذلك لفت نظر احد مدرسيه رغم انه كان يوميا يذهب بيه إلى المرشد التربوي ليعرف حالته إلا انه لم يستطع لأنه مصر على شيء في داخله ربما قطع عهدا على نفسه لكنه لم يبح بذلك فأصبح تصرفه في غير المقبول و المطاق في تحمله الأذى و ظهور العدوانية في تصرفاته بعد أن كان هادئا لكن الصدفة أحيانا تلعب دورا في تغير حياة إنسان و في ذات مرة قبل انتهاء العام الدراسي كان لقاء دون ترتيب ما بين الشاب و المرشد و معلمه بدا المرشد بالحديث أتعرف فلان للمعلم فال نهم لكن لي عتب عليه كم مرة تحدثت معه عن إهماله في مظهره و خاصة شعره قال المرشد وأنا كذلك هل لك أن تقول لنا السبب في ذلك قال الشاب و قد بدا عليه ملامح الحزن نعم أنا اعرف ولكني متعب لقد تحملت الكثير و انفجر بالبكاء و دموعه تنهل على وجهه الحزين نظر كل منهما إلى الأخر بدهشة واخذ يهدا بالشاب و احضرا له مقعدا يجلس عليه بعدما قد اطمأنت نفسه إنا سأخبركما لماذا تحملت كل هذا الأسى و الألم كنت كل يوم اقضي معه الوقت أجالسه أفصح عما بداخلي همومي كان يشاركني في كل شيء فإذا المرشد عمن تتحدث على قال إبراهيم صديق عمري منذ الطفولة حملنا همنا و هم الوطن كباقي شعبنا كنا نتحدث قبل ذلك التاريخ أي تاريخ اليوم الذي تعاهدنا فيه إن نبقى الأوفياء للوطن و القضية و بدأنا نفكر كيف يمكن لنا أن نلتحق بكوكبة الشهداء و اتفقنا أن نغير ملامحنا بان نترك شعرنا يكبر و مظهرنا يبدو أننا نشابه المتربص بنا في كل لحظة و نقوم بعمل فدائي في المستوطنة القريبة من بيتنا الذي لن نشعر بيه بالراحة حتى في أكثر الأحيان اطمئنانا و لكن القدر تدخل إذ كنا نشيع شهيدا سقط دفاعا عن أرضه و وطنه أخذتنا الحمية ونحن نهدف بأعلى صوتنا بالروح بالدم نفديك يا شهيد على القدس ريحين شهداء بالملايين حتى وصلنا مقبرة الشهداء التي يشرف عليها أبراج المراقبة المطلة عليها اشتد الخطب و الحمية ذادت ارتفعت الأصوات الله اكبر حملنا الحجر بدأنا نقذف برج المراقبة فإذا بالجندي يطلق النار الرصاص غزير في كل مكان فإذا إبراهيم يسقط على الأرض الرصاصة استقرت في قلبه أصبح إبراهيم مشيعا بعدما كان مشيعا منذ تلك اللحظة أقسمت الوفاء لإبراهيم و الحفاظ على العهد الذي بيننا و قد تحملت كل ذلك لأجله هل كنت محقا أجيبوني قالوا الاثنين معا محقا لكن ليس الوفاء يكون هكذا بالإهمال بل بالعهد على النجاح و الوصول إلى الأهداف التي من اجلها قضى إبراهيم و من سبق ابرأهم من الشهداء عاهده من جديد و هو سيقبل عهدك أما صراعك الداخلي عبر عنه بطرقتك الخاصة التي تحبها نعم وإذ بيه يخرج من حقيبته لوحات يعبر غيها عن رغبته في الحياة ولكن لم يستطع كانت قلة من الفخار يرسم عليها عهده للشهداء و الأسرى و الأرض و الوطن لكنه بحاجة للخروج من عنقها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????


.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟




.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت


.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني




.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار