الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع وتحديات العمال الفلسطينيين

سامر أبو رحمة

2010 / 4 / 26
ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


أضحي الحديث عن واقع العمال وهمومهم في العالم العربي، والمجتمع الفلسطيني على وجه الخصوص يحمل طابع مستهلك فيه من الابتذال، ما يسئ إلى واقع الطبقة الكادحة التي ما زالت تعاني مرارات علاقات انتاجية تضعها في ذيل طبقات المجتمع ،وفق اسس بنيوية في مقدمتها تفكك النظم الاقتصادية وتبعيتها للخارج وما بفرزه ذلك من تضخيم لقطاعي التجارة والخدمات ونهب للثروات واستغلال للمجتمع، مقابل االاقتصاد الوطني الحر الذي يحرر النظم من الارتهان لعلاقات التبعية التي تتحمل نتائجها الجماهير وفي مقدمتهم العمال بكبح انتاجيتهم وحراكهم في ضوء العلاقة بين وسائل وقوى الانتاج والعلاقات الاجتماعية في نظم تعزلهم اجتماعيا في غياب للتصنيع والفعل وما ينتجه من مظاهر قلة الدخل والبطالة و طول ساعات العمل والبؤس والاستغلال ،يتم التعامل معها كارقام في الاحصائيات هنا وهناك دون اعتبار للتهميش والغبن والقهر الذي تعكسه على المستوى الاخلاقي والانساني ، والمسؤليات في هذا الجانب .
اذ يطل الاول من آيار وما يجسده من قيم انتزعت عبر تاريخ طويل من النضال الذي يحمل روح العمل الجماعي الذي أسس بالدم استحقاقات حسنت ظروف العمال لعقود طويلة ،لا بد من اعادة الاعتبار لهذه المضامين والدلالات من خلال العمال أولا على قاعدة أنها تؤسس لإنهاء سيطرة الطبقات الطفيلية والتابعة التي انهكت المجتمع، بطغيان مصالحها على المصالح الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى تغيير الظروف التي تراكم سوء أحوال الطبقة العاملة وتهدر كرامتهم، في امعان الافقار والاستنزاف للمجتمع. لتهيئة الظروف لتكريس واقع مشرف تعبر مكوناته عن حالة حقيقية لحركة العمال النقابية تشكل رافعة لأوضاعهم ،لا أن تستزف طاقاتهم وتهدر كرامتهم ،كما هو الحال في المجتمع الفلسطيني المفكك اقتصاديا وسياسيا ،وما صاحب ذلك من انتهاكات تراجعت بأوضاع العمال عبر سوء أحوال العمل وطبيعتها في ضوء تراجع قطاعات الزراعة والصناعة والبناء لصالح أخرى تحمل الطابع الماساوي والطفيلي كالعمل في الانفاق حفرا وتهريبا .ما أنتجته من تغير في بنية المجتمع وعلاقاته خلال فترة وجيزة و في بنية وادوار الحركة النقابية ،التي اضحت نقابات شئون اجتماعية تقدم المعونات هلى فترات متقطعة على اسس أجملها بالآتي:
-الاتحادات والنقابات العمالية تحت قيادات بيروقراطية منتفعة ذات علاقة وطيدة بالسلطة المتناحرة فكيف ستناضل من اجل مصالح العمال، بدون أن تشكل عقبة أمام نضالاتهم لتحسين ظروفهم؟ وكيف ستسهم في تمثيلها وانتزاع حقوقها؟،لا سيما وان غالبيتها تم تعيينه ،ولا تمثل تكوينات حقيقية على الأرض بل كيانات مشوهة يتم التواصل معها لأغراض مصلحية تتغير باستمرار ويبقى المسؤل بدون معاناة متمسك بموقعه للارتزاق من النقابة بلا نتائج تصب في مصلحة العامل.
-الاجسام النقابية هي امتدادات جماهيرية لأطر تحكمها الصراعات السياسية والمصالح الفئوية تتناحر فيما بينها و يغلب عليها الطابع المصلحي الضيق تنتظر معونةجاهزة من هنا او هناك، لتدقيمها للعاطل عن العمل بدون مقابل انتاجي في تعزيز للطفيلية ،وتعدي على قيمة العمل والانتاج وشحذ الهمم بحيث أصبح المنتج عبئ وتهديد ومستغل بدلا من أن يأخذ دوره الوظيفي والطليعي في مرحلة صنفت بمرحلة التحرر الوطني ،في نفس السياق نمو النشاط الطفيلي والذي يعتمد على الفهلوة والتحايل والكسب السريع ويبرر و يصبح نموذجا بحيث تصبح الزلفة والارتزاق مبررة وحالة طبيعية في سياق المجتمع في ضرب لمضامين العمل والانتاج وقيمتها وما يمثله من تراجع على المستوى الاخلاقي والسلوكي ،و ذي ابعاد خطيرة على العامل الذي لا حول له ولا قوة.
- في ضوء أوضاع العمال الحالية فهم ليسوا مضطرين للتصرف بشكل ثوري اذ أن استسلامهم للنقابات الحزبية المتصارعة وتقبلهم الفاتر لظروفهم ولاقل من الحد الدنى لاحتياجاتهم بغياب قوانين الحماية والضمان التي تؤمن الحد الدنى من احتياجاتهم فان ظروفهم ستزداد سوء على المدى البعيد اذ لا نظام للعمل ولا للأجر بقدر حشرهم في زاوية الاسترزاق ويالتالي يجب أن يتركز النضال حول موقعهم من النظام الطبقي السائد بما يشكلونه من أغلبية في نظام حيد فيه كل طرف الاخر باخراجه من المؤسسات والعمل الذي يشكل دعامة النضال بأجر مدفوع بحيث أصبح نصف الموظفين في بطالة دائمة في نظام لا يمثل العمال في تمييز واضح ضد هذه الطبقة المطحونة في غياب التمثيل الحقيقي والديمقراطية .
- يتطلب ذلك عدم الاكتفاء بوقوف العمال متفرجين بل التدخل بوسائل تتعدى الاجتماعات والمظاهر الاحتفالية إلى التدخل بالتحشيد والتاطير والدعاية لتشكيل قواعدعمالية وقيادات تسهم في تغيير القيادات النقابية المفروضة في اطار النضال من اجل تمثيل لعمال باطر نقابية وطنية ومنتخبة تمثل حقوقهم وتعمل على اعادة الدور الوطني الطليعي للعامل في البناء والتغيير مقابل التطفل والاستسلام.

ليكن الأول من آيار يوما يمثل هدفا نضاليا لكل الأيام،عبر التصرف من خلال مصالح العمال والدفاع عن قضاياهم من خلال أطر منتخبة قادرة على تحقيق المكاسب ، وتحسين الأوضاع بما يحقق تعبئة وتنظيم الحركة العمالية النقابية لمراكمة الانجازات التي تحمي العمل والعمال في اطار تحقيق المشروع الوطني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشخيص دقيق وحلول واقعية
mhammad hassan ( 2010 / 4 / 26 - 21:13 )
احييك رفيقي سامر على قدرتك على قراءة وتحليل واقع العمال الفلسطينيين تحليل علمي عالي الدقة ،وهي مساهمة اعتقد ان القليل جدا من المفكرين او المحللين وضعوا قراءة صحيحة مثلها ، وهي ربما تعتبر المحاولة الاولى من نوعها في هذا الاطار ، وعليه اشد على اياديك وتقبل مني اعمق تقدير ..
محمد .


2 - واقع وتحديات العمال الفلسطينيين
محمد حسن ( 2010 / 4 / 27 - 01:23 )
كل التحية لك رفيقي على هذا البحث الذي اثريتنا به فالحقبقة انك اصبت وترا حساسا في داخلي وانني من منطلق موقعي الجديد في جبهة العمل ساعمل جاهدا على توعية الطبقة العاملة بقدر الامكان . انه فهلا كما اسلفت يجب العمل على تغيير جذري لقيادات النقابات العمالية الموضوعة من قبل السلطات سواء من قبل حكومة غزة او رامالله، كل التحية لك رفيقي ويدا بيد من اجل خلق مستقبل مشرق لعمالنا البواسل


3 - واقع وتحديات العمال الفلسطينيين
محمد حسن ( 2010 / 4 / 27 - 01:45 )
كل التحية لك رفيقي على هذا البحث الذي اثريتنا به فالحقبقة انك اصبت وترا حساسا في داخلي وانني من منطلق موقعي الجديد في جبهة العمل ساعمل جاهدا على توعية الطبقة العاملة بقدر الامكان . انه فهلا كما اسلفت يجب العمل على تغيير جذري لقيادات النقابات العمالية الموضوعة من قبل السلطات سواء من قبل حكومة غزة او رامالله، كل التحية لك رفيقي ويدا بيد من اجل خلق مستقبل مشرق لعمالنا البواسل

اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي