الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيش المهدي حصان طروادة المنتظر

حاكم كريم عطية

2010 / 4 / 26
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يمر العراق بمنعطف خطير يهدد بعودة العنف والصراع الطائفي الذي عاشه العراق في سنوات ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري ولعل أخطر حقبة فيها كان ما جرى بعد عملية تفجير مرقدي الأمامين في سامراء وما رافقها من صراع طائفي دموي كان في صدارته ما يسمى بقوات جيش المهدي وكاد أن يجر هذا الصراع البلاد ألى آتون حرب أهلية طاحنة وقد كان من حصيلة هذا الصراع أن كلف الشعب العراقي الألآف من أبنائه وبناته الأبرياء وقد ساعد في ذلك أن أنبرى السيد الجعفري كشخصية داعمة لهذا التيار وذلك لحاجته الملحة لدعم التيار ولشعبيته وعدد أنصاره وذلك لضعف الجعفري وحاجته الماسة لقوة تدعمه في مواقفه والأخطاء التي أرتكبها في توليه منصب رئاسة الوزراء آنذاك وفي صراعه مع حزب الدعوة الجناح الممثل للمالكي وصراع تبؤ منصب رئاسة الوزراء كما يجري حاليا وبنفس النمطية وأن أختلفت الظروف بعض الشيء .
لا أريد الخوض في تركيبة جيش المهدي فقد تناول هذه الموضوعة الكثير من المحللين السياسيين والمهتمين بالشأن العراقي ولكني أريد أن أذكر أهم المزايا التي أهلت هذه المجاميع لتكون الحصان الرابح لكل من يعادي ما يسمى بالعملية السياسية في العراق وتطور البلاد وأخراجها من الأزمة الخانقة التي كانت تعيشها فهذه المجموعة تميزت بعدم وجود تنظيم واضح يمكن الرجوع له في تشريح تركيبة التيار بل هو مكون من عناصر لا يربطها أي رابط غير أستخدام هذا التيار كغطاء لتنفيذ مخططات أرهابية بعيدة أحياننا عن توجهات هذا التيار وما يرسم له وهو بأعتراف أحد المؤسسين بهاء الأعرجي وفي تصريح له لوكالة الأنباء العراقية سنة 2007 تنظيم لا يمكن معرفة عدد أعضائه ومنتسبيه ومن أية أنحدارات حيث يقول ( لا يوجد رقم محدد لأنه جيش غير نظامي ولا توجد له سجلات توضح عدد عناصره) أن الميزة التي تلف غموض تركيبة هذا التنظيم ومكوناته تحت أسم وواجهة عائلة دينية عرفت بمواقفها السياسية والدينية وتميزت بكونها مدرسة تتلمذ على يدها الكثير من ساسة العراق اليوم بل أن الكثير من الأحزاب الدينية المعروفة في العراق أرتبط بهذا الشكل أو ذاك بعائلة الصدر ومدرسته الدينية يجعلها محط أنظار ذوي المصلحة في العراق بما فيهم قوات الأحتلال الأمريكي وفي ظل أنهيار منظمومة الأخلاق وغياب الدولة والقانون والدستور وأحكامه وتفشي الأمية وتأثير أيام الحصار والحروب أيام حكم الدكتاتورية وأثارها على المجتمع العراقي وفي ظل غياب الأحزاب السياسية وبرامجها السياسية وأحلال سياسة المحاصصة والديمقراطية التوافقية وتصدر العملية السياسية أحزاب وكتل مستعدة أن تضحي بكل مقومات الدولة والقانون للحصول على كرسي المسؤولية والمراكز السيادية في الدولة العراقية يجعل من التيار الصدري كتلة يتودد لها السياسيون الجدد في العراق وأحزابهم وكتلهم ورغم التأريخ الدموي والجرائم البشعة التي أرتكبت أيام حملات القضاء على(( الناصبة والوهابية)) ومجاميع فرق الموت وأغتيال رجل الدين الخوئي و أيام المحاكم الشرعية سيئة الصيت وعمليات الخطف الجماعية للعاملين مع الحكومة العراقية من الأجانب والعرب وقضايا التهجير الطائفي واسع النطاق الذي حدث أيام أزمة الصراع الطائفي وخصوصا في مناطق بغداد وديالى وهذه الجرائم قد جاءت في أعتراف ضمني لقائد التيار أيام أتخذ قرار التجميد بناء على وجود عناصر داخل هذا التنظيم تقوم بأعمال أجرامية والذي أعلن تبرئه من هذه العناصر التي تقوم بقتل العراقيين ولكن ماذا بعد التجميد والجرائم التي أرتكبت والتي ترقى أحياننا ألى جرائم حرب أبادة جماعية وجرائم ما زلنا نحاكم أركان النظام بمثيلاتها وما زلنا نصدر أحكام الأعدام بحق مرتكبيها نعم أمتلأت السجون والمعتقلات بعد عمليات صولة الفرسان وعمليات أخرى أشترك فيها الجيش الأمريكي وقوات الحكومة العراقية وأشهر عمليات التطهير في البصرة وعلى أثر ذلك جاء قرار تجميد جيش المهدي في تأريخ 29/آب/2008 على لسان المؤسس ومدد هذا التجميد لفترة ستة أشهر أخرى وهذا ما أدى ألى أنشقاق مجاميع من التيار أبرزها مجموعة عصائب الحق والتي مازالت تزاول نشاطها المسلح داخل العراق .
أن التجميد لا يعفي هذا التيار من الحساب من الأنتهاكات والجرائم التي أرتكبت أيام المحاكم الشرعية ووجود هذا الكم الهائل في معتقلات الدولة العراقية وقسم كبير منهم مثبتة عليه الجرائم وهي أرتكبت بأسم التيار لا بأسم هذا المنتمي أو ذاك وما زال هذا التيار رغم وجود الأدلة على وقوع الكثير من هذه الجرائم يطالب بأطلاق سراح منتسبي التيار في سجون الدولة العراقية وما زال هذا التيار لم يعترف بالجرائم التي أرتكبت بحق الأبرياء من أبناء وبنات الشعب العراقي أيام المحاكم الشرعية سيئة الصيت ورغم هذا وذاك يتصدر اليوم هذا التيار واجهات السياسة العراقية بعد أن حقق 40 مقعدا من مقاعد كتلة الأئتلاف الوطني ويقود هذه الكتلة مدعوما من الجعفري وعناصر أخرى داخل هذه الكتلة وليفرغ المجلس الأعلى من دوره داخل هذه الكتلة وليعلب الدور الرئيسي في كل مباحثات الكتلة وقراراتها وكان آخرها رفض تولي المالكي لرئاسة الوزراء لولاية ثانية وترشيح الجعفري الحليف القديم للتيار أيام توليه رئاسة الوزارة وأطلاق عنان نشاط التيار ودعمه وتسهيل مهماته آنذاك ومن خلال هذا التصدر لدور كتلة الأئتلاف والتي أصبحت الحصان الرابح في تقرب الكتل الكبيرة لكسب الود في السياسة العراقية لغرض كسب أصواتها في الترشيح للمناصب القيادية في الدولة العراقية وتشكيل الحكومة العراقية المرتقبة أقول رغم هذا التأريخ الدموي والحافل بجرائم أرتكبت بحق العراقيين وحق العراق كبلد بحاجة للأستقرار والبناء رغم كل ذلك تجلت سياسة المحاصصة الطائفية والديمقراطية التوافقية في سياسة وبرامج كل الأحزاب والكتل التي تتصدر العملية السياسة في العراق ومع كل الأسف تبين أن من يقترف الجرائم بحق هذا الشعب سواء كانت سياسية أم أقتصادية يمكن أن ينفذ من خلال نافذة المحاصصة والديمقراطية التوافقية وأن يصبح من مجرم بين ليلة وضحاها ألى مفاوض وطني يحمل في جيبه البرامج مفتاح حل المعضلة العراقية ويمكن أن تمحى كل جرائمه من صحيفة أعماله لقاء تنازل هنا وهناك وكما هم يقولون (( لعبة السياسة في التعاطي وغض النظر والعمى السياسي أحياننا!!!!)) لقد نجح جميع أعداء الشعب العراقي بما فيهم قواه السياسية في النفاذ من نافذة المحاصصة حاملين حقائب التحقيق في جرائمهم نحو قبة البرلمان في ظل تزلف القوائم الكبيرة وخيانتها للمشروع الوطني وترك المواطن العراقي ضحية أستمرار الصراع بكل تجلياته وترك العراق ليدار بمراكز قوى ترتبط بهذا الشكل أو ذاك بشكل واضح بدول الجوار أو قوات الأحتلال ومشروعها في العراق الكل ينهش بجسم العراق رغم تصاعد وتصادم شعارات البناء والتخوين والوطنية ومع وجود هذا الظرف المعقد والحزين في نفس الوقت تلعب قوى كثيرة على الحصان الرابح على الساحة العراقية لا لأنه يملك مفتاح الحل للأزمة العراقية بل يمتلك مفاتيح تدمير المجتمع العراقي ليصبح حصان طروادة المنتظر بعد أن تعرضت القاعدة لضربات موجعة أنه الحصان الرابح بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وللعراق رب يحميه كما يقولون وللجياع شد الأحزمة على البطون ولا أدري كيف لي أن أحلم على الأقل أن لا يصيبك مكروه بعد الآن يا عراق

حاكم كريم عطية
لندن في 26/4/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحذر ثم الحذر من أحابيل جيش المهدي
أمجد سامي ( 2010 / 4 / 26 - 17:09 )
أنا أعتقد أن جيش المهدي وعموم التيار الصدري يريد أن يلعب نفس الدور الذي يقوم به حزب الله في لبنان وهو مثله أيضاً يتبع السياسة والمصالح الإيرانية لكن هناك فرق مهم ما بين الإثنين هو أن جيش المهدي أكثر رجعية وتخلفاً وأشد عدوانية للمرأة والقوى العلمانية والديمقراطية والتقدمية بالإضافة الى أن هناك عدد لا يستهان به من أعضاءه وقيادته هم من أصحاب السوابق في القتل والسرقة والإجرام وهم ليسوا متدينين في العموم لذلك فهم يحاولون النفوذ من الثغرات مهما كانت لتعزيز سيطرتهم وسطوتهم التي أخذت بالإنحسار ومن هنا ضرورة الإنتباه لهم بحذر وتشديد الخناق عليهم وتجريدهم من السلاح ومن المسؤوليات المهمة وخاصة العسكرية وفي مجالس المحافظات لما لفكرهم من أثر مدمر لتاريخ وحضارة وتقدم الشعب العراقي..الدين شيء والشيطنة والإستحواذ على المال والجاه والسلطة بطرق غير مشروعة شيء آخر..إحذروا هؤلاء أينما وجدوا...إحذروا منهم لكي يستتب الأمن والسلام في كافة مدن العراق وخاصة العاصمة بغداد....


2 - وحوش بشرية
علي البصري ( 2010 / 4 / 26 - 18:06 )
شكرا اخ حاكم , وأنت في الغربة قلبك على وطنك .
بعد صولة الفرسان تنفست البصرة , وأزيح عن صدرها المثقل بالهموم صخرة كبيرة من الجهلاء والغوغاء وقطاع الطرق واللصوص والبلطجية ,كنت أمعن النظر في وجوههم لاأرى فيها رحمة ولا أطر انسانية ولا وعي أو ادراك غير الجريمة وتصيد الفرص للانقضاض على ضحاياهم الابرياء .ارتكبوا جرائم عديدة من قتل الحلاقين واصحاب المقاهي والنساء والاطباء والاساتذة وشرائح عديدة اخرى .كانوا ولازالوا مجندين من قبل ايران لارتكاب مختلف انواع الجرائم , حين افلسوا بعد صولة الفرسان احتلوا مواقع متقدمة في بيع الخمور بعد أن ارتكبوا جرائمهم بحق بائعها ومحتسيها ,كما انهم روجوا للافيون وخاصة في صفوف الشرطة والجيش الان , لقصد واضح وداعم مكشوف .القلق يدب في نفوس ابناء البصرة قاطبة ,والقلق من فك لجامهم ,خوف المواطن البصري بعد ان تحقق الامان واستتب النظام وتوجه الناس نحو العمل الشريف ,خوف الجميع من عودة هذه الوحوش البشرية المسيرة , وضياع ما تحقق من فسحة أمل وراحة بال وطمأنينة ..


3 - من لم يعايش الحرس القومي فهؤلاء الشبيه لهم
محسن الحاج مطر ( 2010 / 4 / 27 - 16:28 )
قد يكون الكثير من الأجيال لم تعايش فلول الحرس القومي العفلقي الذي كان مزودا برشاشات بور سعيد التي زودهم بها رجل العروبة والديمقراطي للكشر جمال عبد الناصر،وعاثوا غي العراق قتلا وفسادا لايختلف عما اقترفته فلول النازية والخمير الحمر، فان هذه الميليشيات هي نسخة منقحة من الحرس القومي لاتختلف عنه الا بالأسم فقط، وما اقترفوه بحق الناس في كل المحافظات لهو دليل على ماذهبنا اليه. اما قادته من الأعرجيين المعمم فهو معروف انتمائه الى البعث والمخابرات الصدامية تحديدا. اما الأفندي وعضو مجلس النواب ورئيس الدائرة القانونية فيه ... اذهبوا الى لندن واسالوا عنه كيف كانت علاقته بسفارة صدام في لندن وكيف كلفوه ان يدخل المعارضة. اما بقية العناصر والقادة فهم كلهم من كانوا في اجهزة صدام وفدائييه... ؟؟؟؟
مبروك لأصحاب المظلومية الدجالين.. والله سيشردوكم ويعيدوكم الى طهران نتيجة سلوككم السيء.؟


4 - جيوش الظلام
موسى الكردي ( 2010 / 4 / 27 - 21:55 )
اذا ظهر جيش المهدي في بغداد مرة اخرى فاقرا على بغداد السلام.استطيع انا وكل عراقي ان اتهجم واشتم باقذع السباب كل من في الحكومة العراقية نهارا جهارا من الطالباني الى المالكي الى السامرائي الى البولاني الى.... ثم امشي الى بيتي مزهوا فخورا وامنا مطمئنا ولكني بالتاكيد سافقد حياتي لو خطر لي مجرد خاطر ان اتفوه بكلمة واحدة غير لائقة نحو مقام ربهم الاعلى مقتدة وجيشهم الظلامي الاسود.ايها الاخوة المعلقون على المقال,نعم سنقرا على بغداد السلام اذا ظهرت جحافل الظلام ولن يبقى لامثالكم مكان ياويكم سوى مقابر المحاكم اللاشرعية.تحية لكاتب المقال واسمح لنفسي ان اساله:لو كنت في العراق ,هل كنت ستجراء على كتابة هذا المقال ؟


5 - الاصرار على الجريمةوالانحلال
علي باقر الخفاجي ( 2010 / 4 / 28 - 08:37 )
شكرا لك استاذنا على هذا الطرح الموضوعي لظاهرة سادت الساحة العراقية وللاسف وصلت الى سلطة القرار والتحكم في مصائر الشعب وهي تسيد القتلة والمجرمين وتجار الدم وتربعهم على سدة الحكم في العراق وهم بالتاكيد امتداد للنظام الدكتاتوري المباد وكان الابرز في هذا المشهد هو مايسمى بجيش المهدي الذين هم جموع من المجرمين والمأبونين وجدوا في فضاء الحرية مناخا للتنفيس عن عقدهم الاجرامية وساعدهم في ذلك البعض من السياسيين الفاشلين ليكسب من خلال دعمهم امتيازا في منصب معين . ان الغريب في هذه الشواذ على الحياة والاخلاق العراقية هي اصرارها على تبني كل جريمة والتباهي بكل الافعال المشينة فبالامس قامت القوات الامنية بكبس عدد من تجار المخدرات واوكار الشذوذ والرذيلة متلبسين بها في مدينتنا وهم صحيح ينتمون الى هذا التيار وبدلا من ان ينكر التيار هؤلاء فانه سرعان ماراح يحرض القنوات ويدافع عن اعتقال مناصريه . نضع هذا امام القادة الجدد لتشكيل الحكومة وان لايقربوا من يسيء لهم مقابل امتيازات زائلة ..

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد